[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

الفقر والفساد.. أهم قضايا البلاد

مشكلة اليمن الأساسية والتاريخية هي الفقر والجهل والفساد والاستبداد وأنا أتابع مؤتمر الحوار الوطني فإن ممثلي كل محافظة يتحدثون عن نفس المشكلة مثلاً مشاكل حجة هي نفس مشاكل المهرة هي نفس مشاكل مأرب وشبوة . هذا يعني أن المعاناة واحدة والقضية واحدة والهم واحد لدى الجميع ويتضح أن كل القضايا هي قضية واحدة هي قضية اليمن كلها والتي يعانى منه جميع أبناء الوطن على حد سواء فاليمن كلها تعاني من عدم وجود بنية تحتية جيدة ومن غياب التنمية المستديمة والصعوبات الاقتصادية التي يعاني منها المواطن لا حصر لها .

بالإضافة إلى شحة الموارد ما جعل البلاد تحت وصاية ونفوذ الأشقاء والأصدقاء ومن يدفع أكثر بلا شك أن له الأولوية في الولاء والطاعة ولو على حساب المصلحة الوطنية . فمثلاً هناك مشائخ ومسؤولون يستلمون مرتبات من دول الجوار وهناك مواطنون على الحدود يحصلون على تصاريح دخول وخروج وعلى حصص تموينية من مشتقات النفط وعلى مساعدات مالية وغذائية وطبية دون علم الدولة اليمنية والمعروف أن الكثير من الدول لا تعمل إلا من أجل مصالحها وتوسيع نفوذها ولو على حساب دول أخرى . وبما أن المال الخارجي يتدفق على البلاد فإن عدم الاستقرار سيستمر لسبب أو لآخر .

وعلاج كل ما سبق يتلخص في قيام دولة النظام والقانون دولة العدالة والمساواة الدولة المدنية الحديثة التي تنتهج الديمقراطية وأسس الحكم الرشيد و تقوم بواجبها وتحترم مواطنيها وتعمل على حل مشاكلهم بشكل جذري وفق رؤى وخطط وطنية .

ومن الواضح أن مشكلتنا ليست في الجغرافيا التي يسوق لها البعض والتي تستوجب إعادة تقسيم الخريطة الجغرافية للبلد تحت مسمى الفيدرالية أو الحكم المحلي ولكنها مشكلة في جغرافية الفساد الذي يتغلغل في مفاصل المؤسسات الحكومية ويشكل لوبي وعصابة من الفاسدين والمستفيدين .بالإضافة إلى وجود شحة في الموارد والامكانيات الأمر الذي ادى إلى زيادة العبء الاقتصادي .

والمعروف أن الفيدرالية تكون ضرورية في ظل دولة مركزية قوية الأمر الذي يستدعي تفويض بعض صلاحياتها للسلطات المحلية التي تخفف عنها العبء وتقوم بخدمة المواطنين عن قرب أما في اليمن فإن الدولة هشة وضعيفة بل هي غير موجودة في مناطق كثيرة قبل الفيدرالية فما بالكم بعد الفيدرالية التي يروج لها البعض ببراءة ولكنها تخفي في ثناياها نوايا سيئة نحو وحدة البلاد والتي لن تكون إلا الخطوة الأولى نحو تسهيل مهمة الانفصاليين والذين ليسوا موجودين في المحافظات الجنوبية فقط بل هم موجون في المحافظات الشمالية أيضاً وكل يوم وهم يوجهون ضربات موجعة لوحدة البلاد في سبيل الحصول على مصالح شخصية أو خدمةً لمشاريع صغيرة .

ومن المفروض أن تكون مشاكل البلاد من فقر وفساد واستبداد وجهل هي القضايا الحقيقية والمطروحة على طاولة الحوار الوطني وأنا متأكد أن حلها سيحل كل القضايا المصطنعة وسيعيد للوطن والمواطن ما يستحقان من عزة وكرامة ورقي وتقدم .

زر الذهاب إلى الأعلى