الذي لم افهمه تفجر الموقف على الحدود بين قبائل يمنية وعسكر الشقيقة السعودية وتفجر مشكلة المغتربين في السعودية في هذا الوقت الذي فيه الفرقاء اليمنيين يجتمعون في العاصمة صنعاء للحوار تنفيذا لمبادرة الخليج لحل المشكلات اليمنية والموقعة في السعودية بمباركة واشراف الملك عبدالله لماذا يحدث ذلك في هذا الظرف بالذات؟ ولماذا هذه القضيتان الحساستان بالذات؟ فهل هناك في البلاط السعودي من يريد افشال المبادرة الخليجية المعززة من خادم الحرمين الملك عبدالله وبالتالي افشال السعودية نفسها في حل المشكلة اليمنية ليتفجر الموقف بين الشعبين هل هناك من يريد توريط السعودية واليمن في مشكلة مدمرة؟
لن يكون من مصلحة السعودية واليمن ان يتحقق لإيران حلمها في استكمال محاصرة السعودية من جهة اليمن والبحر الاحمر فتمكن إيران من اليمن معناه حرب حقيقة ستمتد على طول الحدود مع السعودية ولن يكون الحوثيون وحدهم من سيقاتل بل كل الشعب اليمني المطرود من السعودية واهينت كرامتهم ومزقت اقاماتهم التي دفعوا فيها مبالغ طائلة إلى جانب تلك القبائل اليمنية التي سلبت اراضيها بحجة ترسيم الحدود وهي قصة اصبحت معروفة ومتداولة لدى الشعب اليمني.
- ان انفجار حرب بين السعودية واليمن أمنية إيرانية كبرى وسعي حقيقي لها يعرف ذلك السعوديون انفسهم ولن تكون لصالح السعودية واليمن على الاطلاق والذي لن يغيب على السعودية ان القبائل المحاذية لحدودها قد اصبح ولاء بعضها للحوثي والباقي ولاؤها للثروات التي في بطن ارضها ولن يكون في امكان المال السعودي شراءهم كما كان في السابق واذا اضفنا إلى ذلك ان الشريط المحاذي للحدود السعودية ترقد تحته ثروات مهولة اصبحت القبائل على علم بها فهي مقيمة فوق كنوز ضخمه سيكون ما تقدمه السعودية من مال شيء لا يذكر فلن يبيعوا ثرواتهم المؤكدة بمال سيكون زهيدا مهما بلغ حجمه.
- لا أظن ان السعودية لا تعي ان القبائل الزيدية المحاذية لها ليست هي تلك التي كانت بالأمس فإلى جانب ثرواتها الواعدة في اراضيها فقد وجدت سندا كبيرا يتمثل بإيران وبالشيعة في العراق وفي الكويت وباكستان وفي السعودية وفي كل مكان يتواجد فيه الشيعة ومعروف ما يتمتع به الشيعة من ثروات هائلة ومن حقد دفين للسعودية (رمز السنة) فلا ينبغي ان تستهين السعودية بالشعب اليمني فتسفير اليمنيين واهانتهم سيرفع من وتيرة العداء والتعجيل بالحرب التي لا يستطيع احد ان يتكهن بأبعادها الكارثية واؤكد ان الحكومة اليمنية لن يكون باستطاعتها منع انفجار الحرب ولا السيطرة عليها أو التحكم بها.
- ان الفقر الذي يجتاح الشعب اليمني في المناطق الشافعية منذ ايام صالح ويتفاقم اكثر بسبب طرد السعودية للمغتربين فان ساحة الجاهزين للحرب واسعة جدا جدا فكأن وضعهم كمن ينتظرون لحظة النفير ضد السعودية فالجوع الذي يجتاحهم الذي سيدفعهم دفعا للاحتشاد للحرب بمعنى ان اكثر من مليونين مقاتل مسلح سيمكن تعبئتهم للحرب فما اقوله هنا ليس كلاما مبالغا فيه ولكن مؤشرات الواقع تنبئ بذلك ولا اظن ان السعودية تجهل ذلك.
اذا اضفنا إلى ذلك ما يجري على مستوى العالم العربي والانحسار الذي يبدو بوضوح للسعودية في كثير من البلاد العربية بالأخص مصر سيشكل خطرا اضافيا سيعبر عن نفسه على نحو ما واذا عرفنا ان محاولات إيران المستميتة وعرضها الاموال الطائلة لإخراج مصر واليمنمن الازمة الاقتصادية الخانقة وتبني الخليج للفلول المصرية ودعمها لهم تحت سمع وبصر السعودية فان الخطر على السعودية سيتعاظم وتتسع دائرته.
من الطبيعي القول ان الحرب ستنعكس آثارها السيئة على اليمن فقد تتناثر وتتجزأ وتصبح في حالة من التشرذم ولكن ذلك لن يوقف الحرب ضد السعودية ومن يدري فقد تكون الحرب على السعودية سببا لجمع الشمل اليمني والذي سيجعل من هذه الحرب حربا مقدسة من نواحي عديدة ولأسباب من اهمها استعادة الكرامة ولقمة العيش واستعادة الاراضي التي تنازل بها صالح وتلك التي فقدت في حروب سابقة ايام حميد الدين ولازال ابناء الجنوب يتذكرون حرب الوديعة.... واجتزاء السعودية جزء من اراضيهم إلى جانب تطلع الحوثيين وإيران للوصول إلى مكة والمدينة ولا اظن ان السعودية تجهل ان انفجار الحرب مع اليمن معناه انفجار الحرب في البحرين وفي المنطقة الشرقية والاحساء وفي نجران وجيزان وستنتعش القاعدة بصورة لم يسبق لها مثيل وستتحرك المعارضة في السعودية بصورة لم تكن في الحسبان فثورات الربيع العربي علمت الشعوب كيف تنتفض وتقاوم فهذه سوريا من كان يتوقع ان يثور الشعب المحكوم بالحديد والنار ويقدم التضحيات الجسام طيلة سنتين فليس من الحكمة ان تفقد السعودية الشعب اليمني والشعب المصري كما فقدت الشعب العراقي والتونسي وربما تفقد الشعب السوري و"انما النار من مستصغر الشرر".
متوقع بشكل كبير ان السعودية ستدرك خطورة الموقف وستجهض المؤامرات وتفاجئ الشعب اليمني والسعودي بمواقف جديدة وقرارات قوية تعيد المياه إلى مجاريها وتحقق اللحمة اليمنية السعودية ان شاء الله.