[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

أرعبهم صعتر

يكمن حل مشكلة صعدة بدون حل وضعهم، لكن الحوثيين يريدون تجيير فريق صعدة لصالحهم وخدمة حساباتهم الضيقة، ولا يريدون أن يعرف الآخرون حقيقتهم وكشف جرائمهم التي مارسوها، ويحاولون احتكار تمثيل صعدة زورا وبهتانا.

كلما اقتربت ساعة الصفر ترى الحوثيين يتخبطون ويفتعلون المشكلات، ولو أن بمقدروهم أن تظل مشكلة صعدة عالقة لقرون قادمة لما ترددوا وهذا ما كشفته جلسات مؤتمر الحوار الوطني..

في البدء حاولوا افتعال مشكلة في جلسة الافتتاح وفشلوا وكان رد رئيس الجمهورية حازما وصادما بالنسبة لهم، ولكي يخلوا لهم الجوء لتنفيذ أجندتهم المشبوهة ولإدراكهم بأن مشكلة صعدة لا ترتقي إلى مستوى قضية ولا تؤهلهم للعب دور مستقبلي، وحلها يعني ببساطة سحب البساط من تحت أقدامهم..

طلبوا من حليفهم صالح استبعاد ممثلي حزب المؤتمر المنتمين لصعدة والمتضررين من الحوثيين من فريق صعدة بينما هم ضحايا حقيقيين لحروب صعدة الست، ولا جاء موضوع رئاسة فريق صعدة وحاول الحوثيون افتعال مشكلة على اشتراط هيئة رئاسة مؤتمر الحوار تولي رئاسة الفريق شخصية مستقلة، وطالبوا مساواتهم بالقضية الجنوبية وهذه مقارنة غير عادلة ولا منطقية ولا يعقل وضع القضية الجنوبية في كفة كقضية حقيقية ومشكلة صعدة في كفة، ومن الحكمة إسناد رئاسة فريق صعدة لشخصية مستقلة كون الحوثي طرف في الحروب التي دارت وهناك ضحايا كثر للحوثيين في المحافظة ناهيك أن يد الحوثي ملوثة بدماء الآلاف من الجنود الأبرياء الذين نساهم الجميع للأسف!!

انتهت مشكلة رئاسة فريق صعدة بعد أن اطمأن الحوثيون أن الشخصية التي فازت بالمنصب قريبة منهم ونكاية ببعض الأطراف التي اعترضت على رئاسة امرأة للفريق وأوقعت نفسها في حرج، ومن السياسة أنها كانت التزمت الصمت كونها تدرك أن للحوثي الغلبة في الفريق، ولا تزال هناك مشكلة في نواب الرئيس والمقرر وهكذا سيفتعل الحوثيون مشكلات في كل مرحلة للحيلولة دون حل مشكلة صعدة..

الحوثي مرعوب من الاقتراب من فك شفرة صعدة وهو يدرك أن مطالبه الفعلية لن يجرؤ على إعلانها أو طرحها على الملأ وما دونها لا تخدم مشروعه الصغير، ووصل الرعب بالحوثيين إلى درجة أنهم عابوا على حزب الإصلاح ترشيح الشيخ عبدالله صعتر في فريق صعدة رغم أنه يمثل حزباً، وما سيطرحه يمثل وجهة نظر الحزب بغض النظر عن محتواها وأي ممثل إصلاحي سيوصل نفس الرسالة..

أرعبهم وجود صعتر، ولو كانوا أصحاب قضية فعلا ومظلومية لما خافوا من وجود أي شخص، بل إن مصلحتهم عرض مظلوميتهم على الجميع طالما أنها عادلة، ويستحال أن عضواً بمفرده أو حتى حزباً قادر على حرف مسار الحوار في اليمن أو منع حل قضية معينة مهما كان ذكاؤه وقوته، ولا يعقل أن صعتر قادر على عرقلة عمل فريق قوامه نحو خمسين عضوا ولو استطاع فهذا يعني أن الرجل أسطورة العصر الحديث وغيرها من الافتراضات والمؤشرات تكشف مدى الرعب لدى الحوثيين من اقتراب حل مشكلة صعدة ليس إلا، والأيام ستثبت ذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى