[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

العمائم السود في عدن لايف

لعل نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض يعزم على ارتداء العمامة الشيعية السوداء قريبا ويمهد لذلك عن طريق بث خطابات وبرامج قادة الشيعة في قناة عدن لايف التابعة له من أجل أن يألف أبناء المحافظات الجنوبية لباس الملالي ويتسنى للزعيم “المنتظر” الظهور بهيئته الجديدة.

بالفعل، كدت لا أصدق ما تراه عيناي عندما كنت أقلب القنوات الفضائية ولمحت كلمة متلفزة لأمين عام حزب لله اللبناني تبث في قناة عدن لايف تلاها فيلم وثائقي عن حزب الله، مما قادني إلى استنتاج أن البيض ربما لم يعد يحلم بالعودة كرئيس، بل كمرشد شيعي أعلى للجنوب.

فبعد سنوات قضاها البيض بين أحضان واحد من أبرز القيادات الشيعية في العالم، حسن نصر الله، تم إقناع البيض، المنحدر من سلالة آل البيت، بأن يكون المرشد الشيعي الأعلى في جنوب اليمن طبقا لولاية الفقيه المنصوص عليها في الأدبيات الشيعية.

وفي آخر حواراته مع موقع المونيتر الذي يصدر باللغة الإنجليزية، هاجم البيض دول الخليج والولايات المتحدة والدول الأوروبية بأسلوب لا يختلف كثيرا عن أساليب القادة الإيرانيين الكبار، وليس من المستبعد أن نسمعه قريبا يؤدي “الصرخة” في ختام خطاباته التي يوجهها للشعب الجنوبي، كما يزعم.

وبلهجة حزينة تجاه رفض علي ناصر محمد لهواجس البيض بالانفصال، ظهر الرجل في المقابلة مدركا أن مشروعه الخاص "فك الارتباط" سوف يصطدم بقوة بكافة أطياف الشعب اليمني وقياداته وأن مشروعه لم يعد سوى أحلام يقظة وأوهام من نسج خياله، لكن الضغوط الإيرانية والإغراءات ترغمه من دون شك على الاستمرار في التشدد في مواقفه تجاه الوحدة والقضايا الوطنية.

لم يعد يخفى على أحد في اليمن أن البيض أصبح يتتبع سنن إيران ووكلائها في المنطقة شبراً بشر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخله وليس أدل على ذلك قيامه بتشكيل جماعات مسلحة في عدن وحضرموت ومدن جنوبية أخرى تديرها إيران، وأصبح الجنوبيون وحتى السلطات على معرفة بالكثير من الشباب الذين تلقوا تدريبات من قبل الحرس الثوري في إيران ولبنان عن طريق البيض.

ويكاد يتوافق خطاب البيض تماما مع خطاب جماعة الحوثي في توجيه الانتقادات للرئيس هادي ولحكومة الوفاق حيث يشكك الطرفان بقدرات هادي وبمقدرة حكومة الوفاق على حكم البلد، كما جاء في آخر مقابلة للبيض.

كما يتناغم خطاب البيض أيضا مع رؤية جماعة الحوثي فيما يخص حزب الإصلاح وحلفاءه العسكريين والقبليين، حيث لم يغفل البيض التحدث، في مقابلته الأخيرة، عن نفوذ الإصلاح والشيخ حميد الأحمر بنفس الصيغة واللكنة التي تتحدث بها جماعة الحوثي، مما لا يجعل مجالا للشك بأنهما يتلقيان نفس البيانات من نفس المصدر.

ويتضح جليا من خلال مقابلة البيض المذكورة آنفا أن مواقفه ورؤاه تجاه الكثير من القضايا وتجاه الأطراف الداخلية والإقليمية والدولية باتت متطابقة تماما مع مواقف وتصرفات تلك الحركات التي تعمل بالوكالة عن إيران سواء داخل اليمن أو خارجها.

إن ما يؤخذ على البيض دائما هو تسرعه في اتخاذ القرارات لاسيما قرارات الارتباط وفك الارتباط، لكن الأسوأ من ذلك أن الرجل لم يستفد شيئا من الماضي بل يستمر في اتخاذ القرارات الخاطئة بل القاتلة لاسيما ارتماءه في أحضان حركات إرهابية وتبنيه للجماعات المسلحة وحركات العنف.

زر الذهاب إلى الأعلى