[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

الرهينة في طريقها إلى حيث كنت يا زيد دماج

على عتبات ذكرى ثورة 26 سبتمبر في اليمن وبالتزامن مع ذكرى إرهاب 11سبتمر في أمريكا؛ يحتفل اليوم أنصار الله أتباع الحوثي بالذكرى السنوية ل "شعار الصرخة" الذي ينادي بالموت لأمريكا ويهدد سلام إسرائيل.

طبعا الشعار ليس مشكلة طالما وأمريكا لن تموت كما ان سخرية السفير الأمريكي المشاغب فايرستاين لا تهم المغرمين بالصرخة كثيرا . المهم أن صنعاء المملوءة باللافتات واللواصق التي تحرض الصمت على الصراخ من اجل اسقاط الأمريكان الاوغاد غير مكترثة ولا منزعجة من الصراخ "المؤمن".

صنعاء لا تذكر حصار السبعين ولا كوابيس ألف عام من التخلف والظلم. صنعاء اليوم منشغلة بدولة "موفمبيق" الكبرى وحوار الشياطين وتكفير الناشطات. صنعاء تتهيأ بغير وعي لسقوط كارثي يعود باليمن إلى صفين وكربلاء. صنعاء لا ترى ولا تسمع بالزحف القادم من كهوف صعدة ولا بالسرطان الذي يكبر يوما فيوما داخل حاراتها المخنوقة بالظلام.

الإمامة تعود يا أبطال سبتمبر، وقصائد الزبيري تتلاشى في زحمة "زوامل الجهاد". لو أدرك نعمان وعلي عبدالمغني ما يجري لانتفضوا كمردة حتى لا تظل صنعاء كعاهرة فاتحة فخذيها للقادمين من مغارات قم وحوزات النجف.

كلمات النشيد الوطني يا نعمان أصبحت مرحاضا في صعدة وصوت أيوب تحول إلى لعنة تطارد المستهامين في كل هوى.

الحداثيون يا جارالله يتساقطون في مستنقع الظلام وبالوعات الرجعية إلا قليل من رفاقك الطاهرين.

البردوني مخطوف في مكاتب وأراشيف مجهولة والوضع الثقافي تحت سيطرة قريش تماما وهي لن ترضى عنك كتبع شعر .. لعل "الرهينة" يا زيد دماج في طريقها إلى حيث كنت..

المآسي كثيرة والهموم أكبر من أن تحصى لكني سأقف عند سؤال: هل سيحتفل الحوثي بعد أيام بذكرى ثورة 26 سبتمبر التي قام بها الشعب يوما من أجل الحرية والمساواة والعدل وحتى يكون ابناء اليمن سواسية كأسنان المشط فلا خادم ولا قبيلي ولا سيد؟!!

سنرى يا بو يمن .. بس تذكروا .. أن كل أرض سقيفة بني ساعدة وأن كل يمني سعد بن عبادة . تذكروا أيضا ... أن التأريخ سوف يدوسنا بالأحذية المستهلكة في حال سقطت ثورة 26 سبتمبر ولا أظنها ستنجو بعد أن سقط العلم الوطني والنشيد الجمهوري من وقت ليس بالبعيد، كما أن صنعاء تتهيأ للسقوط وأبو يمن غافلون ومغفلون ..

يا ثوار 11 فبراير لا تخونوا ثوار 26 سبتمبر الثورة الثورة .. الجمهورية الجمهورية الحب الحب .. الحرية الحرية اليمن أولا .. اليمن أخيرا.

- الرهينة: رواية للمبدع اليمني الراحل زيد مطيع دماج ويشرح فيها بعضا من مآسي نظام الامامة. وصنفت "الرهينة" العام 2000 واحدا من أفضل 100 عمل روائي عربي في القرن العشرين.

زر الذهاب إلى الأعلى