[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

سيناريوهات السكوت على تمدد مليشيا الحوثي إلى العاصمة؟

(لن نسمح بانكسار الجيش ونحذر من تجاوز الخطوط الحمراء)‏
‏ عبارة نقلها إعلام السلطة على لسان رئيس النظام ولم نسمعها منه مباشرة ولا أظن أن ‏الرجل قالها بل لاتصل أعلى حالات الظن به إلى توقع أنه يتقن التفريق بين الألوان فضلاً عن ‏فهم معنى اللفظ وتوظيفه في السياسة!!!‏

‏.لا شيء يدعو للتفاؤل في هذا البلد منذ تم تغيير الرئيس السابق بنائبه،فنائب الماضي الذي ‏يٌتغزل به حالياً جل ما كان يتقنه هو أنه كان نائب لصالح،لكنه كرئيس يقف محايداً ضد أهم ‏التحديات التي تعصف بالبلد،يرى الرجل من ثقب عقله المناطقي فقط ولا يريد أن يحكم اليمن ‏كله فيكتفي بأنه (أبين وشبوة) كل مناصب الدولة،ومنذ شهور لا نشاهد الرجل بالعين المجردة ‏وصار مجرد (شيء نسمع عنه ولا نراه)بالذات ما يتعلق بتمدد المليشيا المسلحة القادمة من ‏كهوف صعدة وتوسعها إلى العاصمة وسيطرتها على حيها الشمالي(الجراف) ومحاولتها لصقه ‏بأولى معاقلها صعدة،سكوت الرجل على تلك المليشيا يدفع بعلامات استفهام كثيرة لا جواب ‏لها لكن عمل المراقبين حصر الاحتمالات وترجيح أحدها.‏

أول الاحتمالات أنه نظام جديد لديه الرغبة في محاربة كل ما ينقص من هيبة الدولة لكنه ‏نظام تولى الحكم في مرحلة انتقالية غير مسبوقة في تاريخ اليمن ولازال النظام السابق ‏مسيطراً على أغلب مفاصل الدولة وله اليد طولى في الأرض ويعرقل عمل النظام الجديد ‏ويتحالف مع مليشيا الحوثي بل ويسلم لها أسلحة نهبها قبل خروجه من السلطة،يتحمس لهذا ‏الرأي المتفائل فئة كبيرة من الكتاب وغالب هؤلاء يدفعهم بغضهم للرئيس السابق ونظامه إلى ‏اعتباره المتسبب بكل سوء وشعارهم (والله لولا خشية العذال...لقلت أنتم سبب الزلزال!).‏

ثاني الاحتمالات أن النظام الحالي يستخدم هذه المليشيا لضرب خصومه عبر سياسة إدارة ‏البلد بالصراعات والأزمات بل وبالفوضى وأن الرجل ليس ضعيفاً كما يقول محبوه بل هو ‏صاحب قرار قوي وقتما يتوافق ذلك القرار مع رغباته ويدللون مثلاً بقرارات هيكلة الجيش ‏وإقصاء كل أفراد النظام السابق من المناصب وكذا ضغط النظام على الجميع لقبول فكرته ‏الشخصية لحل مايسمى بقضية الجنوب وضغطه على الجميع لقبول رأيه في الأقاليم ويستدلون ‏بما حصل مؤخراً من محاصرة ما بقي من مقرات لرئيس النظام السابق كقناة اليمن اليوم ‏وجامع الصالح واستخدام الحرس الرئاسي وبقوة غير معهودة..‏

‏ ويقول انصار هذا الرأي أن الرجل لو كان ضعيفاً ولو كان النظام السابق لايزال له السيطرة ‏على الأرض لما استطاع خنق مؤسساته الاعلامية ومقراته،ويدللون لتأكيد تواطؤ النظام مع ‏المليشيا الحوثية أنه لم ينفذ تجاهها أي تعهد من تعهداته المتكررة أمام زائريه برفع الغطاء ‏عنها واعتبارها كتنظيم القاعدة ويدللون على تشكيله لجان رئاسية لمراضاتها وخذلان الجيش ‏في عمران وسكوته عن سيطرتها على محافظتين وفتحها لجبهات داخل محافظات الوسط في ‏حين يتعامل بمنتهى الشدة ويوظف الجيش بكامل تشكيلاته وعتاده لحرب القاعدة مرتين في ‏سنتين دون تحقيق فائدة ملموسة.‏

الاحتمال الأقرب هو أن النظام متواطئ كثيراً مع مليشيا الحوثي لاضعاف خصومة ‏واستجابة لرأي مستشارين مراهقين، ومع أن مبررات الاحتمال الأول موجود بعضها لكنها ‏في السياسة لا قيمة لها فلا يتمتع الحاكم السياسي بالايجابيات في ادارته للبلد إلا في النادر،فإما ‏أن يدير هادي اليمن ويواجه المشكلات ويحارب المليشيات أو فليذهب غير مأسوف عليه ‏وليترك اليمنيين لخيار جديد غيره وليستحي من يسأل عن البديل فلم تعجز النساء اليمنيات أن ‏يلدن من هو أجدر أن يدير البلد بدلاً عن الرجل .‏

زر الذهاب إلى الأعلى