[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة السادسة والخمسون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة السادسة والخمسون

(صَيادُ)
عجوزٌ منَ الإنسِ
أهملَها قومُها
وجفاها الشبابُ،
استفاضَ بها الشوقُ للحبِّ
فاصطادَها الخارجونَ منَ الجنِّ
صارتْ صديقتَهم،
وجهُها يتلألأُ في الظلماتِ
وسيقانُها خشبٌ،
كلُّ منْ تبْتَلِيْهِ
يغادرُ قريتَهُ
ويهيمُ على وجهِهِ
باحثاً عنْ بريقٍ رآهُ
لسيّدةٍ هيَ أجملُ مخلوقةٍ في النِّساءِ
وأعذبُ فاتنةٍ في الوجودْ.

* * *
(جسدُ الخرافةِ في القريةِ
وماؤُها في المدينةِ..
سُكّانُ الريفِ
لا يحفلونَ بالخرافاتِ
وإنْ كانتْ تمنحُهم أحياناً
بعضَ الضوءِ
وبعضَ الدفءِ في اللَّيالي الباردةِ.
و (صَيادُ) هيَ الخرافةُ الوحيدةُ
التي تبلغُ في القريةِ درجةَ اليقينِ،
كلٌّ منهم يقولُ: إنهُ رآها،
وإنها تحدَّثَتْ إليهِ
وحاولَتْ إغراءَهُ..
لكنّهُ تذكَّرَ حديثَ الجدّاتِ:
إيّاكَ أنْ تبادلَها الحديثَ
وإلاّ فإنّكَ معَ الكلماتِ الأولى
تتحوَّلُ إلى حمارٍ،
وحينئذٍ تذهبُ بكَ إلى المغارةِ
وتصبحُ زوجاً لها).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى