[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة الأربعون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة الأربعون

أيُّ قومٍ همُ القرويُّونَ
لا يكرهونَ
كصدرِ الفضاءِ قلوبُهُمُ المورقاتُ
التي تَسَعُ الناسَ
والأرضَ والطيرَ
لا يَظْلِمُونَ ولكنّهم يُظْلَمُونَ.
حفاةً،
يسيرونَ فوقَ حصى الجمرِ في الصيفِ،
تحتَ الصقيعِ شتاءً
وباسْمِ الزَّكاةِ يُضامُونَ
يقهرُهم جندُ (أَبْرَهَةَ) الجائعونَ
ولكنّهم يعشقونَ المكانَ
وظلَّ المكانِ
وشمسَ المكانِ
ولا يشتكونْ.

* * *
(حيطانُ بيوتِهم معارضُ للضوءِ
وترابُ حقولِهم مرسومٌ بالأعشابِ
الخضراءِ
عندَما يتجهونَ نحوَ الحقولِ
يعلِّقُونَ أحزانَهم في المشاجبِ
ويتعلَّمُونَ منَ اتّساعِ الفضاءِ
كيفَ تَتَّسِعُ الصدورُ والعقولُ.
يلوذونَ - حيناً - بالغناءِ
وترتفعُ أصواتُهم بالمواويلِ الشجيّةِ
وأحياناً ينهالونَ على الأرضِ بالمعاولِ
تعبيراً عنْ غضبِهم
ورفضِهم للقهرِ
وحينَ تخضَرُّ الأرضُ وتبدأُ السنابلُ
في النضجِ
يركعونَ إلى الأرضِ
ويطلبونَ منها المغفرةَ ‍‍
وهمْ يردِّدُونَ قولَ شاعرِهم القديمِ (2) :
"للصَّخْرِ أردافٌ تُهَزُّ، وللترابِ جدائلُ".. ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى