[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة الحادية والثلاثون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة الحادية والثلاثون

صوتُ شبّابةٍ
كانَ يمسحُ ما زرعَ الدهرُ - يومئذٍ -
في تضاريسِ جبهتِهِ
أيُّ صوتٍ حنونٍ
وأيُّ ندىً يتغشّاهُ وَهْوَ على صخرةٍ
يتملَّى بعينيهِ صمتَ الجبالِ،
اخضرارَ السفوحِ..
خُوارٌ هنا
وثُغاءٌ هناكَ
أفي جنّةٍ هوَ
أم إنهُ حُلُمٌ في المنامْ؟

* * *
(ليتَ فانْ جوخْ هنا،
في هذا السهلِ الرَّجْراجِ بالألوانِ
الظامئِ إلى ريشةٍ مدرَّبَةٍ
إلى منْ يرسمُ هذه اللوحةَ البِكْرَ.
السَّماءُ نقيةٌ لم يخدشْ زرقتَها
دخانُ المصانعِ
وغبارُ السيّاراتِ
صدرُ الوادي يرتعشُ منَ الخوفِ كلّما سمعَ
صوتَ المحرِّكِ..
المكَنَةُ تُفْقِدُ هذا السَّهْلَ
سِحْرَهُ المقدَّسَ
تكسرُ زجاجَ هذا الفضاءِ
ومرمرَهُ البهيجَ
وعندَها يتحوَّلُ الفضاءُ إلى شظايا
وتصبحُ الوديانُ مخزناً للأبخرةِ
والمداخنْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى