[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة العشرون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة العشرون

نزلَ الجُدَرِيُّ بساحتِها
وأقامَ بكلِّ البيوتِ ليفجعَها،
قاسياً كانَ
فَظَّ اليدينِ
يطاردُ عمرَ الصغارِ
يصادرُ أحلامَهم
وطفولتَهم
ثمَّ ينشبُ أظفارَهُ في الجسومِ
الرَّقيقةِ
كم حملَتْ كفُّهُ للمقابرِ
كم نقشَتْ في الخدودِ خدوداً
وكم سَمَلَتْ منْ عيونٍ..
وما بينَ عامٍ وآخرَ
يأتي ليزرعَ حزناً
ويأخذَ أحلى الوجوهِ إلى الموتِ..
يا جسداً أورقَ الموتُ
والحزنُ منْ حولِهِ
لا رماكَ الهلاكْ.

* * *
(ما تكادُ القريةُ تسمعُ أنباءَ عودةِ الجُدَرِيِّ
حتى تتكوَّرَ على نفسِها،
وتغلقَ المنازلُ أبوابَها
ويتغيَّرَ كلُّ شيءٍ استعداداً لارتداءِ السَّوادِ..
تموتُ الأغاني في الحقولِ
وتصمتُ الشَّبّاباتِ في المراعي.
وبينَ حينٍ وآخرَ
تصعدُ امرأةٌ أو أكثرُ إلى السطوحِ
لتنوحَ
وتعلنَ سقوطَ ابنِها أو ابنتِها
في براثنِ هذا الوباءِ الخبيثِ..
كانَ العربُ قد تخلَّصوا منهُ
قبلَ ألفي عامٍ
وكانتْ أوروبّا قد تخلَّصتْ منهُ قبلَ قرنينِ
وبقيَتِ اليمنُ مزرعتَهُ الوحيدةْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى