[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

دمعة صامتة

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - دمعة صامتة

بالأمسِ كانَ هنا يحبُّ الأرضَ،
يعشقُ كلَّ صَخْرَةْ
يتعبَّدُ الأمطارَ،
يرشفُ بالمآقي كلَّ قَطْرَةْ
قد كانَ يحملُ صورتي
واسْمي،
وأعرفُهُ.. وَسِرَّهْ
واليومَ عدتُ، فلم أجدْ وجهي
ولم أعثرْ على ظلٍّ لصوتي.
إنْ كانَ ماتَ
فأينَ قد أخفوا عنِ الأيامِ قَبْرَهْ؟
ومتى أعانقُ وجهَ موتي
إني سئمْتُ منَ الطَّوافِ
ومنْ نداءاتي وصمتي
وسئمْتُ ألوانَ النَّهارْ.
ذهبَ الذي قد كانَ يعشقُها
يصلّي حينَ تشرقُ
في انبهارْ،
وبقيتُ في لونِ التُّرابْ
لا لونَ لي
أكلَتْ بريقَ الأمسِ في عيني رياحُ الاغترابْ
سحبُ الشتاءِ المرِّ
تهطلُ في دمي
في قلبيَ المهجورِ يمتدُّ الضبابْ
تمتدُّ أشجارُ السَّرابْ.
أترى يعودْ؟
ذاكَ الذي قد كانَ يحملُ صورتي
واسْمي
ويضحكُ للتِّلالْ،
لا شيءَ منْ خلفِ الغيومْ
أصواتُ أغربةٍ وَبُوْمْ
وعجائزُ الموتى الغريقةُ والظلالْ
تبكي وتنتظرُ الرِّجالْ
العائدينْ منَ النجومْ
يا ويحَ أسوارِ الظلامْ..
أترى ستفتحُ ثغرةً للعائدينْ؟
لأراهُ..
أسمعَ صوتَهُ
أحكي له الشَّوقَ.. الحنينْ،
لأبوحَ للوجهِ القديمْ
بالسِّرِّ أحملُهُ معي،
نجري حفاةً
نستعيدُ براءةَ الأمسِ الدَّفينْ،
إني تحطَّمْتُ،
اخْتَفَى ظِلّي على الدَّرْبِ العقيمْ،
وتناثرَتْ أشلاءُ أمسي
أقفرَتْ عَبْرَ السَّراديبِ الطويلةْ
جسدي يموتُ،
ويشتكي عمري أفولَهْ.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى