[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

إلى أمّي

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - إلى أمّي

- 1 -
يذبحُني صوتُكِ قادماً معَ المساءْ
يسلبُ منْ عيني بقايا النُّورِ
يمنعُ السُّكُونَ
والإغفاءْ
وأنتِ يا بعيدةَ المزارْ
مثلَ سجينةٍ عمياءْ،
وقفتِ تصرخينَ في الظلامْ:
أعددْتُ يا أبنائيَ الطعامْ،
ولم تعودوا..
عادتِ الطيورُ للأوكارْ
وارتحلَ النهارْ.
خائفةٌ أنا..
وحيدةٌ في الدّارْ
الشوقُ والتَّذكارْ
وصورةٌ على الجدارْ
تبكي..
تهشَّمَتْ على صخورِ الانتظارْ.

- 2 -
وتركعينَ يا أمّاهْ
للمرَّةِ المليونِ تركعينَ في صَلاةْ
تبتهلينَ للعيونِ الغائبةْ
للبسماتِ الغاربةْ
للتّائهينَ احترقَتْ أقدامُهم
على شواطئِ الحياةْ,
وتسألينَ اللهْ:
(يا فاطرَ القلوبْ
يا خالقَ الجبالَ
والبحارَ
والسُّهُوبْ،
يا خالقَ الشعوبْ
أعدْ إليَّ أبنائي
أعدْ قوافلَ المشرَّدينَ
التّائهينَ في الدُّروبْ).
ومثلَ خنجرٍ يغوصُ في الدِّماءْ
يُسَرْسِبُ الصوتُ الحزينُ
في الأعماقْ،
يلقي سحابةً منَ الدموعِ
والبكاءْ
على النجومِ
والآفاقْ..
تستيقظُ الثلوجُ في الظلامْ
وتنكفي غرقى بدمعِها
أشرعةُ المنامْ؛
فخفِّفي يا أمُّ منْ نواحِكِ اللَّيليِّ
منْ مواجيدِ المساءْ
تكادُ تنطفي حزناً مشاعلُ النجومْ
تضيءُ كالجحيمِ شعلةُ الهمومْ.

- 3 -
يذبحُني صوتُكِ قادماً مساءَ
يسحُقني..
ينثرُني هباءَ
حينَ تلوحينَ على البعدِ كئيبةً
مهملةَ الشعورْ
تنهشُ وجهَكِ الأشواكُ
والصخورْ،
حينَ تلوحُ الدُّورْ
كئيبةَ الجدرانِ تشربُ الدموعَ
والبكاءَ.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى