[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

القصيدة السادسة والعشرون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - القصيدة السادسة والعشرون

تضيقُ بساتينُ صنعاءَ
تغتالُها - تحتَ جُنْحِ الفسادِ - الدَّكاكينُ..
لم يبقَ منْ حائطٍ لم يَسِرْ في الجنازةِ،
لم تَبْكِ عيناهُ.
لا أحدٌ منْ عصافيرِها
سوفَ ينسى البساتينَ،
أو أنَّ ذاكرةَ الشجرِ الباقياتِ
ستذبلُ،
أو تتخلَّى عنِ الذِّكرياتِ الحميمةِ.
كلُّ البساتينِ مرسومةٌ
في انحناءاتِ حزنِ البيوتِ
ومزروعةٌ في نوافذِها،
في ندى الصَّخْرِ؛
لا تتفتَّتُ
لا يعتريها الفناءْ.

* * *
(دافئةٌ هيَ الأحجارُ،
دافئٌ هوَ آجُرُّ البيوتِ القديمةِ،
دافئاتٌ عيونُ العذارى،
دافئةٌ البساتينُ المزروعةُ في قلوبِ الناسِ،
دافئةٌ هيَ الزهورُ
المنتشرةُ في ابتساماتِهم،
ولذيذةٌ فواكهُ المحبّةِ،
وعناقيدُ الحريّةِ.
بستانُ الطّاووسِ يتراجعُ،
بستانُ الجوزةِ يضيقُ،
بستانُ السّلطانِ كانَ!
بستانُ الهَبَلِ محاصرٌ بالمعاولِ..
لكنَّ بنوكَ الترابِ
لا تستطيعُ تنظيفَ الأرضِ منَ الخضرةِ،
ولا تنظيفَ السَّماءِ منَ النجومْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى