[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

بقايا حبر مضيء

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - بقايا حبر مضيء

- 1 -
يا شيخي
دثّرْني بعباءةِ أهلْ العشقِ الأكبرِ،
خُذْ بيدي منْ هذا اللَّيلِ
إلى شمسٍ لا تغربُ
ونجومٍ لا تفنى.
سبقتْني الأحلامُ إليكَ
وما زالتْ عطشى
تركضُ خلفَ النارِ الخضراءِ
تنادي:
يا عبدَ اللهْ!

- 2 -
يا شيخي
تتأجَّجُ نارُ الحسرةِ في صدري
شوقاً للقُرْبِ،
تراودُني الخلوةُ
أصعدُ في أفُقٍ خالٍ منْ إيقاعِ (القاتِ)،
ويدعوني زمنٌ مكتظٌّ بالصحوِ
ومتّقدٌ بنداوةِ معراجِ الرُّوحِ،
أرى وجهَكَ في (شمسانَ)
وفي (عيبانَ)،
وأقرأُ ما تكتبُهُ عنكَ قناديلُ الصبحِ
وما أبقاهُ سكونُ الرَّهبةِ منْ أفُقٍ
لقصائدِ أحلامي.

- 3 -
يا شيخي
استوحشْتُ منَ الناسِ..
رحلتُ بعيداً،
شاهدتُ نجوماً تتصارعُ
شاهدتُ قبائلَ تتناحرُ،
ولمحتُ النارَ على جبلٍ مشتعلٍ
فارتعشَتْ قدمايَ منَ الشوقِ،
وجازَفَتِ الرُّوحُ.. انطلقتْ،
لكنَّ الرِّحلةَ مضنيةٌ
واللَّيلَ سحيقْ.

- 4 -
يا شيخي
صوتٌ مؤتلقٌ
صوتٌ يتدلَّى منْ ملكوتِ الضوءِ،
يقولُ:
انتظروا ريحاً منْ أقصى الغربِ
وحبّاتِ ندىً منْ جمرٍ
خلجاناً راجفةً،
تتراكضُ بحثاً عنْ أضرحةٍ
وفجائعَ،
والرِّيحُ الجوّابةُ تهدرُ
تصفرْ،
وتحاولُ خاسرةً
أنْ تتحدَّى بالعتمةِ نورَ اللهِ
وشمسَ الصحراءْ.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى