[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

أدونيس

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - أدونيس

شاعرٌ يجمعُ الأرضَ والشمسَ
بينَ أصابعِهِ
يجمعُ البحرَ والنهرَ
في مورقٍ
منْ فضاءِ قصائدِهِ،
صاحبي:
لِمَ لمْ تُعْطِني منْ فيوضِ معانيكَ
منْ ضوءِ حرفِكَ،
بعضَ الذي تستعينُ بِهِ ريشتي
كي أحلّقَ مقترباً منْ سمائِكَ؟
منذُ ثلاثينَ عاماً أحاورُ سِرَّكَ
يستنطقُ القلبُ شعرَكَ..
مهيارُ:
هل مفردٌ أنتَ في صيغةِ الجمعِ
أم أنتَ جمعٌ على صيغةِ المفردِ المتفرِّدِ؟!
حَيَّرْتَني – أتذكَّرُ –
أنكَ حَيَّرْتَ كلَّ الذينَ أحبُّوكَ
كلَّ الذينَ – على قلقٍ – خاصموكَ،
كأنكَ نهرٌ يخبِّئُ أسرارَهُ خلفَ موجِ الكلامِ
يسيرُ ببطءٍ
ليشربَ منْ مائِهِ العَذْبِ كلُّ الأنامْ.

* * *
"امْضِ ابتعدْ
واحتضنِ الأمواجَ والهواءْ
واحملْ على أهدابِكَ السحابَ والبروقْ
ولتنكسرْ وراءَكْ
مرآتُنا
ولتنكسرْ قارورةُ السنينْ،
واتركْ لنا وراءَكْ
لا..
لا تَدَعْ وراءَكْ
غيرَ بقايا حسرةٍ وطينْ
غيرَ الدَّمِ اليابسِ في العروقْ.
آهِ، ابتعدْ
مهلَكَ.. لا
أوشكتَ أنْ تغيبْ
فاتركْ لنا وراءَكْ
عينيكَ
أو جُثَّتَكَ السمراءَ
أو رداءَكْ
قصيدةً للعالَمِ الغريبْ
للعالمِ الآتي معَ الحنينْ
يحملُ في أهدابِهِ سماءَكْ".

(ديوان مهيار)

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى