افاد دبلوماسيون مشاركون في الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية في القاهرة السبت ان وزراء الخارجية العرب اتفقوا على دعوة مجلس الامن الدولى لفرض حظر جوي على ليبيا، وعلى فتح قنوات اتصال مع المجلس الوطني الانتقالي المعارض ومقره بنغازي.
وقال الدبلوماسيون ل (ا ف ب) ان الوزراء قرروا "دعوة مجلس الامن لتحمل مسؤولياته بفرض حظر جوى على الاجواء الليبية لحماية الشعب الليبي" و"فتح قنوات اتصال مع المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا لمساعدة الشعب الليبي".
واوضح الدبلوماسيون ان القرار لقى قبولا من الوزراء العرب باستثناء سوريا والجزائر. وكانت مصادر دبلوماسية واعلامية تحدثت قبيل الاجتماع عن ان اليمن أبدى اعتراضه على قرار الحظر لكن ذلك لم يحدث.
وكان موسى دعا إلى فرض منطقة حظر جوي على ليبيا، وأعرب عن أمله في أن تلعب الجامعة العربية دورا في إقامتها. وقال موسى في مقابلة مع مجلة دير شبيجل الألمانية “لا أعرف كيف ستفرض المنطقة أو ما الجهة التي ستفرضها، هذا يبقى قيد النظر. الجامعة العربية بوسعها كذلك أن تلعب دورا، وهذا ما سوف أوصي به.”
وأضاف “اتحدث عن تحرك إنساني، يتعلق، بالإضافة إلى منطقة الحظر الجوي، بدعم الشعب الليبي في معركته من أجل الحرية في مواجهة نظام يزداد تغطرسه.”
وفي تصريح لبي بي سي، أكد رئيس مكتب الأمين العام للجامعة السفير هشام يوسف أن الاجتماع الطارئ للجامعة سيبحث عدداً من الخطوات الواجب اتخاذها للتعامل مع التطورات الراهنة على الساحة الليبية.
وتأتي أهمية الاجتماع بعد التصريحات الغربية التي اكدت ضرورة التأييد العربي لفرض حظر جوي على ليبيا.
يعقد وزراء خارجية الدول الاعضاء في الجامعة العربية اجتماع ازمة اليوم السبت، في القاهرة لبحث تصاعد العنف في ليبيا.
ويأتي هذا الاجتماع بينما صعدت الدول الغربية ضغوطها على القذافي، وفي ظل تردد الدول العربية في الدعوة إلى فرض منطقة حظر جوي على ليبيا.
من ناحيتها، اعلن العراق موقفا “صريحا وواضحا” مؤيدا لفرض الحظر الجوي بينما لم يصدر موقف واضح من بيروت التي اعلن مصدر في وزارة خارجيتها لفرانس برس ان موقفها سيراعي “الاجماع العربي”.
كما اعلن مسؤولون اردنيون لفرانس برس ان عمان لن تتخذ موقفا قبل انعقاد الاجتماع.
اما وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي فاعلن يوم امس الجمعة ان بلاده “ترفض اي تدخل اجنبي” في ليبيا لانه قد يشجع الارهاب وانها “تأمل” بالمقابل “وساطة بين نظام العقيد القذافي والمعارضة المسلحة”.
وقال وزير الخارجية المجري يانوس مارتوني الذي تترأس بلاده الاتحاد الاوروبي، ان الاتحاد يتوقع ان توافق الجامعة العربية على فرض حظر طيران فوق ليبيا لمنع الزعيم الليبي معمر القذافي من مهاجمة شعبه.
وقال مارتوني انه يتوقع إن تدعم دول الجامعة فرض حظر جوي بشروط”، مؤكدا ان افضل طريقة هي تخطيط وتطبيق خطة جماعية بالتنسيق مع دول الجامعة العربية.
وبحثت دول الاتحاد الاوروبي خلال اجتماعات في بروكسل في اليومين الماضيين ضرورة فرض حظر جوي على ليبيا لحماية السكان من هجمات قوات القذافي.
وصاغت كل من بريطانيا وفرنسا مشروع قرار لطرحه في مجلس الامن الدولي يقضي بفرض حظر جوي على ليبيا الغنية بالنفط، الا ان دولا اخرى تتردد في الموافقة على هذا القرار.
من جهتها، صرحت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون التي ستزور القاهرة في اليومين القادمين للقاء موسى ان “العالم العربي يجب ان يقود” الجهود لتسوية الوضع في ليبيا.
ويفترض ان تعقد في الاسابيع المقبلة قمة مشتركة بين الاتحاد الاوروبي وجامعة الدول العربية والاتحاد الافريقي الذي ابدى الخميس رفضه لاي شكل من أشكال التدخل العسكري في ليبيا.
من جهة اخرى، اعلن مسؤول في الجامعة العربية ان مبعوثي العقيد الليبي معمر القذافي لن يكون مسموحا لهم المشاركة في الاجتماع.
واكد سيف الاسلام القذافي نجل الزعيم الليبي ان بلاده لم تعد ترغب بعضوية الجامعة العربية التي علقت مشاركة ليبيا في اجتماعاتها احتجاجا على استخدامها العنف ضد المتظاهرين.
وقال سيف الاسلام للصحافيين في طرابلس “العرب والجامعة العربية لم نعد نريدهم”، مضيفا “نحن لا نريد عمالة عربية، سناتي بعمالة بنغالية وهندية”.
وكان مجلس الجامعة العربية دعا في ختام اجتماع عقده على مستوى المندوبين الدائمين في 22 شباط/فبراير في القاهرة إلى تعليق مشاركة ليبيا في اجتماعات الجامعة وجميع مؤسساتها احتجاجا على استخدام العنف ضد المتظاهرين الليبيين.
واوصى المجلس وزراء الخارجية العرب بدراسة تعليق عضويتها في الجامعة العربية التي هددت الجامعة بتأييد فرض منطقة حظر جوي فوق الاراضي الليبية.
وحققت قوات القذافي الجمعة انتصارا عسكريا على الثوار الجمعة باستعادتها مدينة راس لانوف (شرق) النفطية الاستراتيجية من ايدي الثوار وواصلت تقدمها شرقا.