[esi views ttl="1"]
أرشيف محلي

اللواء علي محسن: الرئيس يراهن على عامل الوقت وعلمتنا الأحداث ألا نثق به

أعرب قائد المنطقة الشمالية في الجيش اليمني اللواء علي محسن الأحمر عن تخوفه من استغلال الرئيس اليمني لتنظيم القاعدة الموجود في البلاد للتمسك بالسلطة، مشيرا إلى أنه اختار الانضمام إلى الثوار بعد استنفاد كل فرص النصح تجاه عبد الله صالح ومحاولة ثنيه عن موقفه.

وقال الأحمر في حوار مع وكالة الأنباء الألمانية إنه "حتى هذه اللحظة لا أتوقع أن القاعدة ستكسب أرضا جديدة لكنني أتخوف بالفعل من استخدام الرئيس لها كورقة من الأوراق التي يحاول التلويح واللعب بها في حال إصراره على جر اليمن إلى مشاكل وتمسكه بالسلطة باستخدام القوة ضد أبناء شعبه".

وذكر الأحمر أن الرئيس اليمني "يستغل تحالفه" مع الولايات المتحدة الأميركية في "مكافحة الإرهاب" للبقاء في السلطة. مشيرا إلى أن "تحالف صالح مع الولايات المتحدة فيما يخص مكافحة الإرهاب يعتبر واحدا من الأوراق التي يحاول اللعب بها مع الخارج".

وأكد أن الرئيس صالح "هو من أسهم بشكل كبير في وجود الإرهاب في اليمن فقد لعب بالنار كتكتيك، حذرناه مرارا من مغبة عواقبه وأملنا كبير في الأصدقاء الأميركان أن يكونوا عونا للشعب اليمني".

عزوف عن السلطة
ونفى الأحمر سعيه للترشح لرئاسة اليمن سواء تنحى صالح أو تمت الإطاحة به، قائلا "أريد أن أطمئن الجميع بأنني عازف عن تسلم أي سلطة ولم يتبق لدي طاقة يمكن أن أقدمها لشعبي ولوطني بعد هذا العمر".

وقال "أعتقد أنه حان الوقت لكي أكافأ من أبناء وطني بأن يتركوني استمتع بما تبقى لي من عمر بعيدا عن الصراعات السياسية ومتاهاتها وجهد الوظيفة".

وأعرب الأحمر عن عدم تصديقه لوعود الرئيس اليمني بنقل السلطة نهاية العام الجاري شريطة أن يكون التسليم لأيد أمينة.

وقال "علمتنا الأحداث وتجارب العمل مع الرئيس أنه يصعب الوثوق به وتصديقه وأعتقد أنه يحاول المراوغة باللعب على عامل الوقت مراهنا على ملل المعتصمين وإرهاقهم".

وأضاف أنه "إذا ما تعقل الرئيس ورضخ لمطالب الشعب أعتقد أن كثيرا من الملفات الساخنة في اليمن يمكن حلها بشكل نهائي واقفالها دون عناء وستبقى اليمن موحدة".

وكشف أن علي عبد الله صالح أبدى استعداده -خلال لقائه الأخير بالمعارضة- لتسليم السلطة شريطة حصوله على ضمانات بعدم ملاحقته قضائيا هو وأبنائه وأسرته.

ووصف الأحمر تصريحات الرئيس اليمني بأن من انقلب عليه من قيادات الجيش هم "أشخاص يحاولون سرقة كرسي الرئاسة" عبر انقلاب عسكري بأنها "مغالطات درج عليها البعض للأسف في محاولة لتشويه مواقفنا الثابتة والتي يعرفها الجميع من مناصرتنا للشعب في مطالبته بحقوقه".

وأضاف "موقفنا ليس انقلابا، وهو يعرف ذلك، ولقد سلمت له السلطة ثلاث مرات بعد خلعه منها في ثلاثة أحداث رئيسية مرت بها البلاد ويعرفها كل أبناء البلاد".

وعي القوات المسلحة
ونفى القيادي البارز في الجيش اليمني حدوث اشتباكات بين قوات الحرس الجمهوري التابعة للرئيس ونجله اللواء أحمد علي عبد الله صالح وبين بعض وحدات الجيش التابعة لقيادته حتى اللحظة الراهنة.

وأوضح أن "أبناء القوات المسلحة والأمن يعون أن ما يقوم به الرئيس صالح وأفراد أسرته وبعض أعضاء حزب المؤتمر الحاكم لا ينطلق من حرصهم على المصلحة الوطنية، وإنما خدمة لمصالحهم وأهوائهم".

وأكد الأحمر أنه "لا يوجد داع للتخوف من أن تتحقق نوايا من يسعون إلى جر الوطن إلى حرب أهلية".

وقال "صحيح أن أبناء اليمن يملكون السلاح ولكنهم أضحوا الآن مسلحين بالوعي والمعرفة والمنطق في مطالبتهم بحقوقهم بطريقة سلمية ويواجهون اعتداءات النظام بصدورهم العارية وسلاحهم في بيوتهم".

وأضاف "كما أثبتت القبائل اليمنية أنها أكثر مدنية ممن كانوا يراهنون على عدم وعيها ومدنيتها".

آخر خيار
وأكد الأحمر أن خيار انضمامه للثورة "نابع من قناعتي الشخصية لأنه أضحى من الصعب أن يستجيب صالح لنصح من مخلص وأصبح ينساق وراء حماقات أبنائه وأبناء أخوته".

وقال إن "خيار الانضمام كان آخر خيار يمكن لأي صاحب ضمير أن يتخذه نظرا لتعنت وإصرار صالح على البقاء ولو على نهر من دماء اليمنيين، وغلقه كل الخيارات السلمية الأخرى، فضلا عن تنصله من التزاماته أمام الشعب".

وأوضح الأحمر أن هناك مجموعة من الأسباب "المتراكمة" التي أدت لـ"الثورة" على نظام صالح بينها "تذمر الشعب اليمني واستياؤه من الأسلوب والطريقة التي استخدمها الرئيس كوسيلة لإدارة شؤون البلاد، مما فاقم العديد من المشكلات على الساحة اليمنية. فضلا عن عمد الرئيس إلى فتح كثير من الملفات -الأزمات- ليدير بها البلاد".

وقال "لكن اتساع حجم المعارضة والثورة جاء نتيجة لانتهاج صالح أسلوب القمع والتنكيل بالمتظاهرين في عموم محافظات الجمهورية وآخرها مجزرة جمعة الشهداء التي راح ضحيتها أكثر من خمسين قتيلا من الشباب والأطفال الأبرياء، وأكثر من ثلاثمائة جريح".

زر الذهاب إلى الأعلى