[esi views ttl="1"]
arpo28

مصير الرئيس صالح قد تقرره السعودية

ربما يشير التغيير المحتمل في الموقف الأميركي بالدعوة لرحيل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلى أن أيامه في الرئاسة باتت معدودة, ولكن على الأرجح أن المملكة العربية السعودية هي التي ستحدد مصيره، كونها المصدر الرئيسي للدعم المالي له لسنوات طويلة.

وقال المحلل باراك بارفي من مؤسسة نيو أميركا "لا أعتقد أن للولايات المتحدة دورا فاعلا، ونفوذها أقل بكثير. السعودية هي الدولة الوحيدة التي يهتم بها صالح".

وأضاف "إذا أوقفت الولايات المتحدة المساعدات العسكرية, فإن الضرر سيعود عليها تماما كما على علي عبد الله صالح وهو يدرك ذلك".

وكانت صحيفة نيويورك تايمز ذكرت الاثنين أن واشنطن "غيرت مواقفها بهدوء" وخلصت إلى أنه من غير المحتمل أن ينفذ صالح الإصلاحات المطلوبة ولا بد من تنحيه عن السلطة.

ونقلت وكالة رويترز عن مصادر مقربة من المحادثات بين صالح والمعارضة التي عقدت أحيانا في وجود السفير الأميركي القول إن واشنطن أعطت إنذارا نهائيا لصالح الأسبوع الماضي بالموافقة على اتفاق لنقل السلطة وإلا حثته على الرحيل علنا.

وكانت قوات الأمن قد صعدت من حملتها ضد المحتجين المطالبين باستقالة الرئيس اليمني وقتلت 15 على الأقل بمدينة تعز وأصابت المئات أمس الاثنين.

وقال المحلل اليمني علي سيف حسن "انتهى كل شيء بعد أحداث الاثنين, نحن الآن بصدد العد التنازلي" وتابع "ما أخشاه ألا تكون هناك فرصة لانتقال سلمي إذا لم يرحل قريبا، وهو ما يعني إراقة دم كثيرين".

وربما يدفع الإحباط جراء عناد صالح نحو صراع عنيف على السلطة مما يعطي تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ساحة أكبر للتحرك. وتثير كل هذه العوامل القلق بشأن الاستقرار في البلد المطل على ممر ملاحي يعبره أكثر من ثلاثة ملايين برميل من النفط يوميا.

وقال تيودور كاراسيك، وهو محلل أمني في مجموعة (إنيغما) ومقرها دبي, "صالح يريد أن تغرق السفينة بمن فيها, هذا يعني أن تتزايد خطورة الوضع ويحتمل أن تتصاعد أعمال العنف من الجانبين".

وأضاف "لا يريد الأميركيون أن ينزلق اليمن لنفس الوضع الليبي سيمنح ذلك القاعدة مجالا كبيرا لالتقاط الأنفاس".

بوادر ضغط
وتشير الدلائل إلى بوادر لبداية ضغط سعودي، فقد دعا وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي أمس الحكومة اليمنية وممثلي المعارضة لإجراء محادثات في السعودية، دون تحديد موعد.

ورحبت الحكومة اليمنية بالوساطة الخليجية. وقال أبو بكر القربي, وزير الخارجية بحكومة تصريف الأعمال اليمنية, لرويترز "نرحب بدعوة مجلس التعاون الخليجي، والحكومة مستعدة لمناقشة أي أفكار يطرحها أشقاؤنا الخليجيون لحل الأزمة".

وقال مساعدون للواء علي محسن، وهو أحد القادة العسكريين المنشقين، إنه قبل أيضا الدعوة لإجراء محادثات في السعودية, لكن زعماء الجماعات السياسية المعارضة الرئيسة لم يعطوا ردا بعد، قائلين إن ردهم سيتوقف على معرفة تفاصيل المحادثات المقترحة بالرياض.

ولمح بعض الدبلوماسيين في السعودية إلى أن الرياض تدرس إلقاء ثقلها خلف اللواء علي محسن الذي قال إنه لا يسعى للحكم، ولكن البعض يشعر أنه سيلقى قبولا من الرياض إذا سعت لنقل السلطة.

وقال المحلل علي سيف حسن "يواجه السعوديون مشكلتين, أنهم لا يحبون صالح ولكن لا تعجبهم أيضا فكرة الثورات التي تحدث تغييرا.. ربما يكون محسن بديلا ولكن في الواقع التحركات السعودية سرية ولا نعرف بعد".

زر الذهاب إلى الأعلى