[esi views ttl="1"]
arpo27

محمد أبو لحوم: بطانة الرئيس غير صادقة وكوادر المؤتمر غير مؤهلة

قال إنه متفائل بالدولة المدنية القادمة التي ستنتقل في اليمن إلى حياة أفضل، وأن حزبه المتشكل الآن سيعمل مع كافة القوى والتيارات لما يخدم مصلحة اليمن ويعزز من أمنها واستقرارها مبينا أن هدفهم الآن هو دعم ثورة الشباب ومساعدتها على النجاح..

مشيرا إلى بعض القضايا التي ستكون من ضمن أولويات الفترة القادمة كقضية الجنوب وقضية صعدة.. الأستاذ محمد أبو لحوم رئيس كتلة العدالة والتنمية تحدث لصحيفة "الناس" في هذا الحوار الذي يعيد "نشوان نيوز" نشره:

* مؤخرا أعلنتم ومجموعة من زملائكم تأسيس حزب العدالة والبناء.. لماذا هذا الحزب؟

- حزب العدالة والبناء كانت فكرته سابقة لهذا التوقيت ولا زلنا أعضاء في المؤتمر الشعبي حين لمسنا أننا لم نقدم شيئا يمكن الإفادة منه للشعب، وفي نفس الوقت حين وجدنا أن ثمة عزوفا عما نقدمه من رؤى وبرامج للإصلاح فقلنا لا بد أن نسهم من جهتنا في خدمة هذا الوطن، ونخرج من المؤتمر بطريقة لا تحمل أي إساءة أو ما يمكن أن يعتبره البعض انشقاقا، فبقينا بين أخذ ورد حتى جاءت جمعة الكرامة وحسمت الأمور وكانت الاستقالات الجماعية والفردية التي تتالت من المؤتمر الشعبي العام احتجاجا على تلك المجزرة الدامية التي أدمت قلوب اليمنيين جميعا، وللعلم فتنظيم العدالة والبناء لا يقتصر على من خرجوا من المؤتمر الشعبي العام فحسب؛ بل لمن أراد أن ينتمي إليه من كل الجهات، وأعتقد أن المرحلة القادمة ستشهد نوعا كبيرا من إعادة تنظيم الأوراق السياسية لكثير من الأحزاب والجماعات، وحزبنا وسطي يعمل مع كافة القوى لما فيه خدمة ومصلحة اليمن واليمنيين، والمهمة الأساسية لنا الآن في تنظيم العدالة والبناء هو أولا دعم ثورة الشباب والعمل على إنجاحها.

* الفكرة كانت موجودة من سابق ولا زلتم أعضاء فاعلين داخل المؤتمر الشعبي العام؟

- نعم الفكرة كانت موجودة، وقد حاولنا إشهار التنظيم منذ فترة لكننا لم نوفق، حتى جاء الوقت المناسب لها.

* أي أنكم حاولتم أن تصلحوا داخل المؤتمر الشعبي العام من قبل فترة لكنكم لم تفلحوا؟

- أنا شخصيا وبعض الإخوة الزملاء والأصدقاء حاولنا ذلك كثيرا لكننا لم نتمكن، والحقيقة أني لا أحب أن أتكلم عن ذلك في هذه المرحلة التي نمر بها الآن حتى لا يعتبرها البعض مزايدة، وللكثير من المتابعين والمهتمين معرفتهم بذلك من سابق.

* ما هي العقبات التي واجهتكم في طريق الإصلاح؟

- أولا أقول لك يوجد داخل المؤتمر الشعبي العام كوادر وأعضاء مؤهلة وكفؤة ووطنية عالية ولكن للأسف الشديد هناك قلة هي التي تستأثر بالقرار وهذه طبيعة الأحزاب الحاكمة في الوطن العربي، هناك مراكز قوى لها مصلحة من تأزيم الوضع وخلخلة أركانه، وقد لاقينا هجوما كبيرا علينا منذ فترة طويلة، والهم الأساسي عندنا هو أن نبني هذا الوطن.

* على ذكر الأحزاب الحاكمة في الوطن العربي.. لماذا تتقارب طبيعتها وشكلها في أنحاء الوطن العربي؟

- نحن في العالم العربي تصلنا الرسائل متأخرة، ومتأخرة كثيرا..

* تصلنا متأخرة أم نفهمها نحن متأخرين؟

- تصلنا متأخرة ونفهما أيضا متأخرين، اليوم العالم تغير، الشعوب تريد التغيير، تريد الديمقراطية والشفافية، تريد أن تعيش حياة كريمة، وشخصيا أعتبر ثورتي تونس ومصر الثورتين العربيتين اللتين أنعشتا العالم العربي؛ بل إنهما أهم الأحداث المعاصرة، ثورات اليوم ليست انقلابات أو حركات أو ما شابه هذه ثورات شعبية خالصة، ثورات كرامة، ثورات شعوب تريد أن تعيش، أنت عندما تنظر إلى العالم من حولك في أوربا وأمريكا تنبهر بالحال الذي وصلوا إليه وتأسف للمسافة الهائلة التي تفصلنا عنهم، اليوم حتى دول في أفريقيا أصبحت أحسن حالا منا، حرمنا طويلا من العدل من التنمية من البناء من الديمقراطية، اليوم التأثير جرى مجراه بين كل الشعوب ولن يتراجع أبدا.

* نعود للحديث عن الأحزاب الحاكمة في الوطن العربي؟

- الأحزاب الحاكمة في الوطن العربي أحزاب مهيمنة تعتمد في قوتها على قوة الدولة نفسها، أحزاب لا تسمح للقوى المعارضة بالحديث إلا في أضيق الحدود، وعلى المؤتمر الشعبي العام أن يبادر اليوم إلى تسليم مقراته ومبانيه إلى الحكومة لأنه لا يمكن أن تظل الثروة تمول أحزابا معينة، الأحزاب الحاكمة سخرت قوات الدولة لها، وهذا جزء من الخلل الذي أصاب الدولة منذ فترة.

* الأحزاب الحاكمة في الوطن العربي تملك أربع تسعات، وأغلبية برلمانية وبلدية وغير ذلك؟

- عندما تنظر إلى الانتخابات التي جرت في مصر قبل سقوط النظام بفترة تجد العجب حين تجدها قد استأثرت بكل المقاعد، في الوقت الذي خسر خصومها كل شيء!! فهل هذا معقول ويصدقه عقل؟! الأحزاب الحاكمة همشت الأحزاب والجماعات الأخرى في العالم العربي، ونحن نقدر للشباب الثائر هذه الخطوة الجبارة التي أقدموا عليها حين فشلت القوى الأخرى أمام هذه الأنظمة، هذا جيل يطمح إلى حياة أفضل خلافا للقوى الأخرى، الأحزاب الحاكمة تضخمت حد الجنون بلا مبرر، وعندما كان البعض ينتقد ويتكلم سرعان ما يواجه بالانتقاد الشديد ويواجه باللوم والعتاب من الآخرين، والخلل موجود في مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية كما هو موجود في الأحزاب على حد سواء! ولهذا عندما نتحدث عن قيام هذه الثورة نقول أنها ثورة لترتيب الأوراق، ثورة إصلاح شامل في جميع مجالات الحياة اقتصاديا وصحيا واجتماعيا وتعليميا، في كل المجالات، الشعوب العربية والشعب اليمني تحمل طويلا وعانى خلال هذه الفترة أشد المعاناة، فعلينا أن نتفاعل في الوقت الراهن تفاعلا إيجابيا حتى نخرج بالثورة إلى مسارها الصحيح..

* لو سألتك عن أبرز الأخطاء الرئيسية التي وقع فيها الرئيس خلال الفترة السابقة؟

- لست ممن يفضل توجيه السهام مجموعة لشخص واحد وإنما لمجموعة بطريقة مباشرة وغير مباشرة هي التي استفادت بكسب غير مشروع ووقفت حجر عثرة أمام أي عملية إصلاح لأنها الوحيدة المستفيدة من الوضع المتخلخل، فاستمع لها الرئيس وعمل على تنفيذ رغباتها لفترة طويلة، صادف ذلك ما يتمتع به الشعب اليمني من طبيعة متسامحة وصابرة على كل المصاعب والآلام، ولكن الآن الشباب ثاروا وانتفضوا بعد أن مل صبرهم، الآن لهم ثلاثة أشهر في الميدان مصابرين مرابطين يواجهون الرصاص بصدور عارية في كل المحافظات اليمنية، لقد جاءتنا فرص للإصلاح أضعناها أكثر من مرة، وكنت أتمنى أن يقدم الرئيس المبادرة بنفسه قبل هذا اليوم، ولا يراهن على أي شيء آخر..

* لكن بطبيعة الحال يبقى السؤال مطروحا.. ما الذي أوصلنا إلى هذا الوضع؟

- هناك أخطاء يأتي في مقدمتها الفساد، والفساد أمّ الخطيئة، هذا الغول المدمر الذي أتى على كل شيء والتهم كل جميل في حياتنا، وهو أكبر عنوان موجود في كل المؤسسات، التعليم الصحة الجامعات القطاع المدني، القطاع العسكري، وغير ذلك. وما وصلنا إليه اليوم هو نتيجة لهذه الأخطاء المتراكمة منذ سنوات.

* تقييمك لشخصية الرئيس علي عبدالله صالح من خلال معرفتك به شخصيا؟

- في شخصية الرئيس من الجوانب الإيجابية الكثير والكثير حقيقة، ولكن الجوانب الإيجابية هذه لا تكفي، ربما أن لديه من النزعة السلمية أكثر من الدموية التي يريد البعض أن يظهره بها، وعليه أن يدرك أن التغيير مطلب جميع اليمنيين بمن فيهم أولئك الذين يخرجون معه في السبعين كل يوم جمعة، والذين ينبغي أن نتعامل معهم بأريحية تامة وألا نستفزهم بشيء من الغمز أو اللمز، أما عن الجانب الآخر في شخصية الرئيس فلا أحب أن أتكلم في الجانب السلبي لأي شخص كان سواء الرئيس أو غيره. لا ينبغي أن نربط مصير الشعب بطباع شخصية أو ميوله واتجاهه. والحقيقة أن بطانته ليست صادقة وليست محبة لليمن وليست ناصحة، والمؤسف أن الرئيس استمع لها خلال الفترة السابقة. ولو كان هناك بطانة صادقة ومخلصة ومحبة لليمن لكان الأمر على غير ما هو عليه، يجب علينا هنا ألا نعطي مبررا لمن حوله أو لا نحملهم جزءا من المسئولية، بل إنهم مشاركون فيما جرى، وأدعو أصحاب الضمائر الحية أن يتحركوا وأن يعلنوا موقفهم الوطني الشجاع لأن الصمت وحده لا يكفي..

* بين جمعة الستين وجمعة السبعين كيف تقرأ المشهد؟

- الحقيقة أنه لا مقارنة، وقد سئلت ذات مرة ما الفرق بين جمعة الستين وجمعة السبعين، فقلت من يريد أن يرى مستقبل اليمن فلينظر إلى جمعة الستين وليذهب إليها، ومن يريد أن ينظر إلى الماضي فلينظر إلى أصحاب السبعين، الذين نعتبرهم في النهاية جزءا لا يتجزأ من هذا الشعب وأنا أثق بأنهم لن يوجهوا سهام العنف نحو إخوانهم في ساحات التغيير أو ساحات الحرية في أي مكان على امتداد اليمن.

* علام يراهن الرئيس في الوقت الحالي؟

- ربما يراهن على قضية الوقت الذي قد يخيل له أن الوقت سيحبط الشباب الثائر وسيحد من عزمه ونشاطه، وربما نصحه بعض من حوله بذلك لكنهم في الحقيقة واهمون فالشباب هو أساس الثورة وعمادها أما الأحزاب والقوى السياسية الأخرى فقد التحقت بالثورة وبالشباب التحاقا فقط، الاعتصامات تزداد ومعها تقوى الإرادة يوما بعد يوم.

* تنادون برحيل الرئيس عن السلطة، أم برحيله خارج البلاد إلى جانب رحيله عن السلطة؟

- الرحيل مطلب أساسي للشعب، وأود أن يكون الخروج بطريقة عقلانية ونموذج يمني طيب، يجنب البلاد الخطر، وقضية الرحيل ليست عيبا ولنا نماذج مشرفة قبل اليوم، الإرياني، النعمان وغيرهم، الرحيل -أيا كان- مطلب مهم.

* كيف تنظرون إلى أهم قضيتين يمنيتين في الوقت الراهن وهما قضية الجنوب وقضية صعدة باعتبارهما أبرز ملفين ينتظران أولى الإصلاحات السياسية القادمة؟

- قضية الجنوب أولا أهم قضية تنتظر الأيام القادمة وعلينا أن ننظر المعالجة الحقيقية المجدية لا معالجة على طريقة أن تضع شخصا هنا أو شخصا هناك، القضية تحتاج إلى بعد نظر أكبر، وأن تكون هناك شراكة كاملة في التنمية والسياسة وفي السلطة والثروة، الأخوة في الجنوب قدموا دولة وتحملوا ما تحملوا من المتاعب حتى اليوم، وأشكرهم على ما تحملوه وصبروا عليه، وتخيل أن من عظمتهم أنه رغم كل معاناتهم إلا أنهم اليوم رافعون للأعلام الوطنية جنبا إلى جنب مع إخوانهم في مختلف المحافظات ينشدون دولة العدالة ودولة النظام والقانون. ونفس الأمر بالنسبة لقضية صعدة التي صبرت على ستة حروب لا مبرر لها، وفيها مشكلة حقيقية أرهقت البلاد، وهي تحتاج إلى مبادرة عاجلة، وما يبعث لدي الأمل بصورة أكبر عندما أنظر إلى ساحات التغيير في أي محافظة من المحافظات اليمنية تجد انسجاما تاما وتعاطفا كبيرا بين ابن صعدة مع ابن حضرموت، وابن الضالع مع ابن عمران، وابن عدن مع ابن الحديدة، وهكذا، توحد أبناء القبائل مع المدنيين مع غيرهم من مختلف القوى والتيارات حتى من تعودوا على حمل السلاح، وأوجه دعوتي لأبناء الجيش وخاصة الحرس الجمهوري ألا يوجهوا بنادقهم إلى صدور إخوانهم السلميين العزل هؤلاء إخوانهم الذين يناضلون من أجلهم ومن أجل مستقبلهم.

* الكلمة الأخيرة مفتوحة؟

- أقول للشباب يجب أن يستمروا في اعتصاماتهم بصرف النظر عن موقف السياسيين، ليكن موقفهم الثبات، وألا يربطوا موقفهم بموقف السياسيين، لأن المطلب مطلبهم بالنهاية، هم الآن يبنون دولة المؤسسات دولة المدنية التي يحلم بها الجميع إن شاء الله والتي ضاعت علينا خلال الفترة السابقة.

زر الذهاب إلى الأعلى