[esi views ttl="1"]
arpo28

عودة الرئيس اليمني "تؤجج" الاوضاع المتوترة

عبر عدد من المحللين عن تخوفهم من ان تؤدي العودة المفاجئة للرئيس علي عبد الله صالح إلى تاجيج العنف في اليمن حيث من المحتمل ان تتحول حركة الاحتجاجات الشعبية ضد حكمه إلى حرب اهلية طاحنة.

وقدم الرئيس نفسه منقذا فور عودته امس الجمعة إلى صنعاء، حيث تدور مواجهات بين مؤيديه ومعارضيه، مؤكدا انه يحمل "غصن الزيتون" ويدعو إلى وقف للنار.

لكن المعارك اندلعت مجددا. كما ان القوات الموالية للرئيس اليمني شنت هجوما داميا ليل الجمعة السبت استهدف الشبان المحتجين المعتصمين في ساحة التغيير للمطالبة باستقالته واحالته إلى المحاكمة.

وقال خبير الشؤون اليمنية عبد الغني الارياني لوكالة فرانس برس "لقد عاد لاعتقاده بان الوضع العسكري لقواته شهد تحسنا خلال الايام الماضية"، موضحا انه "عاد لترتيب الحسم العسكري".

وابدى تخوفه من "احتمال انفجار حرب حقيقية" بين القوات الموالية لصالح وضمنها الحرس الجمهوي بقيادة نجله البكر احمد واجهزة الامن التي يتولاها اقاربه من جهة، والعسكريين المؤيدين لحركة الاحتجاجات من جهة اخرى. واضاف الارياني ان "عودة صالح تشكل تعقيدا غير ضروري للعملية السياسية التي كانت على وشك ان تبدا خلال ايام". وتابع "اما الاحتمال الاضعف، فهو ان يكون صالح شعر بان التغيير اصبح لا بد منه وبالتالي لا بد من استكمال عملية نقل السلطة لكنني لا اعتقد ذلك".

وكانت المعارضة تامل ان تكون مغادرة صالح مطلع حزيران/يونيو إلى السعودية، حيث خضع للعلاج اثر اصابته بهجوم، نهائية وان اليمن سيكون مثل مصر وتونس وليبيا التي اطاحت التظاهرات الشعبية برؤسائها العام الحالي.

لكن الرئيس اليمني الاستراتيجي البارع يرفض منح نائبه عبد ربه منصور هادي الصلاحيات والتوقيع على مبادرة وضعتها دول مجلس التعاون الخليجي تنص على نقل السلطة إلى المعارضة.

ومع ذلك، كان وافق في 12 الشهر الحالي على تفويض هادي، وهو موضع اجماع لكنه لا يسيطر على مقاليد الامور، التفاوض مع المعارضة حول نقل السلطة تبعا للمبادرة الخليجية.

من جهته، قال فارس السقاف مدير مركز دراسات المستقبل لفرانس برس ان "العودة شكلت مفاجاة من العيار الثقيل ولا تبشر بانفراجات فمن يريد انهاء الازمة يمكنه ان يفعل ذلك من الخارج".

وقد راهن بعض المحللين على تدخل سعودي يرغم صالح على توقيع المبادرة أو البقاء في الرياض، لكن المملكة سمحت للضيف الذي يشكل احراجا ان يغادر.

وفي هذا السياق، اوضح كريستوف بوتشك من مؤسسة كارنيغي للابحاث "في نهاية الامر، هناك حدود لامكانية تدخل السعودية في اليمن، ويبدو انها اختارت عدم فرض حلولها". واضاف السقاف، "مع عودته، اخشى من اندلاع حرب اهلية طاحنة (...) ان شبح محاكمة مبارك وملاحقة القذافي يخيمان عليه ولذا فضل العودة".

وقد اوقعت المواجهات حو إلى 130 قتيلا خلال اقل من اسبوع في صنعاء خصوصا حيث اتسعت دائرة الاشتباكات لتشمل مسلحين من القبائل التي تؤيد الرئيس وتلك التي تعارضه.

وفي هذا الصدد، تابع السقاف "اما انه (صالح) يصعد للحرب أو يدعو للحوار فعلا. وسيحدث هنا تصعيد للعمل الثوري يقابله تصعيد لقمع المتظاهرين". وقال ان "صالح لا يريد التنازل عن السلطة باي شكل من الاشكال، كما ان الثوار لن يقبلوا الحوار وسيصعدون من تحركهم (...) في كل الاحوال فان الاوضاع ذاهبة باتجاه التفجير".

اما بوتشك، فاعتبر انه "من غير الواضح كيف ينوي الرئيس التأثير في مجريات الاحداث. فالطريقة الوحيدة لحل الازمة يكمن في التوصل إلى تسوية، لكن يبدو ان لا احد يريد ذلك".

زر الذهاب إلى الأعلى