[esi views ttl="1"]
arpo28

حرب واشنطن في اليمن ( الحلقة السادسة)

لسنوات عدة قامت القيادة المشتركة للعمليات الخاصة و وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي اي ايه) بنشر فرقها داخل اليمن لتدريب القوات المسلحة اليمنية و نفذت عمليات ثنائية. و ركزت بشكل كبير على الصواريخ البحرية و هجمات تقوم بها طائرات بدون طيار. بعض تلك الهجمات الثنائية نجحت في اصابة اهدافها كتلك التي استهدفت العولقي في هجوم شنته وكالة الاستخبارات الأمريكية . لكن البعض الاخر ادى إلى قتل مدنيين،، الكثير من المدنيين

كثير من تلك الهجمات شنت على مواقع في ابين و المحافظة المجاورة لها، شبوه، و هما المحافظتان اللتان شهدتا ازديادا حادا في نشاطات القاعدة في شبه الجزيرة العربية

اولى الغارات التي اصدر الرئيس اوباما اوامر بشنها في اليمن كانت في 17 ديسمبر 2009 باستخدام صواريخ اطلقتها سفن حربية على قرية المعجلة النائية في ابين. و راح ضحية تلك الغارة اكثر من 40 من البدو غالبيتهم من النساء و الاطفال

في مايو 2010 قتلت غارة أمريكية اخرى زعيم قبلي بارز، و وكيل محافظة مارب، جابر الشبواني، مما اثار استياء شعبي عارم تجاه الولايات المتحدة و حكومة صالح

يقول قحطان "اعتقد ان تلك الغارات الجوية كانت مبنية على معلومات استخباراتية مغلوطة من قبل النظام، لان هذه هي طبيعة المقاول" و يستمر قحطان قائلا
"المقاول يسعى إلى خلق المزيد من العمل لان ذلك يعني المزيد من المال"

و في اكتوبر قامت طائرة بدون طيار بقتل عبدالرحمن ابن انور العولقي، صاحب الـ16 ربيعا، و هو مواطن أمريكي. كما و قتل برفقته ابن عمه الفتى الصغير. و قد احدثت تلك الغارة صدمة و غضب بين اليمنيين بمختلف مشاربهم السياسية

يقول الصحفي اليمني جمال
اعتقد بشدة ان العمليات العسكرية التي تنفذها الولايات المتحدة تصب في خدمة القاعدة، لان تلك العمليات اكسبت القاعدة تعاطفا محليا غير مسبوق. الغارات ساعدت على تجنيد الالاف. هناك هدف مشترك يجمع رجال القبائل اليمنيين مع القاعدة، و هو الانتقام من الأمريكان، لان اولئك الذين قتلوا هم ابناء رجال القبائل، و رجال القبائل لا يتركون ثاراتهم

كما ان مسؤول رفيع في نظام صالح اعترف بالضرر الذي الحقته الغارات قائلا
"الناس بكل تاكيد يشعرون بالاستياء من التدخل الأمريكي" بحسب اعتراف القربي، وزير الخارجية اليمني و هو احد الحلفاء المقربين من صالح

مشاعر الاستياء هذه تمتزج بسهولة مع الخطاب السياسي و الديني للقاعدة و التطرف المتنامي في المشهد الديني خاصة في المناطق الفقيرة مثل ابين و اهملت من قبل الحكومة اليمنية. و يقول عبدالغني الارياني
"بالطبع عندما يعيش الناس ظروف كهذه فتجدهم يميلوا إلى التمسك بنوع من الشعارات الدينية، و يبدأون بالحديث عن الخلافة و إلى اخره من هذا القبيل"

ان المظاهرات الحاشدة التي يقيمها المعارضون لنظام صالح في صنعاء، بالاضافة إلى رجال الدين البارزين في خطبهم اللاذعة، جميعهم ينددون بالولايات المتحدة و اسرائيل. قد تنظر الولايات المتحدة للقاعدة في شبه الجزيرة العربية على انها منظمة (عضوية) تضم عدد محدود من الاعضاء الذين بالامكان التخلص منهم من خلال حرب الانهاك باستخدام الطائرات بدون طيار و صواريخ توماهوك، لكن هناك دعم بمختلف الالوان و تفاعل شريحة كبيرة من المجتمع اليمني (مع التنظيم).

صحيح ان هناك بعض المقاتلين الاجانب في صفوف القاعدة في شبه الجزيرة العربية، لكن الغالبية من اولئك الذي يوصفون بالمسلحين، هم من اليمنيين الذي ينتمون إلى قبائل قوية. و يقول جونسين، و هو متخصص في الشان اليمني في برينستون
"يبدو ان انصار الشريعة في الاشهر الماضية تمكنوا من اتستقطاب عدد من الاعضاء الجدد. الجماعة تسعى إلى التوسع افقيا في اليمن لتصل رسالتها إلى اكبر عدد ممكن من اليمنيين، بمعنى انها توظف لمصلحتها الاجزاء المقبولة من برنامج القاعدة في شبه الجزيرة العربية في الوقت الذي تبتعد فيه عن الاجزاء المثيرة للجدل".

* ترجمة مهدي الحسني.

زر الذهاب إلى الأعلى