[esi views ttl="1"]
arpo28

جبهة الحرب المنسية في اليمن.. قنابل كل دقيقة

تهب النسائم العليلة على أوراق الشجر في حقول عائلة متعب الجندوبي، وتلعب بنت لهذا المزارع اليمني أمام منزل العائلة في بلدة أرحب التي تقع نحو 30 كيلومترا شمالي العاصمة صنعاء.

تشد هذه الفتاة المحجبة حافية القدمين حبلا ربط في طرفه الآخر وعاء بلاستيكيا يستخدم في الأصل في نقل الوقود، تلعب ولا تأبه للقنابل التي يسمع دويها كل خمس دقائق تقريبا على بعد نحو كيلومترين.
تعودت هذه الطفلة هي وأخواتها على ضوضاء الحرب، تلك الضوضاء التي تسمع في هذه المنطقة الريفية منذ الربيع الماضي.

وفي صيف عام 2011 أصيب منزل أسرتها بعدة قذائف ولا تزال ثقوب كبيرة تظهر على واجهة المنزل الذي يتكون من ثلاثة طوابق. وهناك قذيفة لم تنفجر تقع في حفرة أمام المنزل.

تعيش العائلة إذا في جبهة حرب منسية منذ الثورة التي اندلعت لإسقاط الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، الذي حكم عقودا.

وعن الثورة يقول الجندوبي أنه 'عندما بدأ الجنود العام الماضي إطلاق الرصاص على الثوار قام بعضنا بإغلاق الطرق أمام الجنود المتوجهين من القاعدتين العسكريتين التابعتين للحرس الجمهوري هنا في منطقة أرحب.. لأننا لم نرد للجنود أن يذهبوا لقتل المتظاهرين في صنعاء..'.

لا يتذكر الجندوبي على وجه الدقة تاريخ أول احتجاجات اندلعت في منطقة أرحب ولا متى تعرض منزله للقصف وإصابة أحد أقاربه، لا يتذكر كل ذلك على وجه الدقة، وذلك لأن الوقت لا يلعب دورا في حياته التي صبغتها تقاليد ضاربة في القدم 'لا أعرف سوى أن القذائف سقطت هنا قبل وقت قصير من شهر رمضان'.

لا يفهم الجندوبي الكثير في السياسة، تعيش أسرته عند سفح قاعدة عسكرية في منطقة أرحب وتعيش الأسرة على زراعة نبات القات المخدر الذي يتعاطاه ملايين اليمنيين بشكل شبه يومي.

وللقات الذي يزرع في أرحب جودة خاصة يفضلها اليمنيون.

ومن بين بنود ميثاق الشرف الخاص بقبيلة أرحب الثأر لموت أحد أبنائها وهو ما جعل الصراعات تستمر حتى اليوم في المنطقة، تلك الصراعات التي بدأت عندما قتل الحرس الجمهوري أربعة من أبناء القبيلة في الخامس والعشرين من أيار/مايو 2011 عند أحد الحواجز.

واستمرت هذه الصراعات أيضا عندما اتفقت الفصائل السياسية في صنعاء أواخر عام 2011 على خارطة طريق لتسليم السلطة في اليمن.

شكلت حكومة وحدة وطنية في كانون أول/ديسمبر الماضي ثم اختار اليمنيون عبد ربه منصور هادي، النائب السابق للرئيس السابق، رئيسا انتقاليا للجمهورية فيما يشبه الاستفتاء.

ومع ذلك استمرت القاعدتان العسكريتان القريبتان من أرحب في إمطار بيوت المنطقة وحقولها بوابل من القنابل 'فهم لا يزالون يطلقون النيران على الثوار' حسب الجندوبي.

غضت الحكومة في صنعاء الطرف عن الصراع في أرحب وأصبحت تركز أكثر على التصالح مع الانفصاليين الجنوبيين والثوار الشيعة الحوثيين وعلى محاربة إرهابيى القاعدة.

كما أن قائد الحرس الجمهوري المتمركز في أرحب هو أحمد صالح، نجل الرئيس السابق، ولا يستطيع أحد حتى الآن التجرؤ عليه، وهو ما جعل وزير الدفاع اليمني محمد ناصر علي، يعلن انتهاء الحرب في أرحب.

زر الذهاب إلى الأعلى