[esi views ttl="1"]
arpo37

واشنطن تأمل في خلع الاسد على طريقة صالح في اليمن

يحاول الرئيس الأميركي بلورة خطة بالاتفاق مع روسيا لإزاحة بشار الأسد من منصبه، وتدعو الخطة لتسوية سياسية عبر المفاوضات، تعني بتلبية رغبات جماعات المعارضة السورية، لكنها قد تُبقِي بقايا حكومة الأسد في مناصبهم.

في محاولة جديدة لوقف مسلسل سفك الدماء المتواصل في سوريا منذ أكثر من عام، سوف يضغط الرئيس باراك أوباما من أجل إزاحة الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة بموجب اقتراح مماثل للاقتراح الذي انتهت بموجبه الأزمة في اليمن.

وأوضحت في هذا الصدد صحيفة النيويورك تايمز الأميركية أن الخطة تدعو لتسوية سياسية عبر المفاوضات، تعني بتلبية رغبات جماعات المعارضة السورية، لكنها قد تُبقِي بقايا حكومة الأسد في مناصبهم. وأضافت الصحيفة أن الهدف من وراء هذا المقترح هو تحقيق نفس نوع انتقال السلطة الذي شهدته اليمن، حيث وافق الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، بعد شهور من الفوضى العنيفة، على التنحي وتسليم السلطة لنائبه، عبد ربه منصور هادي، في صفقة تم الترتيب لها من جانب دول جوار اليمن العربية. وقد تم انتخاب هادي بعدها، في انتخابات غير متنازع عليها، وبدأ يُنظَر إليه باعتباره قائداً انتقالياً للبلاد في تلك المرحلة.

وأعقبت النيويورك تايمز بتأكيدها أن نجاح الخطة يتوقف على روسيا، التي تعتبر واحدة من أقوى الحلفاء للرئيس الأسد، والتي سبق لها أن اعترضت بشدة على رحيله.

كما سبق لها العام الماضي أن تصدت لفرض مجلس الأمن إجراءات صارمة بحق الأسد، من منطلق أن ذلك قد يؤدي لإزاحته بالقوة، ولمواجهته مصيراً مماثلاً لذلك الذي سبق أن واجهه العقيد معمر القذافي، الذي قُتِل، أو حسني مبارك، الذي حُبِس ويُحَاكَم الآن.

لكن روسيا تواجه ضغوطاً دوليةً مكثفةً لاستخدام نفوذها في إزاحة الأسد، مع تواصل عمليات القتل في البلاد بلا هوادة، بما في ذلك المذبحة التي راح ضحيتها أكثر من 90 شخصاً في إحدى القرى قرب حمص، والتي تحدث عنها مسؤولون أمميون أول أمس.

ثم أشارت الصحيفة إلى أن النموذج اليمني قد تمت مناقشته على نطاق واسع في روسيا، حتى بات يتردد هذا الخيار المطروح وفقاً للمصطلح الروسي "البديل اليمني" داخل الولايات المتحدة أيضاً. وهو ما يعكس جزئياً حرص الجانب الروسي على التوصل لحل للأزمة في سوريا، حيث تشير الأمم المتحدة إلى وفاة الآلاف منذ بدء الانتفاضة.

وأشار مسؤولون من الإدارة الأميركية إلى أن أوباما سيضغطون من أجل تنفيذ المقترح مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، الشهر المقبل، في أول لقاء يجمع بينهما منذ عودة بوتين إلى منصبه القديم في السابع من أيار/ مايو الجاري. وأوضحت الصحيفة أن توماس دونيلون، مستشار الأمن القومي لدى إدارة أوباما، سبق له أن أثار الخطة مع بوتين في العاصمة الروسية موسكو قبل ما يقرب من ثلاثة أسابيع.

وأضاف مسؤولون أميركيون أنه حين تطرق الرئيس باراك أوباما لتلك الجزئية مع رئيس الوزراء الروسي، ديميتري ميدفيديف، في اجتماع مجموعة الثماني بكامب ديفيد قبل عدة أيام، بدا ميدفيديف متقبلاً للفكرة، مشيراً إلى أن روسيا ستفضل هذا الخيار مقارنةً بباقي عمليات نقل السلطة التي شهدتها المنطقة العربية خلال ثورة الربيع العربي.

وقال مسؤول رفيع إن ميدفيديف تحدث أثناء الاجتماع عن نموذج " الرئيس المصري مبارك "، في إشارة من جانبه إلى احتجازه كجزء من المحاكمة التي يخضع لها.

وفي منطقة تغمرها الانتفاضات السياسية، تراود القادة الروس مخاوف بشأن سوريا باعتبارها آخر معقل لنفوذهم. فسوريا هي الحليف الأبرز لموسكو في منطقة الشرق الأوسط، وهي مقر لقاعدة بحرية روسية، ولاستثمارات روسية موسعة في النفط والغاز. كما أنها شريك تجاري هام وتعتبر من أهم الجهات التي تشتري السلاح الروسي.

وقال ديميتري سيميز، خبير الشأن الروسي ورئيس مركز المصلحة الوطنية بواشنطن " ينظر الروس الآن للرئيس الأسد باعتباره عائقاً. لكن بوتين لا يريد التخلص من عملائه واحداً تلو الآخر من جانب الولايات المتحدة، خاصة وأنه يعتبر الأسد أحد عملائه".

وأكد مسؤولون أميركيون أنهم مستعدون لطمأنة نظرائهم الروس بان موسكو ستتمكن من المحافظة على قوة علاقاتها في سوريا خلال مرحلة ما بعد الرئيس بشار الأسد.

وفي الوقت الذي لم يعترض فيه ميدفيديف على اقتراح أوباما الأخير المتعلق بالسعي لتحقيق انتقال سياسي ارتكازاً على النموذج اليمني، إلا أنه لم يوافق عليه بشكل واضح أيضاً. وعلي أية حال، سيكون القرار في يد الرئيس بوتين، خاصة بالنظر للانتقادات التي تم توجيهها إلى ميدفيديف في موسكو عندما كان رئيساً فيما يتعلق بليبيا.

زر الذهاب إلى الأعلى