[esi views ttl="1"]
رئيسية

السفير الالماني: الكفاح المسلح ليس حلاً للمشاكل في الجنوب ويجب حل القضية سلمياً عبر الحوار

أكد دبلوماسي أوروبي على ضرورة إنجاز المرحلة الانتقالية والخروج بحلول سياسية للأزمة اليمنية في المدة الزمنية المنصوص عليها في مبادرة مجلس التعاون الخليجي التي قادت إلى نقل السلطة بطريقة سلمية.

وقال سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية بصنعاء في حوار مع صحيفة "يمن فوكس" اليومية إنه لا توجد أي مساعٍ من جانب المجتمع الدولي لتمديد المرحلة الانتقالية وإن على الجميع الالتزام بالجدول الزمني الذي حددته المبادرة الخليجية. "ويجب التوصل إلى الحل السياسي لليمن ضمن هذا الإطار الزمني."

وعلق سعادة السفير هولقر قرين على انسحاب القيادي الجنوبي أحمد بن فريد الصريمة من مؤتمر الحوار الوطني قائلاً: إن "انسحابه لن يُحدث تغييراً كبيراً؛ فالتقدم في عملية الحوار لا يتوقف على شخص بعينه."

وبشأن الدعوات الانفصالية والتلويح بالكفاح المسلح من قبل ناشطين جنوبيين، قال سعادة السفير الألماني إن الكفاح المسلح ليس بحل للأزمة في اليمن وكذلك ليس حلاً للمشاكل في الجنوب، مشدداً على ضرورة حل مشاكل اليمن بطريقة سلمية.

- كيف تنظرون إلى مجريات مؤتمر الحوار الوطني وما تم إحرازه من تقدم حتى الآن؟
من وجهة نظري، فإن مؤتمر الحوار الوطني قد بدأ بداية جيدة، كما أن المشاركين فيه يتفاعلون فيما بينهم بطريقة بناءه. وأعتقد أنه من المهم ما يتم حالياً من خلق مناخ جيد والحفاظ عليه باعتباره هو الأساس لتحقيق التقدم. وبالطبع، بعد بضعة أسابيع من النقاشات لا يمكن في الوقت الراهن التوقع بظهور نتائج ملموسة. بيد أنني متفائل.

-انسحب الشيخ أحمد بن فريد الصريمة من مؤتمر الحوار الوطني وقال إن هناك مؤامرة تُحاك ضد القضية الجنوبية في الحوار. ما هو التأثير الذي قد تتسبب فيه مثل تلك الخطوة على العملية؟
لا أعتقد أن هناك أي "مؤامرة ضد الجنوب"، وبالتالي فإنني لا أفهم قرار الشيخ الصريمة. وفي رأيي، فإن انسحابه من المؤتمر لن يُحدث تغييراً كبيراً؛ فالتقدم في عملية الحوار لا يتوقف على شخص بعينه.

-تصاعدت مؤخراً الدعوات المطالبة بالانفصال من قبل قيادات جنوبية، لدرجة أن البعض في منطقة الحبيلين بمحافظة لحج قال يوم الجمعة الماضية إن الكفاح المسلح هو الخيار الوحيد لاستعادة دولة الجنوب. كيف تقرؤون هذه التصريحات؟
الكفاح المسلح ليس حلاً للأزمة اليمنية، وعلى وجه الخصوص ليس حلاً لمشاكل الجنوب. إن مشاكل اليمن لا يمكن أن تُحل إلا سلمياً. وكما قلت ذلك عدة مرات من قبل، فإن الحوار الوطني هو السبيل الوحيد والأمثل لذلك.

-قلتم في تصريحات قبل أيام إنه بإمكان اليمن الاستفادة من النظام الانتخابي في ألمانيا. هلاّ أوضحتم ذلك أكثر؟
في الأسبوع الماضي، تحدثت في مؤتمر نظمه مركز الدراسات الاستراتيجية وقدمت شرحاً حول النظام الانتخابي في ألمانيا. وخلافاً لما تناقلته وسائل الإعلام، فإني لم أوصِ باستخدام النظام الانتخابي الألماني في اليمن، بل إن اليمنيين بكل تأكيد هم من يجب أن يتدارسوا مختلف الأنظمة ومن ثم يختاروا النموذج الذي يرون أنه الأنسب لبلدهم.
وسوف تتمثل المسألة الرئيسية فيما إذا كان اليمن سيتبنى نظام الانتخابات المبني على الأغلبية المطلقة أم نظام القائمة النسبية. ووفقاً للتجارب الدولية، فإن نظام الأغلبية يجعل الأمر أكثر سهولة في تشكيل حكومة مستقرة. ومن جانب آخر، فإن نظام القائمة النسبية أفضل من نظام الأغلبية من حيث إظهار إرادة الناخبين. ولكن في نظام القائمة النسبية يُستحسَن وضع معايير للدخول ينبغي أن تتوافر في الأحزاب المشاركة، ما لم فقد يدخل العديد من الأحزاب في البرلمان وحينها سيكون من الصعب جداً تشكيل حكومة مستقرة. وفي بلدي تتمثل تلك المعايير بنسبة 5% [من عدد الأعضاء في مجلس النواب.

- تقول تقارير إن هناك خلافات بين الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس الحكومة محمد سالم باسندوة. هل تعتقدون أن مثل هذه الخلافات تصب في صالح العملية السياسية القائمة؟ ما هو تقييمكم لأداء حكومة الوفاق؟
بالتأكيد ليس من حقي الحكم على العلاقة بين الرئيس هادي وباسندوة استناداً إلى شائعات. وأيضاً ليس من شأن سفير دولة أجنبية التعليق بشكل علني على أداء حكومة البلد الذي يعمل فيه. هذا يعتبر من الأعراف الدبلوماسية بشكل عام، ويجب عدم أخذ تصريحاتي على أساس أنها انتقادات.

-قال مصدر حكومي ل(يمن فوكس) :إن هناك مساعيَ دولية ومحلية بهدف تمديد المرحلة الانتقالية. ما هي الحكمة وراء مثل تلك التحركات؟ وهل يمكن اعتبار تمديد المرحلة الانتقالية فشلا في تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية في وقتها المحدد؟
لا توجد مساعٍ من جانب المجتمع الدولي لتمديد المرحلة الانتقالية. من لديه بُعد سياسي لا يمكن أن يرغب في ذلك. إن المبادرة الخليجية قد وضعت جدولا زمنيا محددا وعلى الجميع الالتزام به. ويجب التوصل للحل السياسي لليمن ضمن هذا الإطار الزمني. إن التعافي المطلوب بصورة ملحة للاقتصاد اليمني يعتمد على إيجاد حل سريع للأزمة السياسية.

-هل تعتقدون أنه يمكن التوصل إلى حلول في ظل وجود السلاح؟
اليمن من البلدان التي يحمل فيها الكثيرون السلاح، ومن المرجح أن يستمر على هذا النحو. ومع ذلك من الناحية التقنية، في الوقت الذي يبحث فيه اليمن عن حلول سياسية لمشاكله، سوف تظل الكثير من الأسلحة متواجدة هنا وهناك. ولكن على أية حال، من الضروري ومن الممكن إيجاد تسوية بدون التهديد باستخدام العنف.

زر الذهاب إلى الأعلى