[esi views ttl="1"]
من الأرشيف

منظمة «سوا سوا» اليمنية تستنكر تصريحات الزنداني وتطالب العلماء برفضها

عبرت المنظمة اليمنية لكسر التمييز العنصري السلالي في المجتمع "سوا سوا" عن أسفها ‏الشديد للتصريحات "الصادمة للمجتمع اليمني التي أدلى بها الشيخ عبد المجيد الزنداني رئيس ‏هيئة علماء اليمن في مؤتمر صحفي عقده بجامعة الإيمان صباح الخميس الماضي بصنعاء"، ‏واعتبرتها "افتئاتاً صارخاً على الشريعة ‏وتشويه لها، كون مبدأ العدل والمساواة بين المسلمين ‏هو أحد أهم وأرقى مقاصد الشريعة ‏الإسلامية الغراء". ‏

جاء ذلك في بيان صحفي أصدرته المنظمة وحصل نشوان نيوز على نسخة منه، حيث ‏طالبت هيئة علماء اليمن بأن يكون لها موقف من هذه التصريحات.. وقالت: " كان الواجب ‏على العلماء أن يساهموا بصورة أكبر من غيرهم في التصدي لهذه الأفكار ‏العنصرية الجاهلية ‏المنحرفة والعمل على إزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات، لا أن ‏يظهروا علينا اليوم ‏باجتهادات وتصريحات تعزز من استمرار هذه المشكلة بل وتشرعن لها ‏بدلاً من محاربتها ‏والنهي عنها، باعتبار العنصرية والعصبية منكر من المنكرات".. ‏

وفيما يلي نص البيان:‏
ببالغ الاستياء والأسف تلقت المنظمة اليمنية لكسر التمييز العنصري السلالي في المجتمع ‏‏"سواسو" تلك التصريحات الصادمة للمجتمع اليمني التي أدلى بها الشيخ عبد المجيد الزنداني ‏رئيس هيئة علماء اليمن في مؤتمر صحفي عقده بجامعة الإيمان صباح الخميس الماضي ‏بصنعاء الذي صادف الحادية والخمسين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة 1962م، ‏ودعا فيه إلى توزيع الخُمس من إيرادات النفط والمعادن والثروات على من وصفهم ب"آل ‏البيت"، زاعماً بأن أبناء الأسر "الهاشمية" تعرضوا للظلم بعد قيام ثورة 26 سبتمبر التي أنهت ‏عصر الإمامة وحكم آل حميد الدين، معتبراً بأن هذه مقترحات مستوحاة من الشريعة الإسلامية ‏كجزء من معالجة مشكلة الفقر في المجتمع،
وفي الوقت الذي تدين فيه منظمة "سواسوا" أي تصريحات أو دعوات تروّج بشكل مباشر أو ‏غير مباشر للتمييز العنصري السلالي في المجتمع تحت أي مسمى أو مبرر، فإننا نعتبر مثل ‏هذه المعالجات التي يتم تسويقها باسم الشريعة الإسلامية افتئاتاً صارخاً على الشريعة وتشويه ‏لها، كون مبدأ العدل والمساواة بين المسلمين هو أحد أهم وأرقى مقاصد الشريعة الإسلامية ‏الغراء،
فالفقراء والمساكين والمحتاجون سواء كانوا هاشميين أو غير هاشميين، مسلمين أوغير ‏مسلمين، يجب على الدولة رعايتهم وإعطاؤهم ما يكفيهم بموجب الشريعة الإسلامية والتطبيق ‏التاريخي في عهد الخلفاء الراشدين الأربعة بمن فيهم الإمام علي -رضي الله عنهم جميعاً-، ‏والذين جعلوا سهمي"الله والرسول وذي القربي"، المذكورين في آية الفيء التي استدل بها ‏الشيخ الزنداني، في بيت المال لتبقى الأسهم الثلاثة في الآية لـ"الفقراء والمساكين وابن ‏السبيل" سواء كانوا هاشميين أو غير هاشميين، ولذلك فإننا نعتقد أن إجماع الخلفاء الراشدين ‏الأربعة هو أولى بالإتباع من اجتهادات فقهية أتت في عصور لاحقة وكانت متأثرة بأجواء ‏صراعات سياسية لم تكن تعبر إلا عن فهْمِ أصحابها وعصرهم ولا تعبر بالضرورة عن مقاصد ‏الشريعة الإسلامية،،
أما حديث الشيخ الزنداني عن وجوب حب "آل البيت" لقرابة نسبهم من رسول الله صلى الله ‏عليه وسلم، فلا ندري هل يقصد بذلك تفضيلهم وتمييزهم بحب زائد عن حب بقية المسلمين أم ‏لا..‏
والذي نعتقده أن " الحب والبغض في الله" لا ينبغي أن يكون بسبب النسب والعرق، لأن ‏الحب إنما يكون لجميع المؤمنين، كما في الحديث: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب ‏لنفسه" والأخوة المقصودة هنا ليست أخوة النسب وإنما أخوة الدين والعقيدة لقوله تعالى:" إنما ‏المؤمنون إخوة.‏
إننا ندعو الشيخ الزنداني وهيئة علماء اليمن التي يمثلها ويتحدث باسمها أن يكون لهم موقف ‏واضح تجاه قضية المساواة التي تمثل أحد أهم مبادئ وقيم الدين الإسلامي الحنيف، وأحد أهم ‏أهداف الثورة اليمنية 26سبتمبر التي قامت ضد النظام الإمامي العنصري الذي قسّم المجتمع ‏اليمني إلى طبقات ودرجات متفاوتة على أساس النسب والعِرْق والمهنة بصورة عنصرية ‏مقيتة تسببت على مدى قرون من الزمن بتمزيق أواصر الأخوة والعلاقات الاجتماعية بين ‏أبناء المجتمع الواحد وما زلنا نعاني من آثارها حتى اليوم، وكان الواجب على العلماء أن ‏يساهموا بصورة أكبر من غيرهم في التصدي لهذه الأفكار العنصرية الجاهلية المنحرفة ‏والعمل على إزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات، لا أن يظهروا علينا اليوم باجتهادات ‏وتصريحات تعزز من استمرار هذه المشكلة بل وتشرعن لها بدلاً من محاربتها والنهي عنها، ‏باعتبار العنصرية والعصبية منكر من المنكرات،
والله المستعان،،،

صادر عن المنظمة اليمنية لكسر التمييز العنصري السلالي "سواسوا"- تحت التأسيس-‏
السبت 28 سبتمبر 2013م
صنعاء-‏

زر الذهاب إلى الأعلى