تعهد وزراء المالية في منطقة اليورو بإغلاق ملف البنوك المفلسة عبر آلية تقوم من خلالها بنوك المنطقة بضخ نحو 55 مليار يورو أي 76 مليار دولار على مدى 10 سنوات في صندوق يناط به إغلاق البنوك المتعثرة يعمل إلى جانب البنك المركزي الأوروبي.
وبعد أكثر من خمس سنوات من اندلاع أزمة مالية عصفت بالبنوك ودول شتى منها أيرلندا وإسبانيا تريد أوروبا إتمام أكبر مشروع لها منذ إطلاق اليورو وهو إطار للرقابة على البنوك وحل مشكلاتها في آن واحد .
وحقق الوزراء أمس تقدماً في تفاصيل خطة لإغلاق البنوك المتعثرة وهو ما يمهد الطريق لاستكمال اتحاد مصرفي في المنطقة يهدف لاستعادة الثقة في القطاع المالي وتعزيز النمو .
أهمية المفاوضات
وتحدثت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن أهمية المفاوضات الرامية لاستكمال الاتحاد المصرفي قائلة إنها تأمل أن يتوصل الوزراء إلى اتفاق قبل اجتماع مقرر لزعماء الاتحاد الأوروبي اليوم الخميس. وقالت ميركل من أجل قبول اليورو في الأسواق المالية فإن إقامة الاتحاد المصرفي مهمة جداً .
مشكلة الضمان
وتم الاتفاق على جزء مهم من المشروع بعد محادثات استمرت سبع ساعات وهو الجزء المتعلق بضمان التمويل اللازم لإغلاق البنوك. ويعزز هذا التوافق فرص التوصل إلى اتفاق عام على خطة التعامل مع البنوك المتعثرة للالتزام بالمهلة التي حددتها ميركل وزعماء آخرون في الاتحاد الأوروبي، كما يعزز فرص تنفيذ تلك الإصلاحات في 2015 .
وإذا لم يتوفر التمويل الكافي بحلول ذلك التاريخ فتستطيع الحكومات فرض مزيد من الرسوم على البنوك، وإذا لم يكن التمويل كافيا فستقدم الحكومات دعما من المال العام. وبحسب الاتفاق الذي توصل إليه وزراء مالية منطقة اليورو تستطيع الحكومات الاقتراض من صندوق الإنقاذ المالي للمنطقة إذا لم تتوفر لديها الأموال الكافية كما فعلت الحكومة الاسبانية لإعادة رسملة بنوكها عام 2012 .
القروض المعدومة
وعانت البنوك الأوروبية من مشكلات كبيرة. وقال البنك المركزي الإسباني إن المؤسسات المالية الإسبانية بلغ حجم القروض المعدومة في سجلاتها رقما قياسيا في أكتوبر عند 191 مليار يورو أي 236 مليار دولار. وشكلت القروض المعدومة لذلك الشهر 13 بالمئة من إجمالي الديون لدى البنوك الإسبانية والمؤسسات التعاونية والائتمانية مرتفعة من 11.2% في أكتوبر عام 2012 ..
وهذا هو أعلى مستوى منذ بدء إصدار الإحصاءات المقارنة في عام 1962. وعزا البنك المركزي تنامي حصة القروض المعدومة إلى الأزمة الاقتصادية المستمرة منذ ست سنوات بإسبانيا والهبوط الناتج عن ذلك في الائتمانات الجديدة الممنوحة للشركات والأسر والقواعد الحكومية الجديدة التي تجبر البنوك على تصنيف المزيد من القروض كقروض معدومة .
السوق العقاري
وكان انهيار السوق العقارية في إسبانيا عام 2008 أدى إلى تحمل الكثير من البنوك لخسائر ضخمة ودفعها لإجراء عملية إعادة هيكلة والتي ساندتها منطقة اليورو بحوالي 41 مليار دولار في شكل مساعدات. وخرجت إسبانيا من دائرة الركود في الربع الثالث من هذا العام ..
ومن المتوقع أن تسجل معدل نمو يبلغ 0.5% على الأقل العام المقبل. غير أن معدل البطالة البالغ 26 % سينخفض فقط بدرجة بطيئة جدا وفقا لتوقعات إسبانيا والمفوضية الأوروبية. وينظر إلى أي قرض على أنه معدوم عندما يتأخر سداده لمدة ثلاثة أشهر متعاقبة .
أسعار الفائدة
وفي سياق متصل قال عضو بالمجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي إن أسعار الفائدة في منطقة اليورو ستبقى منخفضة لدعم النمو الاقتصادي والوظائف منحياً جانباً شكاوى من أن الفائدة المنخفضة تلحق ضرراً بالمدخرين. وأبلغ ايوالد نوتني صحيفة اويستريتش النمسوية في مقابلة نشرتها الصحيفة في موقعها الالكتروني :
بالنظر إلى الوضع الاقتصادي فإن مستوى أسعار الفائدة سيبقى منخفضاً، لأن وجود هذا الدعم للنمو والتوظيف يخدم المصالح الاقتصادية في مجملها. وأعاد نوتني إلى الأذهان فترات في عقد السبعينات كانت فيها اسعار الفائدة الحقيقية السلبية هي السائدة قائلاً "في بعض مراحل الدورة الاقتصادية يكون هذا شيئا لا يمكن تفاديه. ينبغي لكل مدخر ان يدرس هل يجب عليه ان يحول أمواله من المدخرات الثابتة العائد إلى استثمارات ذات عائد أعلى .
أسواق العملات
تراجع الين مقابل الدولار واليورو، أمس، كانت مشتريات مجلس الاحتياطي من السندات عاملاً مهماً في دعم الأصول عالية المخاطر وكبح جماح الدولار على مدى الأعوام الأخيرة. ويعلن المجلس قراره بشأن السياسة النقدية في الساعة 1900 بتوقيت جرينتش ويعقد رئيسه بن برناكي مؤتمرا صحفيا في الساعة 19:30. و
سجل مؤشر الدولار 80.056 دون تغير يذكر عن الإغلاق السابق وفوق أقل مستوى في ستة أسابيع 79.757 الذي هوى إليه قبل أسبوع ومازال يمثل مستوى دعم. كما ارتفع الدولار مقابل الين واليورو، أمس، مع ارتفاع عوائد السندات الأميركية،