[esi views ttl="1"]
أرشيف محلي

الوادعي: طُلب منا تفويض الرئيس فخيرنا المغادرة أو عدم حمايتنا ‏

نزح أكثر من 10.000 ألف شخص من طلاب دارسين في دار الحديث وأبناء دماج في ‏صعدة شمالي اليمن بعد حصار مطبق بدأ في 8-10-2014م، وانتهى بتهجير مأساوي عبر ‏عن صورة قاتمة لأبرز تهجير طائفي في مطلع القرن الواحد والعشرين.‏

لم تكتمل فصول مأساة أبناء دماج وطلاب العلم بعد خروجهم من بلادهم، ليشهد تكديسهم في ‏مخيمات بالعاصمة صنعاء أشبه بمخيمات اللاجئين الفلسطينيين المهجرين من قبل الصهيونية ‏القرن الماضي.‏

في منطقة "سعوان" بالعاصمة صنعاء يتواجد المئات من المهجرين ومعهم الشيخ يحيى ‏الحجوري، وخلال تواجدنا في هذه المنطقة المكتظة بالمهجرين التقينا بالناطق الرسمي لأبناء ‏دماج سرور الوادعي.‏

وفي جلسة مع الوادعي مع مجموعة من الصحفيين، تقدم أحد الزملاء بسؤال عن الفترة ‏الزمنية التي عاشها أبناء دماج في ظل الحصار والقصف المستمر من قبل جماعة الحوثي ‏المسلحة. أجاب الوادعي بقوله: "استمر الحرب والحصار على أبناء دماج ما يقارب مئة يوم ‏من قبل مليشيات الحوثي المدعومة من بعض الوحدات الجيش اليمني التي قامت بمنع دخول ‏المواطنين والمواد الغذائية والطبية إلى دماج، واستخدم الحوثيون مختلف أنواع الأسلحة التي ‏لا توجد في الأسواق وهذه الأسلحة لا تمتلكها إلا الدولة مثل الكاتيوشيا و الدبابات ‏والرشاشات".‏

وأضاف "ناشدنا خلال مئة يوم الرئيس هادي وحكومة الوفاق ومنظمات المجتمع اليمني ‏وللأسف لم يقدم أحد حلا لمأساة دماج، وناشدنا الحوقيين والوسائل الاعلامية ولكن للأسف ‏الحوثي لم يسمح لهم بالدخول إلى دماج".‏

وبعد أن استمر الحصار ونفد كل ما لديهم يقول الوادعي "بعد ذلك تدخلت الدولة ممثلة ‏باللجنة الرئاسية ووضعت علينا شروط(...)وقبل الاتفاق وضعنا مطالب وهي أن تبسط الدولة ‏سيطرتها على محافظة صعدة وعلى دماج، وعندما وافقنا طلبوا منا إما أن يغادر مشايخ ‏وطلاب دار الحديث في دماج أو الحصار والموت، واضطررنا أن نستجيب للحكومة وفوضونا ‏الأمر لله وخرجنا من منطقة دماج".‏

‏ وفيما يتعلق بالمشهد الذي أبداه طلاب العلم وأبناء دماج أثناء خروجهم يصف الوادعي أن ‏‏"بعض العوائل في دماج لها أكثر من 20 عاما خرج الناس وكلهم يبكون، والحمد لله اتجة ‏الناس إلى صنعاء وبعضهم أتجه إلى بلدانهم".‏

هادي لا يستطيع حمايتهم
وفيما يتعلق بخروج أبناء دماج حاولت وسائل الإعلام الرسمية وإعلام الحوثي الترويج أن ‏أهالي دماج طلبوا الخروج من المنطقة، غير أن سرور الوادعي نفى أن يكونوا طلبوا من ‏الرئيس هادي الخروج.‏

وقال بالنسبة أننا طلبنا الخروج هذا غير صحيح، واللجنة الرئاسية برئاسة عبد القادر هلال ‏طلبوا مننا تفويض الرئيس هادي ففوضناه بإرادتنا". واستدرك "ولكنننا كنا نعتقد انه سيأمر ‏بوقف إطلاق النار ونشر الجيش ولكن فوجئنا بقوله إما مغادرة دماج أو أنه لن يستطيع حمايتنا ‏ويتركنا لمليشيات الحوثي".‏

وتحدث سرور الوادعي عن العتاد العسكري الذي تمتلكه جماعة الحوثي فيما يرجع ذلك إلى ‏مشاركة وحدات من الجيش وتمكينهم ببعض الاسلحة الثقيلة حيث يقول: "هناك بعض وحدات ‏الجيش شاركت في القصف على دماج وقد رأينا مدرعات تهاجم مركز دماج بأكثر من 15 ‏دبابة وكانت تسقط في اليوم الواحد أكثر من 200 قذيفة.‏

ويضيف "هذا العتاد لا تمتلكه إلا الدولة، وقد لاحظتم حين تم تفجير مسجد "كتاف" بمشاركة ‏مسلحين يرتدون لباس القوات الخاصة".‏

إحصائية القتلى والجرحى
خلال مئة يوم سقط المئات من القتلى والجرحى في دماج وهدمت المنشئات السكنية ‏والمدارس في حرب شرسة شنتها جماعة الحوثي على أهالي دماج، وقد وجهنا خلال المؤتمر ‏الصحفي سؤال لسرور الوادعي عن عدد القتلى والجرحى وأكد عن سقوط 211 قتيل فيما ‏جرح 650 جريح.‏

وهناك خسائر في الممتلكات والمنشآت حيث هدمت 3 من المستشفيات والمساجد 8، ‏والمدارس 2 وأما المنازل 361 منزلاَ حسب إحصائية رسمية سردها الوادعي.‏

لماذا لم يستقر المهجرون في الحديدة؟
بعد أن وعد الرئيس هادي ببناء مركز علمي لطلاب في مدينة الحديدة مقابل خروج الشيخ ‏يحيى الحجوري وطلاب العلم من دماج أظهر هادي تملصه من وعده، حيث كشف سرور ‏الوادعي أن الدولة أوعزت لبعض القبائل في مدينة الحديدة لرفض قبول استقرار طلاب العلم ‏في المدينة.‏

وقال الوادعي: "من المفترض أن ينتقل دار الحديث إلى مدينة الحديدة لكن للأسف قامت ‏الدولة بإيعاز إلى بعض القبائل في المنطقة بفرض قبول طلاب العلم مما اضطررنا إلى ‏الرجوع إلى صنعاء وبعد ذلك كلاَ يذهب إلى منطقته سواء كانوا من اليمن أو من الأجانب".‏

مطالب أبناء دماج
أثناء زيارتنا لخيام المهجرين تحدث إلينا الكثير من أبناء دماج والذين يرجعون إلى قبيلة ‏وادعة مسقط رأس مؤسس دار الحديث الشيخ مقبل الوادعي، تحدثوا عن مصير مجهول لا ‏يعرفون أين سيكون حالهم بعد أيام من هذا التشريد في المخيمات.‏

سرور الوادعي طالب الدولة بتعويضات للأسر ضحايا القتلى والجرحى، وأن تعتبر الدولة ‏شهداء دماج شهداء حرب، وتأمين حياة المواطنين الذين لا يزالون في دماج قال نحن طلبنا من ‏الدولة "أن تبسط سيطرتها على دماج، ولكن للأسف لم يصل أي شي ورغم أن الدولة وعدت ‏أن الحوثيين لن يدخلوا دماج اليوم وصلني أن مليشيات الحوثي وصلت إلى مركز دار الحديث ‏وهذا تواطؤ من الدولة مع الحوثيين".‏

في نهاية المؤتمر الصحفي سألناه عن مكتبة دار الحديث التي تعتبر من أكبر المكاتب ‏العلمية في اليمن أجاب " لازالت محفوظة وقد وضعناها في مكان آمن".‏

زر الذهاب إلى الأعلى