[esi views ttl="1"]
أرشيف محلي

بوادر غير مبشرة للمفاوضات المباشرة بين الحكومة والحوثيين

بعد فشل مفاوضات جنيف ومشاورات مسقط، وافقت الحكومة اليمنية على الدخول في مفاوضات مباشرة مع الحوثيين، وسط ‏مؤشرات واضحة بالفشل وبعدم تمكن الطرفين من التوصل إلى اتفاق.‏

أعلنت الرئاسة اليمنية، الخميس، الموافقة على حضور المشاورات الهادفة إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 للعام ‏‏2015.‏

وطالبت مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص باليمن بذل مساعيه، للحصول على التزام علني صريح من قبل الحوثي وصالح ‏بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي دون قيد أو شرط.‏

وسيدخل الطرفان مفاوضات سياسية مع استمرار العمليات العسكرية، وفي الوقت الذي يواصل فيه الحوثيون قصفهم على الأحياء ‏السكنية في مدينة تعز، جنوبي اليمن، ويحاولون استعادة سيطرتهم عليها، فيما يواصل التحالف والشرعية حشد القوات في مأرب، ‏شرق اليمن، استعدادا لمعركة برية حاسمة لتحرير المدينة.‏

ويرى الكاتب والمحلل السياسي عارف الصرمي أن الأطراف لم تخرج بتصريح توضح فيه مبرراتها التي طرأت فجأة للموافقة على ‏الحوار المباشر.‏

وقال الصرمي: "إذا لم يبادروا جميعا لإظهار حسن النوايا وتحديد محاور المفاوضات، والاستعداد لتقديم تنازلات ‏لصالح استقرار اليمن، فإن المفاوضات المباشرة لن تكون سوى فقاعة لا وزن لها، وستكون جولة مكررة لكسب الوقت".‏

من جانبه، أكد المحلل السياسي عارف أبو حاتم أن "ذهاب الجانب الحكومي إلى مفاوضات مباشرة شيء إيجابي، ‏حتى لا تتحمل الحكومة والشرعية عموماً المسؤولية القانونية والأخلاقية لإراقة الدماء وكل هذا الخراب".‏

ويرى أن المفاوضات لن تنتج سوى مزيد من التعنت والفشل، وأن تعنت الحوثيين واستمرار حروبهم الداخلية تحكم على المفاوضات ‏بالفشل.‏

وأضاف: "لو كان الحوثيون جادين في تنفيذ القرار الأممي 2216، سيوقفون إرسال مقاتليهم إلى المدن، وينسحبون منها ويغادرون ‏مؤسسة الدولة التي دخلوها بقوة السلاح، ويتركون سلاح الدولة للدولة".‏

ويرى المحلل السياسي فيصل المجيدي أن المفاوضات المباشرة محكومة بالفشل، بسبب تجارب سابقة، ويرجح أن يتم الحسم ‏بالخيارات العسكرية.‏

وقال المجيدي: "لقد خبرنا الحوثيين في مفاوضات سابقة، وهم يدخلون المفاوضات السياسية كنوع من المراوغة ‏ولكسب الوقت، وفي الواقع يحاولون استكمال سيطرتهم على المدن، ويواصلون قصف الأحياء السكنية وقتل المدنيين، كما يواصلون ‏حملات الاختطافات والاعتقالات".‏

وأوضح المجيدي أن هناك تعنتا من الحوثيين بشأن رفض عودة الرئيس هادي، وبعدم الاعتراف بشرعيته، محذرا من أن هذا التعنت ‏والتهور سيذهب باليمن إلى الهاوية.‏

ويعول اليمنيون على المفاوضات المباشرة في الخروج بآلية لتنفيذ القرار 2216، وفي إيقاف الحرب التي خلفت أكثر من 4500 قتيل ‏من المدنيين وآلاف الجرحى والمشردين.‏

ويقول سليمان عبد الله، موظف، ل "العربي الجديد"، نتمنى أن يخرجوا إلى طريق، لقد أرهقتنا الحرب، والدمار في كل مكان، هناك ‏مئات القتلى وآلاف الجرحى وعشرات الآلاف من النازحين، وقد توقفت كل مقومات الحياة".

زر الذهاب إلى الأعلى