[esi views ttl="1"]
أرشيف محلي

هجوم جناح القاعدة في اليمن معناه نحن أحياء وبخير

يظهر الهجوم الانتحاري الذي يشتبه انه من تدبير القاعدة ضد السفير البريطاني في اليمن ان تصميم الجماعة المتشددة على تنفيذ هجمات مؤثرة لم يتراجع بفعل حملة شنت في الاونة الاخيرة كما يظهر أن صنعاء تحتاج مزيدا من المساعدة لمحاربة هذه الجماعة

ولم يصب السفير البريطاني بأذى ولم يقتل في الهجوم سوى الانتحاري ولكن الاثر الرمزي القوي لهجوم على هدف دولي سيجذب انتباه العالم ويلقي ظلالا من الشك على جهود اليمن في الاونة الاخيرة لسحق الفرع الاقليمي للقاعدة الذي أظهر ان له طموحات عالمية.

وقال باراك بارفي الاستاذ الزائر بمعهد بروكنجز في الدوحة "رسالة القاعدة تقول انها مازالت هنا وأن بوسعها مهاجمة مصالح دولية عندما تريد."

وأضاف "هذا هجوم جريء وجسور للغاية. لقد استهدفوا السفير البريطاني. هذه ضربة كبيرة."

ونفذ جناح تنظيم القاعدة في اليمن الذي يثير قلق صنعاء وحلفائها لعدة سنوات عددا من الهجمات على أهداف دولية بما في ذلك تفجير المدمرة الأمريكية كول في عدن مما أسفر عن مقتل 17 بحارا.

وفي أغسطس اب الماضي أرسلت القاعدة مفجرا انتحاريا قدم نفسه في صورة نشط تائب إلى المملكة العربية السعودية حيث كاد ينجح في قتل الامير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية والمكلف بملف مكافحة الارهاب بالمملكة.

ولكن أجراس الانذار دقت في أنحاء العالم عندما أعلنت الجماعة مسؤوليتها عن هجوم فاشل بقنبلة في ديسمبر كانون الاول لتفجير طائرة فوق المحيط الاطلسي كانت في طريقها إلى ديترويت وظهرت الصلات بين المفجر المشتبه به ونشطين مقرهم اليمن.

وقال تيودور كاراسيك من معهد الشرق الادنى "الهدف من (هجوم اليوم الاثنين) يتسق مع ما تحاول القاعدة في اليمن القيام به وهو تدويل حملتها."

وفي أعقاب محاولة تفجير الطائرة في ديسمبر كانون الاول شن اليمن - الذي يواجه بالفعل حربا مع متمردين شيعة في الشمال ويكافح من أجل احتواء سخط متصاعد من انفصاليين في الجنوب- حملة واسعة النطاق على القاعدة.

ووسط القلق بشأن استقرار اليمن في أعقاب هذه المحاولة جرت الدعوة لمؤتمر دولي في لندن حيث بحث مانحون عرب وغربيون كيفية مساعدة هذه الدولة الفقيرة. ولم يتعهد المانحون بمزيد من الاموال ولكن اليمن وعد بتنفيذ اصلاحات.

وقال كاراسيك "حتى الان لا يوجد الكثير من التأثير من جانب المجتمع الدولي ... المساعدات التي تأتي من الخارج ليست كبيرة جدا على الاطلاق لذا فان المشكلة تتفاقم."

وتبدو حملة اليمن لاجتثاث القاعدة باستهداف قياداتها وكأنها تفقد الهدف في بعض الاحيان وخاصة بعدما ظهر عدد من قادة المتشددين الذي أعلنت صنعاء القضاء عليهم بعد أسابيع في منتديات الانترنت والاشرطة المسجلة.

واصبحت الولايات المتحدة داعمة لليمن بشكل واضح في الاشهر القليلة الماضية. حيث وافق روبرت جيتس وزير الدفاع الأمريكي في فبراير شباط على تقديم 150 مليون دولار مساعدات أمنية لليمن في العام المالي 2010 زيادة من 67 مليون دولار العام الماضي.

ثم أعطت ادارة الرئيس باراك أوباما الضوء الاخضر لوكالة المخابرات المركزية (سي.اي.ايه) الضوء الاخضر لقتل أو اعتقال شخصية بارزة متصلة بالجماعة وهو أنور العولقي رجل الدين الأمريكي المولد. وقال مسؤولون أمريكيون الاسبوع الماضي ان البنتاجون يعتزم زيادة المساعدات العسكرية الأمريكية لقوات العمليات الخاصة في اليمن.

ولكن هجوم يوم الاثنين حتى وان كان أقل طموحا من محاولة تفجير الطائرة في ديسمبر أثار تساؤلات بشأن ما اذا كانت كل هذه المساعدات كافية لمواجهة القاعدة في اليمن.

وقال بارفي "اذا كان ذلك من فعل القاعدة -وهو كذلك على الارجح- فانه يظهر انها قادرة على اعادة تجميع صفوفها بسرعة كبيرة جدا وأنها منظمة قوية وصلبة يمكنها تحمل الهجمات على بنيتها الاساسية."

واضاف بارفي ان اليمن فضلا عن ذلك لديه ما يكفي من مشكلات أخرى.

ومضى يقول "لا أعتقد ان النظام اليمني مهتم جدا بالقاعدة انهم مهتمون أكثر بمشكلاتهم مع المتمردين في الشمال والانفصاليين في الجنوب ... القاعدة لا تمثل تهديدا لمصالحهم بعيدة المدى."

وقال مصطفى علاني من مركز ابحاث الخليج ان محاولة الهجوم على السفير البريطاني يوم الاثنين يمكن أن تجلب المزيد من المساعدات الأمريكية لليمن.

واضاف "مثل هذا الهجوم يمكن أن يزيد الاستثمار الأمريكي في اليمن لانه يظهر ان القاعدة مازال بامكانها شن هجمات."

واتفق كاراسيك مع هذا الراي وقال "سيكون هناك اهتمام جديد بتلك القضية والحاجة للتعامل معها بطريقة أكثر قوة ... هذا (الهجوم) يقول.. نحن أحياء وبخير."

من رايسا كاسولوفسكي واريكا سولومون

زر الذهاب إلى الأعلى