[esi views ttl="1"]
arpo37

تقسيم مياه النيل استهداف للآمن القومي العربي عبر بوابة مصر

اجمع خبراء أمنيين وبرلمانيين عرب أنه لدى أطراف خارجية كثيرة وفي مقدمتها إسرائيل مصلحة في حث بلدان تقاسم مصر مياه حوض النيل على إضعاف هذا البلد واستهداف الآمن القومي العربي عبر بوابة مصر.

وجاء إجماع الخبراء خلال ندوة الكترونية أقامها مركز الدراسات العربي الأوروبي ومقره باريس حول : ما هي أهداف الجهات التي عمدت إلى تحريك ملف مياه النيل، وهل حان موعد التحضير للحروب المائية ضد العرب.

رئيس مركز صقر للدراسات الإستراتيجية والعسكرية اللواء الركن د.مهند العزاوي رأى انه يخضع العالم العربي اليوم لأبشع مخططات التجريف الجيبولتيكي والتفتيت السياسي وباستخدام كافة الاساليب وإبرزها الحرب الديموغرافية وسياسة التجويع وخصخصة الخدمات العامة ليفقد الشعب ثقته بنظامه وقيادته وبات الطريق ممهدا لهذه المخططات بعد مساهمة العرب في غزو العراق، وانشغالهم بإرضاء أمريكا وترصين تواجدها في العراق على حساب الآمن القومي العربي..

ولا يمكن القفز على حقيقة ان المبادرة بيد القوي، ومن لا يمتلك خيار الردع الاستراتيجي والذي جرد العرب منه، فعليه انتظار دوره ضمن مخطط التفتيت السياسي، وما اعلن عن مشروع الشرق الإوسط الكبير..

وأضاف صقر ان هناك مقولة لرموز اليمن المتشدد في أمريكا عند التحضير لغزو العراق، كانت تقول "ان احتلال العراق هدف تكتيكي والسعودية هدف استراتيجي ومصر الجائزة الكبرى" ونجد ملامح التجريد الجيبولتيكي في السعودية ومصر دلالة واضحة للعيان ناهيك عن السودان واليمن ولبنان والعراق وفلسطين والصومال واستمرار التفتيت المجتمعي والديني وسيادة التخندق الطائفي ليكون الوطن العربي 56 دويلة بدلا من 22 قطر عربي وهو مشروع صهيوني بامتياز.

وفي السياق نفسه طالب رئيس كتلة الاخوان المسلمين البرلمانية في مجلس الشعب المصري د. محمد مرسي بالتذكير بأهمية ثروات القارة الأفريقية وأهمية اتحادها ان تم. وأضاف مرسي المسألة ان الأعداء لن يتركوا أفريقيا إلا ويعبثوا بها. القارة الإفريقية فيها الماء والكنوز المدفونة والبترول وأيضا اليورانيوم وايضا فيها أراضي زراعية وطاقة بشرية هائلة ولكن المطلوب إطلاق حرية شعوب إفريقيا ليتم الاتحاد الإفريقي والذي إن تم سوف يحدث توازنا على مستوى العالم ولكن إشعال الفتنة والخلافات حتى داخل الوطن الواحد من قبل الصهاينة وأمريكا هو إعلان الحرب لذلك على حكام إفريقيا ان يعوا الدسائس من قبل هولاء وان يعودا لاستقرارهم الذي عاشوه من قبل مئات السنين.

من جانبه رأى مستشار الدراسات الإستراتجية الدولية وحوار الحضارات السفير البحريني الأسبق د. محمد نعمان جلال إن تحريك موضوع مياه النيل في هذه المرحلة يعكس ثلاثة أمور الأول عدم الاهتمام الكافي المصري بإفريقيا وبخاصة بدول حوض النيل الثاني حاجة الدول الإفريقية بالحوض للتنمية الثالث الدور الخارجي الذي تلعبه دول مثل إسرائيل ودول إخري في التحريض ضد مصر والسعي للإضرار بمصالحها الوطنية وهذه كله يقتضي حركة مصرية إكثر نشاطا مع إفريقيا ومزيد من الوعي لدي الدول الإفريقية للمحرضين لان ذلك يؤثر علي علاقاتهم المستقبلية الإستراتيجية مع مصر ورأى جلال انه ضرورة وجود خطة للتعاون المصري الإفريقي للمصلحة المشتركة لجميع الاطراف.

اما الصحفي السوداني ديق السيد البشير رأى هي واحدة من نماذج (حرب المياه ) الخفية على دول المنبع، تلك الحرب التي تزكى شرارتها الأولى الكبرى ومعاونة إسرائيل وتحركها دوائر أكاديمية استشارية واسترتيجية لها سمعتها على الصعيد الدولي وذلك لأنّ هناك ندرة في المياه العذبة.

من جانبه رأى الخبير في شؤون التنمية د. حسان التليلي أكد أنه لدى أطراف خارجية كثيرة في مقدمتها إسرائيل مصلحة في حث بلدان تقاسم مصر مياه حوض النيل على إضعاف هذا البلد.

ونظرا للعلاقات الجيدة بين إسرائيل وأثيوبيا،فإنه ليس غريبا أن يتزعم الأثيوبيون اليوم الحملة على مصر للتخلي كليا عن الإطار التشريعي الدولي الحالي الذي توزع بموجبه مياه الحوض بين البلدان التي يشقها نهر النيل. وأضاف التليلي ليس ثمة مصلحة لأي بلد من البلدان التي تتقاسم مياه أنهار تشقها في تغذية مقولة حروب المياه لأنه لا يمكن لمثل هذه الحروب في المستقبل أن تؤدي إلى منتصرين ومهزومين.

وصحيح أن موازين القوى السياسية والعسكرية عنصر هام من عناصر إذكاء ما يسمى " حروب المياه" أو العمل على تجنبها.ومع ذلك فإن التسمية الأصح هي تسمية " التصعيد حول المياه أو بسبب المياه" وهو تصعيد سيتفاقم في المستقبل في عدة مناطق تطرح فيها مشكلة ندرة المياه العذبة بحدة.

وأضاف التليلي بقدر ما سعت إسرائيل خلال السنوات الخمسين الماضية إلى تعزيز علاقاتها مع دول القارة الإفريقية غير العربية بقدر ما انحسر التعاون العربي الإفريقي في مجالات كثيرة وبخاصة في المجالات التي من شأنها أن تعود بالفائدة على حياة الشعوب الإفريقية وأن تسهم في تنمية ثرواتها البشرية وختم التليلي مداخلته بان الخوف كل الخوف اليوم أن يفشل العرب في الاستعداد بجدية لظاهرة الاحتباس الحراري والتي ستترجم مثلا في البلدان العربية عبر تزايد رقعة التصحر وفترات الجفاف وتفاقم مشكلة ندرة المياه.

زر الذهاب إلى الأعلى