بميزانية تقدر ب (900 تسعمائة ألف دولار) يستعد الدكتور عبدالله بن مرعي بن محفوظ لإنتاج فيلم وثائقي جديد عن (الهجرة النجدية) في جزئين، يتناول فيهما العمق التاريخي لنجد وعلاقتها ببطون العرب، وتأثير قبائل نجد على إنتشار الإسلام، مع الشرح الجيولوجي لمنطقة نجد والموروث البيئي، وعلاقة البيئة بهجرة النجديين وعودتهم .
فضلاً عن البحث في عقل ونفس النجدي من حيث قوة الشخصية في إتخاذ قرار الثبات أو الترحال ودراسة تلك الشخصية لبيان هل هم محاربون أم تجار أم رعاة رحّل، وأسباب نجاح تلك الشخصية في كل وطن جديد وصلوا إليه، وهل أعاد الإسلام تشكيل تلك الشخصية أم أن مكارم الأخلاق قد نمت في إطار الخلق الإسلامي وأن الإسلام قد أضاف للشخصية النجدية دون إعادة البناء .
جاء ذلك في حديث الدكتور إبن محفوظ بديوانية المهيدب والفوزان مساء الأحد الماضي 20/1/1432ه في جدة، على هامش إدارته لندوة الدكتور عمر بامحسون الموسومة بعنوان : الهجرة الحضرمية وأثرها في نشر وتعليم اللغة العربية في الدول والمجتمعات غير العربية .
وكشف إبن محفوظ أن العمل سيأخذ من الوقت حتى ظهوره على إحدى الشاشات الفضائية العريقة ما يقارب 12 شهرًا إلى 18 شهرًا، بعد الانتهاء من ترتيب التصورات والسيناريوهات والإعداد، موضحاً أن فريق العمل هم أستاذة وأكاديميون نجديون ولديهم المعلومة التي ستظهر ضمن سيناريو الفيلم .
وقال إبن محفوظ : (إن نجد تعتبر من أهم المناطق في شبه الجزيرة العربية، ولها تاريخ مجيد سواء قبل أو أثناء أو بعد الإسلام، ومن قبائلها العظيمة (تميم) التي ما إن دخلت الإسلام حتى أنتجت رجالًا كانوا الوقود الدائم للفتوحات الإسلامية سواء في المنطقة المحيطة أو خارج حدود الجزيرة، ولأن طبيعة المنطقة كانت دومًا منطقة إرتحال وهجرة دائمة فقد استمر أهلها في الهجرات كلما طرأ على أرضها ما يعكر ثبات أهلها فوق صحاريها) .
وأشاد إبن محفوظ بالهجرات النجدية (وتفوقها عن مماثلاتها من هجرات العرب كهجرات الحضارم بأنها كانت تعود إلى أرض الوطن) ..!!، وقال : (خلال 400 سنة الماضية كان لقبائل نجد كثير من حركات الهجرة والعودة مرة أخرى إلى الوطن ولم ينقطع المهاجر النجدي أبدًا عن أرضه أو أصله طوال فترات الهجرة المعهودة حتى بدأ الملك عبدالعزيز - رحمه الله - في تأسيس الدولة السعودية الثالثة، فتغيّر حال النجدين وأصبح من هاجر منهم من كبار تجار البلاد التي هاجروا إليها، ومنهم من حكم تلك الديار التي وصلوا إليها وما زالوا) ..!! .
وعن توقعاته حول عودة الانتقادات المشابهة كتلك التي واجهها في فيلم هجرة الحضارم قال إبن محفوظ : فيلم هجرة الحضارم تجربة فريدة من نوعها كونها الأولى لي في عالم إنتاج الأفلام الوثائقية وقد تتكرر نفس تلك الانتقادات وقد تكون موجهة حول شخصي كوني من خارج البيئة النجدية ولكن الذي أقوله قبل ظهور الفيلم (أنني من قبيلة كندة ولنا في تاريخ اليمامة عمق تاريخي ونسب وعمومًا أنا محب للتاريخ العربي وخصوصًا فيما يتعلق بالهجرات ومطلع جيدًا على تاريخ الهجرات النجدية) .