[esi views ttl="1"]
رئيسية

تساؤلات عن تفشي القرصنة بخليج عدن رغم الوجود الغربي

تساؤلات عن تفشي القرصنة بخليج عدن رغم الوجود الغربي

جاء خطف ناقلة نفط سعودية عملاقة قبالة سواحل الصومال ليثير تساؤلات جديدة حول عمليات القرصنة التي تفشت بمنطقة خليج عدن خلال الأشهر الأخيرة، واتخذت حجما أكبر مما كان يتصوره الكثيرون بشأنها.
الناقلة العملاقة التي ترفع علم ليبيريا وتحمل نفطا يقدر ثمنه بنحو مائة مليون دولار وطاقما من 25 فردا، سقطت ببساطة في يد القراصنة لتلحق بسفينة الشحن الأوكرانية المحملة بدبابات روسية على قمة أبرز حوادث القرصنة الفترة الأخيرة.

والمثير أن الحادث الجديد الذي وقع أمس يأتي رغم قيام الغرب ممثلا في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي بتكثيف الوجود العسكري بمنطقة تعتبر من أهم المناطق الملاحية في العالم، وأكثرها ازدحاما حيث تمر بها نحو عشرين ألف سفينة كل عام.
ورغم ما يكتنف حوادث الخطف والقرصنة من إثارة وغموض، فإن التصريحات بشأنها لا تخلو هي الأخرى من إثارة خاصة عندما تتحدث الولايات المتحدة التي تعرف بأنها القوة الأكبر بالعالم عن صعوبة التصدي لهؤلاء القراصنة.

قدرات القراصنة
المتحدثة باسم الأسطول الخامس الأميركي جين كامبل اعتبرت أن المنطقة التي تشهد هذه العمليات أكبر من أن يتم توفير حماية كاملة لها، بينما اعتبر بيل كورتني نائب قائد القوات البحرية الأميركية أن الحادث الأخير يظهر بوضوح قدرتهم على تعديل أساليبهم في الهجوم.
ولم يترك رئيس هيئة الأركان الأميركية مايك مولن الفرصة لالتقاط الأنفاس من جانب المندهشين من هذا العجز الأميركي إزاء الظاهرة الغريبة، حيث اعترف بتنامي قدرات القراصنة قبل أن يكشف عما وصفها بخلافات دولية في طريقة التعامل معهم مشيرا إلى أن البعض يفضل دفع فدية للخاطفين.
وقبل أيام أبدى زعيم حركة المحاكم الإسلامية الصومالية جناح جيبوتي شيخ شريف شيخ أحمد استغرابه من التطورات الأخيرة، قائلا إن تفشي القرصنة في ظل وجود أساطيل تابعة للقوى الكبرى يمثل لغزا يستعصي على الفهم.

أبوبكر اعتبر القرصنة صناعة أميركية للسيطرة على الصومال (الجزيرة)
صناعة أميركية
لكن رئيس تحالف تحرير الصومال جناح أسمرا عمر إيمان أبو بكر كان أكثر وضوحا عندما أكد أن هذه القرصنة صناعة أميركية.

كما اعتبر أن الولايات المتحدة هي التي تقوم بتدريب القراصنة بهدف اتخاذ ذلك ذريعة للسيطرة على السواحل الصومالية، ومن ثم استحلال أراضي الصومال.

وفي مقابلة مع الجزيرة ضمن برنامج (لقاء اليوم) قال أبو بكر إن عمليات القرصنة كانت موجودة في السابق، مؤكدا أنها اختفت بالفترة التي سيطرت فيها المحاكم الإسلامية على الأمور بالصومال.

وكان وزير خارجية اليمن أبو بكر القربي واضحا عندما عبر عن مخاوفه من كثافة الأساطيل الغربية المنتشرة بخليج عدن بدعوى مكافحة القرصنة مؤكدا أنها تمثل تهديدا للأمن القومي العربي، وقال إن هذا الانتشار قد يؤدي إلى "تدويل البحر الأحمر".

"
تشعر دول المنطقة بقلق بالغ سواء على الجانب الأمني أو الاقتصادي حيث باتت معظم شركات الشحن تفكر في تجنب المرور بخليج عدن والتحول إلى رأس الرجاء الصالح
"
قلق بالغ
وعبرت العديد من دول المنطقة عن مخاوفها سواء من تفشي القرصنة حيث وقع 63 حادثا منذ بداية العام، أو من آثارها وتداعياتها المحتملة. وأعلنت مصر عن استضافة اجتماع الخميس المقبل لبحث هذه القضية بمشاركة الدول المطلة على البحر الأحمر.
وتشعر هذه الدول بقلق بالغ سواء على الجانب الأمني أو الاقتصادي حيث باتت معظم شركات الشحن تفكر في تجنب المرور بخليج عدن والبحر الأحمر، والتحول إلى رأس الرجاء الصالح وهو ما سيزيد من تكلفة السلع.
وأعلنت شركة نرويجية تدعى أودفجيل إس إي بالفعل عن تغيير مسار سفنها رغم زيادة التكلفة، بينما وجه رئيسها تيرغي ستورنغ انتقادات للإجراءات التي اتخذت في مواجهة القرصنة من جانب الحكومات والمؤسسات الكبرى معتبرا أنها غير كافية.
ووفقا لرؤية المصادر الغربية فإن قراصنة البحر الأحمر هم نتاج الحرب الأهلية الصومالية وهدفهم غالبا هو الحصول على فدية مالية، لكن اللغز يبقى قائما فيما إذا كانت هناك فعلا مؤامرة أميركية خلف الظاهرة أو على الأقل مدى جدية الدول الغربية في العمل على إنهاء هذه الظاهرة.
المصدر: الجزيرة

زر الذهاب إلى الأعلى