[esi views ttl="1"]
رئيسية

صحف إسرائيل تجمع على عدم تحقيق انتصار في غزة

أكد كتبة الأعمدة، المحللون الإسرائيليون، أن إسرائيل لم تحقق أي من أهداف الحرب المعلنة على غزة، والتي شنتها إسرائيل على غزة قبل نحو أربعة أسابيع، والمتعلقة بوقف إطلاق صورايخ المقاومة الفلسطينية على المستوطنات الإسرائيلية، ووقف تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة المحاصر.
وكتب المحلل السياسي في صحيفة "هآرتس"، ألوف بن، تعقيبا على إعلان رئيس الوزراء أولمرت وإدلائه ببيان وقف إطلاق النار، وقوله "انتصرنا" وأنه تم تحقيق غايات العملية العسكرية :"بأكملها وحتى أكثر من ذلك

، و"حماس" فوجئت وتلقت ضربة شديدة، وأن الحكومة اتخذت قرارات بصورة مسؤولة وعقلانية، وأن الجيش الإسرائيلي كان ممتازا والجبهة الداخلية أظهرت مناعة. وكتب بن أنه "بالإمكان التكهن فقط أن أولمرت كان يريد قول الأمور ذاتها في العام 2006، في نهاية حرب لبنان الثانية، لكنه اضطر حينها إلى مواجهة جمهور غاضب وخائب الأمل كان يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق".
وأشار بن انه مما لاشك فيه أن العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، كانت بمثابة العملية التصحيحية بالنسبة لرئيس الوزراء، ولكن لم يتم تحقيق كل الأهداف التي حددتها الحكومة وقت شنها للحرب، فالصواريخ ما زالت تسقط على جنوب إسرائيل، ولم تستطع إسرائيل منع حدوث كارثة إنسانية في غزة، وبخصوص إطلاق سراح جلعاد شاليط، لا يوجد أي شيء واضح، والسؤال المطروح ألان هل نشأ وضع امني جديد جنوب إسرائيل، والذي ستوضح الإجابة عليه في الأسابيع القادمة".
وأكد بن أن :"القاعدة القديمة ثبتت مرة أخرى، وهي أن بإمكان اليسار فقط شن الحروب والحفاظ على إجماع مثلما بإمكان اليمين فقط إخلاء مستوطنات". داعيا إلى عدم تجاهل انجازات "حماس"، والتي حصلت على اعتراف دولي بمدى شرعيتها من المجتمع الدولي ولا يوجد هناك احتجاج على استمرار سيطرتها على غزة، فيما ستتنافس الدول على تمويل ترميم غزة، بين إيران ومصر ودول الغرب، حيث سيكون الحل بيد "حماس" وأن تقرر ممن تأخذ المساعدة ولمن سيكون التأثير على الحل، وانجاز أخر حققته "حماس"، يكمن في قدرتها على استمرار إطلاق الصواريخ باتجاه عسقلان وبئر السبع وأسدود... ونجاحها في ضرب الجبهة الداخلية (الإسرائيلية) سيقوي معارضي الانسحاب من الضفة الغربية الذين سيحذرون من وضع تل أبيب ومطار بن غوريون في مرمى الصواريخ".
المحلل العسكري في "معاريف"، عوفر شيلح، أشار إلى إن الحرب على غزة كانت مبررة، وأنها جاءت متأخرة، ردا على إطلاق الصواريخ، وهدفها الوحيد، وخصوصا أن احتلال القطاع لم يكن مطروحا أبدا، هو العقاب والردع، لهذا السبب كان ينبغي أن تستمر العملية، تحدد فيها إسرائيل حجم العقاب والعقوبة وبعد ذلك تتوقف لأن أي انجاز في الوعي، وما حصلنا عليه عدد كبير للقتلى الفلسطينيين ودمار هائل في القطاع ولأن الاتفاقيات السياسية هي نكتة، قد تم تحقيقه"."
ولفت شيلح إلى أن "الجيش الإسرائيلي يحرص على القول إن الغاية التي طولب بتحقيقها كانت الردع، لذلك بإمكانهم الادعاء وبحق أنهم وصلوا إليها، وهذا كان في الأسبوع الأول وكل ما حدث منذئذ لم يُضف الكثير، باستثناء أنه يدل على مدى تزايد بشاعة وجهنا ومدى ابتعادنا عن المنطق وترجيح الرأي والأخلاق والعقلانية التي كنا نتفاخر بها، مشيرا إلى أن ايهود اولمرت هو أكثر رئيس حكومة إسرائيلي لا أخلاقي، ولم يتعلم أي عبرة من عبر حرب لبنان الثانية(حرب تموز)، عدا إلقاءه الخطابات الرنانة على منصة الكنيست"".
ووجه انتقادات لوزير الدفاع أيهود باراك، الذي كان يعارض طوال الوقت الحرب على غزة، وأيد وقفها قبل أسبوعين ونصف، وباراك لم يعمل كقائد في الحرب وإنما كمستشار ومحلل للواقع، وبدلا من أن يستغل هيبته (كرئيس أركان سابق للجيش) لكي يفرض على أولمرت وقف إطلاق نار مبكر، فإنه شبك يديه وراح يشرح أنه يعارض إطالة العملية العسكرية، وهو لم يضرب على الطاولة ولم يقد باتجاه اتخاذ قرار مثلما يتعين على وزير الأمن أن يفعل".
واعتبر وزيرة الخارجية تسيبي ليفني أنها لم تكن أكثر من معبرة عن رأي، وهي التي تسعى لقيادة دولة لم تطالب بنهاية مبكرة للقتال رغم قناعتها بذلك... ومثل باراك هي أيضا تأثرت من الخوف من اليوم الذي يلي (الحرب) وأن يصفوا أحدهما أنه ضعيف، وهما الرجل والمرأة اللذان بسببهما لم ننتصر على "حماس".
ووصف رئيس أركان الجيش غابي اشكنازي انه خرج من الحرب كمن يتفاخر جيشه بالانتصار على الضعفاء وينفي القتل الجماعي للسكان المدنيين".
محللة الشؤون الحزبية في "يديعوت أحرونوت"، سيما كدمون، أشارت إلى أن إسرائيل خاضت الحرب في عز الحملة الانتخابية، وأكثر الأسئلة المثيرة للجدل هو ماذا سيحدث أولا: وقف إطلاق النار في غزة أم اشتعال المعركة الانتخابية، علما أنه بالإمكان الاعتماد على السياسيين عندنا بأنهم لن يضيعوا الوقت".
وبينت انه قبل انسحاب الجنود الإسرائيليين من غزة، سيتم رفع حدة التنافس بين المرشحين لرئاسة الحكومة، واستغلال نتائج الحرب لصالح المرشحين، خصوصا أنه بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار، تأكد أنه لن يتم تأجيل الانتخابات العامة التي ستجري في 10 شباط المقبل".
وذكرت كدمون أن دعوة "الليكود" عدم وقف الحرب، وإنما مواصلتها حتى يتم تحقيق غاياتها، تأتي في إطار حملة "الليكود" الانتخابية حيث يريدون ترسيخ فكرة أن الحرب فشلت في الرأي العام الإسرائيلي، مشيرة أيضا إلى أن حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة ليبرمان، سيقوم بتوجيه اتهامات للحكومة الحالية بعدم تحليها بالقوة والإصرار على مواصلة الحرب، فيما أن وزيري الأمن ايهود باراك والخارجية تسيبي ليفني لن يتوانى في عرض "انتصار" إسرائيل في الحرب، حيث سيتفاخر كل منها بموقفه قبل إعلان وقف إطلاق النار".
ووصف خطاب اولمرت ليلة السبت بأنه وداعي، وأول مرة يظهر فيها اولمرت، وبدا اولمرت كمن فوق السياسة".

____________
المستقبل

زر الذهاب إلى الأعلى