[esi views ttl="1"]
رئيسية

ما الذي يريده الموساد من وراء الإساءات المتكررة للنبي وللإسلام؟!

المحرر

عندما تنوي اسرائيل أو الغرب أو إيران عمل شيء ما من شأنه أن يغضب العرب والمسلمين فإنها تختار الوقت المناسب لذلك، وحينها تقوم بصنع أحداث وهمية تشغل الرأي العام ويعطي لها الإعلام وقتاً أكثر مما يجب.

من هنا جاءت حملة الإساءات المتكررة للنبي محمد صلوات الله وسلامه وسلامه عليه، فقبل نحو عامين كانت المجازر الطائفية في العراق على أشدها، وكان المسلمون يموتون يومياً بالمئات على يد القوات الأمريكية والميليشيات الإيرانية في العراق وغيرها من بلاد المسلمين.

لم يكن الإعلام العربي والإسلامي يتحدث عن هذه المجازر بل كان مشغولاً بالحديث عن الرسومات الدنمركية التي أساءت للنبي عليه الصلاة والسلام، وهذا ما جعل الشارع العربي يخرج ويغضب ويرد على هذه الاساءات.

وفي فترة لاحقة كان المواطن العربي مشغولاً بمتابعة مباريات "كأس العالم" وهل سيفوز "زيدان" أم لا، بينما آلة الحرب الاسرائيلية تقتل الفلسطينين في غزة.

يعطي الإعلام العربي جهداً ووقتاً كبيراً للأحداث الذي تصنعها السي أي إيه والموساد.. وغيرهم، ومن أهم هذه الأحداث هي الاساءات المتكررة للإسلام والصراع الإيراني الأمريكي الغير موجود أصلاً، فأمريكا وإيران شريكان في إسقاط أفغانستان والعراق وتهديد العرب، والنووي الإيراني موجود منذ أكثر من ثلاثة عقود يتم الحديث عنه في الإعلام متى ما أراد الغرب واسرائيل إشغال الرأي العام العربي بعيداً عن الواقع.

قتل أكثر من مليون عراقي مسلم في العراق في الستة الأعوام الماضية وكان العلماء والإعلاميون والمثقفون منشغلون بإساءات الرسام الدنمركي والصحفي الفرنسي وانفلونزا الطيور الذي قتل نحو مائة شخص في العالم كما يقولون.. بينما لم ينشغل هؤلاء بالجندي الأمريكي والإيراني الذي قتل عشرات الآلاف في العراق.

واليوم مع فوز المتطرف الكبير نتنياهو في الانتخابات الاسرائلية قامت اسرائيل بصنع حدث من شأنه أن يخرج العرب والمسلمين إلى الشوارع، فقد أساءت إحدى القنوات الاسرائلية للرسول (ص) من جديد.. ليقوم الإعلام العربي بتناول هذه المادة وتصدر البيانات المختلفة من المنظمات والعلماء وتصدر الدعوات للمظاهرات للتنديد بهذه الإساءات.

الحقيقة أن اسرائيل الدولة التي زرعها الغرب في قلب الوطن العربي هي دولة محتلة ترتكب أبشع المجازر وتقتل الآلاف وتعادي العرب والمسلمين وهذا هو الطبيعي لأنها أصلاً صنعت لتقوم بذلك، ليس غريباً ولا جديداً أن تسيء هذه الدولة لخاتم الأنبياء والرسل في القناة العاشرة أو الحادية عشرة أو غيرها، لأنها ترتكب من الجرائم أفضع من هذا بكثير.

قبل أكثر من 1400 عام كانت قريش ومن حالفها يسبون النبي (ص) بأبشع الإساءات وكانوا يحاربونه، ومثلها كان اليهود .. لكن النبي الذي أرسله الله رحمة للعالمين، لم يدعوا لمظاهرات تحتج على تلك الإساءات بل قال: "لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون على الله من أن يراق دم أمرئ مسلم".

يؤمن المسلمون بجميع الأنبياء عليهم السلام، ومنهم موسى وعيسى، لكن اليهود والنصارى لا يؤمنون بأن محمد صلى الله عليه وسلم نبي من عند الله، وإلا لكانوا مسلمين. وهذا يعني أنهم يرون أنه كاذب!!

إذن فما الجديد في إساءة اليهود أو النصارى للنبي وللإسلام.. فهم لا يؤمنون به أصلاً.

يعتقد معظم الشيعة أن الملك جبريل عليه السلام غلط بتنزيل للنبي محمد عليه الصلاة والسلام ويعتقدون أيضاً ما لا يليق ذكره هنا عن نساء النبي وأصحابه.. وقد تحدث إلي أحد أبناء محافظة صعدة اليمنية وكان شيعي وتحول بعد ذلك، قال: "كنت أعتقد أن محمد هذا مسكين ما يفهم ولا شي كان الصحابة يغالطوه ويزيدوا عليه"، وقال أحد المسؤولين في الحكومة وهو ليس شيعي حضر مناسبة "الغدير" الذي يقيمها الشيعة سنوياً يرد على سؤال كيف كانت الزيارة، قال: "دخلت والنبي محمد، خرجت والنبي علي"!!. ولاشك أن الشيعة سيكونون في مقدمة المحتجين على اساءة القناة العاشرة وغيرها.. ولا يخرج أحد من المسلمين للتنديد بالإساءات الشيعية لرسول الله.

يستطيع الإعلام أن يبحر بعيداً ويجرجر بعضه بعضاً ويجر معه العلماء والأحزاب والمنظمات والشعوب والحكام ليبحرون معه إلى المجهول. وإلا فما الذي يصل إلى النبي صلوات الله وسلامه عليه من تلك الإساءات، وما الذي يضر أو ينفع المسلم والإسلام من هذه الإساءات؟!!

والعجيب جداً أن المسلمون يتفقون جميعاً في الانجرار وراء هذه الخطط رغم كل خلافاتهم، فمثلاً موقف الاخوان نفسه السلفيين ونفسة موقف الشيعة ولا يختلف فيه على سبيل المثال محور الممانعة ومحور الاعتدال، فالجميع مستاء من هذه الاساءات!!

دماء الأطفال والنساء والرجال التي سالت في غزة تستوجب على المسلمين الجهاد يومياً وليس فقط الانتظار إلى أن يبدأ اليهود بمجزرة جديدة لنتمنى حينها أن نكون في غزة ونأسف على انشغالنا في الفترات السابقة.

وقبل أيام فقط من كتابة هذا الموضوع عقد مؤتمر دولي في صنعاء لمناقشة هذه الإساءات وخرج ببيانات طويلة وعريضة لم تناقش الموضوع من جذوره وكنت أراقبها بكل أسف..

أصبح الآن بإمكان أي كاتب غربي أن يصبح مشهوراً دون أن يتعب في الوصول إلى ذلك، فقط عليه أن يسيء للإسلام أو لرموزه بأسطر أو برسوم أو غيرها لتصدر بعد ذلك البيانات وتخرج المظاهرات ويصبح هذا الكاتب محمياً من أجهزة الأمن وتصله رسائل التضامن والشكر من الموساد... إلى ما هنالك من جنون.

وهذا الموضوع هو موضوع كبير يحتاج إلى جدية وإلمام أكبر لسرد هذه القصة المؤلمة، لكنني حرصت على سرد بعضها حتى لا يؤدي تأجيلها إلى الانشغال عن كتابتها، وأرجوا أن أكون قد وقفت في توضيح الصورة بعض الشيء .

___________
نشوان - خاص

زر الذهاب إلى الأعلى