[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

تحديات الحصان الجامح

عادل الأحمدي

يحتاج الحصان الجامح إلى ترويض.. وتحتاج الدورة الثانية من مؤتمره العام السابع إلى بلورة جيدة لقضايا النقاش التي لابد أن تفضي إلى تغيير من نوع ما.

تحديات القضية الجنوبية، انخفاض أسعار النفط، تعثر الأداء الحكومي، الاتفاق مع المعارضة، استمرار بؤرة الحوثي، صراع مراكز القوى الصاعدة داخل المؤتمر.. كل تلك حواجز مرتفعة في مضمار الحصان الجامح الذي استرسل في اطمئنانه من أن الأمور لا تزال تحت السيطرة.

الأمور خرجت عن نطاق السيطرة إذا ظل تعامل الحصان معها وفق ما كان ماضياً من التهوين والتخوين واللامبالاة والمضي بلا خطة ولا مروءة.

على المؤتمر الشعبي العام أن يوقن جيداً أنه لم يعد أحد يحسده على ما هو فيه.. يفرض النبل على فرقاء المؤتمر أن يساعدوه على "النجاة".. أما "النجاح" فلم يعد سهلاً في مثل هذه الظروف..

والمؤتمر الشعبي (الحاكم منذ تأسيسه) ليس محتاجاً على الإطلاق أن يجعل دورته القادمة مكرسة لإثبات الولاء وإظهار التماسك وقدح الآخر والتغني بالمنجزات والمعجزات بقدر ما هو محتاج أن يثبت للجميع أنه يشعر جيداً بما يدور، ويبالي بما يحدث. ويخطط للاستدراك ويعمل على التلافي.

لم يعد المؤتمر بحاجة إلى استعراض قدرته على الركل والرفس فهو الآن بشهادة الجميع سيد الركالين وأقدر الرافسين ولا منافس له في ذلك.. إذ العكس الآن هو المطلوب أي إثبات قدرته على القبول والاحتواء والمرونة.

وشخصياً أتوقع قرارات مفاجئة ووجوهاً مقبولة ذلك أن دورة الانعقاد هذه لم تأت عقب انتخابات وبالتالي لن تكون لتوزيع الجوائز والمكافآت على من يجيدون الحشد للصناديق لكنهم لا يفقهون في السياسة ولا في الإدارة.

هنالك فساد تنظيمي ينخر المؤتمر الشعبي العام حتى لقد أصبحت بعض المناصب الهامة في لجان الأمانة العامة توزع بناء على رشوات بالملايين.

يجب أن يحاسب المؤتمر نفسه على دوره السلبي والغائب تجاه مظالم محافظات الجنوب وتجاه تفاقم أزمة صعدة.. إلى الآن المؤتمر لم يصدر قراراً بشأن عضوه النائب يحيى الحوثي من صفوفه.. وإلى اليوم لازالت كثير من رموز المؤتمر هي من يؤوي المختطفين ويفرخ الصحف الصفراء ويهرب الديزل والدواء ويعرقل انضمامنا للخليج.

إلى ذلك أصبح الحراك الداخلي في المؤتمر عبارة عن جولات محمومة بين مراكز القوى بسياسة رد الصاع صاعين لمن لا يلتزم لنظيره بتسهيل التعيينات وتغطية العيوب. ففي الفترة الأخيرة لم يعد أحد يحارب المؤتمر.. المؤتمر يحارب نفسه بنفسه..

وهناك شجون أخرى أمام المؤتمر منها أن الهيكلة المزعومة عملت نوعاً من التصفية لكنها بالمقابل سدت منافذ الصعود أمام الآخر المؤتمري.. ومنها سلبية القوى الخيرة في المؤتمر.. وكذا ضرورة التخلص من معارك الثارات الناجمة عن منافسات المؤتمريين فيما بينهم قبل اتفاق التأجيل لعامين.

ولعل من أخطر ما يعانيه المؤتمر غياب القوى المفكرة الأمر الذي ترك خطاب المؤتمر هملاً بيد أشخاص عراقيين لهم علائق بمخابرات "السافاك".. وكان هؤلاء وزوجاتهم هم السبب في توتير علاقة الحزب الحاكم ببقية القوى الوطنية وهاهي ذي نفس العناصر تتعامل عبر مواقعها في الانترنت مع احتجاجات الجنوب بطريقة تفقد المؤتمر الإحساس بمكامن الصواب وتجعل الباقين يحرقون ورقة الأمل الأخيرة في حزب الرئيس..

وبالمناسبة.. تأجل انعقاد هذه الدورة من 27 إبريل الحالي (يوم الديمقراطية) إلى 5 مايو القادم (يوم اندلاع حرب 94).. وعموماً لاشك أن المؤتمر هو المستفيد الأول من تشكيل حكومة وحدة وطنية باعتبارها من إحدى زوايا الرؤية إحدى المعالجات الحقيقية التي تعيد لهذا البلد دفئه وحنانه.. وتكسب الحصان الجامح بعض الترويض..

زر الذهاب إلى الأعلى