[esi views ttl="1"]
arpo27

الأمين المساعد للإصلاح: على السلطة اتخاذ إجراءات عملية لتهيئة أجواء الحوار

عن الإنتخابات التكميلية التي أجريت مؤخراً في اليمن، وعن الوضع في صعدة وبعض المحافظات الجنوبية، وموقف المشترك تجاه العديد من القضايا، يتحدث الدكتور/ محمد سعيد السعدي- أمين عام مساعد التجمع اليمني للإصلاح – في هذا الحوار:

الصحيفة: بداية ما موقفكم بعد إجراء الانتخابات التكميلية من قبل الحزب الحاكم؟

د. السعدي:نحن اعتبرنا هذا الإجراء مخالفا للاتفاق وللدستور أيضاً، لأن الجميع اتفق على أن اللجنة غير شرعية، وتم رفض كل ما قامت به من أعمال، وبالتالي فإن هذا النوع من الانتخابات هو نوع عبثي، وموقفنا واضح هو أننا لا نعترف به ولم نشارك فيه، ولا نؤمن بأن هذه الانتخابات صحيحة.

الصحيفة: لكن يظهر هنالك إقبال كبير من قبل الناخبين الذين هم معنيون بهذه الانتخابات؟

د. السعدي:هذا ليس صحيحاً، وعليك الرجوع إلى الأرقام التي صوتت، والأرقام التي استجابت لنداء المشترك بمقاطعة هذه الانتخابات عبر بياناته وتصريحاته، ودعا المواطنين لذلك وهم الطرف الأساسي في هذه العملية.

الصحيفة: كم تقدر عدد المستجيبين لكم في المقاطعة؟

د. السعدي:امتنع عشرات الآلاف في كثير من الدوائر من الحضور إلى هذه الدوائر، وبالتالي لم يكن أمام السلطة بتزويرها المعتاد إلا أن تمارس هذا التزوير مرة أخرى، لتظهر النتائج على غير حقيقتها.

الصحيفة: هل امتنع الناس عن التصويت ذاتياً أم أنكم من منعهم؟

د. السعدي:نحن دعونا الناس بشكل واضح للمقاطعة، وعدم الذهاب إلى المراكز الانتخابية، وفعلاً كانت هناك استجابة عملية ولم يحضر في كثير من الدوائر أكثر من 5-10% من الأرقام المسجلة، وغالباً ما حضر هؤلاء للتصويت للمستقلين وليس لمرشحي المؤتمر الشعبي العام.

الصحيفة: أليس هذا دليلا على أنكم شاركتم لدعم المستقلين؟

د. السعدي:نحن لم نشارك ، وإنما هذا دليل على أن المؤتمر الشعبي العام حزب مرفوض، ومؤشر على تنامي وعي الناس بعدم قدرة الحزب الحاكم على إدارة البلاد.

الصحيفة: مادام الناس يرفضون المؤتمر ، فلماذا لا تشاركون في هذه الانتخابات؟

د. السعدي:الموضوع محسوم لدينا بعدم المشاركة، ولا أريد أن أقول " ما أسكر كثيره فقليله حرام" لكن أقول أن الموضوع بمكوناته مبني على باطل فما بني على باطل فهو لا يمكن أن ينتهي بحق.

الصحيفة: لماذا لجأتم إلى استخدام العنف كما تتهمكم السلطة؟

د. السعدي:نحن لم نحضر ولم نشارك ولم نعترف بهذه الانتخابات، فكيف يتهموننا بالعنف، الناس أنفسهم أبناء الدوائر التي أرادت السلطة أن تفرض عليهم تزوير إرادتهم بالقوة كما حدث في بعض الدوائر، أما نحن فنرفض العنف في كل شيء، وهذا عنوان بارز لنا ومبدأ ثابت نردده في كل مواقفنا بأننا نرفض العنف بكل أنواعه، ومن أي طرف كان.

الصحيفة: هناك من يتهم مواقفكم كمعارضة بالغموض تجاه مختلف القضايا؟

د. السعدي:مواقفنا واضحة ومنذ البداية تجاه مختلف القضايا، فقضية صعدة أسهمنا في طرح الحلول منذ الحرب الأولى، ولكن السلطة أرادت الاستئثار والإنفراد في التعامل مع الحلول، وكانت تبدأ الحرب وتنتهي بشكل غامض، إلى أن جاءت الحرب السادسة واتسعت وبدأت التدخلات الإقليمية فيها.

الصحيفة: وما موقفكم من هذه التدخلات الخارجية؟

د. السعدي:أعلنا موقفنا بأننا ضد الحلول العسكرية واستخدام القوة،وضد التدخل في شؤون الغير، أو التدخل من الغير في شؤون اليمن، وهذه مواقف واضحة للمشترك، ونحن لا نقول ان المعارضة بيدها حسم مثل هذه القضايا، فالسلطة تملك القدرة على التعامل مع مثل هذه الحالات.

الصحيفة: لكنكم الوجه الآخر للسلطة؟

د. السعدي:نحن جزء من هذا الشعب، وننطلق في قضايانا من منطلق الخوف على مستقبل بلادنا، ونحن في كل مناسبة ندعو إلى وحدة الصف وإلى الحوار ووقف الإقتتال، ونرفض التعامل المسلح تجاه القضايا.

الصحيفة: من قبل من؟

د. السعدي:من قبل جميع الأطراف.

الصحيفة: يقال بأنكم ترفضون على استحياء التدخل السعودي حفاظاً على علاقتكم بها؟

د. السعدي:موقف المشترك واضح وموزون، ويراعي كل التداعيات التي حدثت، بالدرجة الأولى ولا شك أننا نحمل السلطة المسؤولية، لأنها هي التي كانت تدير الأزمة وتدير المعركة، وأيضاً نرفض التعامل بالقوة من أي طرف كان، وبالمقابل نؤيد حقوق أي طرف كان في الحفاظ على أمنه وأمن مواطنيه.

الصحيفة: كيف تنظر إلى الدعوة الأمريكية مؤخراً لعودة الوساطة القطرية بشرط موافقة السعودية؟

د. السعدي:نحن في المشترك لدينا موقف واضح، ونقول مع شكرنا وتقديرنا للتدخلات والدعوات الخارجية، إلا أن الحل لا يأتي إلا من الداخل ومن أبناء اليمن أنفسهم، وإذا لم يتفق أبناء اليمن مهما تدخل الخارج فلن تكون النتيجة كما يجب، وهذا لا يعني استبعادنا لتأثير الخارج، ولكن الحلول لا بد أن تأتي من الداخل ، ولا مانع من أن يقدم الخارج كنصيحة أو مشورة.

الصحيفة: هل المعارضة مستفيدة مما يجري في البلد؟

د. السعدي:أولاً ما يحصل في البلد لا يسر أحداً ، وهو حال مؤلم للجميع، وللاسف كلما تمضي الأيام ينمو اليأس العام وبالذات في رسم صورة قاتمة للمستقبل، خصوصاً أن الدماء تسيل والعنف يزداد، وأن الحكمة تتراجع، والحلول عن طريق القوة هي السائدة في التعامل، إضافة إلى ذلك الحالة الأمنية المنفلتة، بل تؤمن القتلة، وتتيح الحرية المطلقة لكثير ممن يرتكبون الجرائم، وانعكاس ذلك على الجو العام، واختفاء مشاريع التنمية، وهروب وغياب الإستثمار، وبالتالي الأزمة الإقتصادية كبيرة.

الصحيفة: وأين هو دوركم كمعارضة؟

د. السعدي:نحن نمضي ببرنامج واضح" رؤية الانقاذ" وهو برنامج واضح، ويدعو إلى الحوار والمشاركة وإلى الإعتراف بالأخطاء والخطايا، ويدعو إلى الطاولة المستديرة التي تساعد على مشاركة الناس بكل فئاتهم وقواهم السياسية، للخروج من هذا المأزق، وإلى رسم صورة للمستقبل تعيد للناس التفاؤل، وتنمي دوافعهم نحو العمل والإنتاج الإيجابي.

الصحيفة: أنتم تدعون للحوار والسلطة تدعو للحوار، وحتى الخارج يدعو لحوار اليمنيين، لكن هذا لم يتم حتى الآن؟

د. السعدي:الحوار مبدأ لا مفر منه، وهو الأداة التي يمكن أن نصل بها إلى نتائج إيجابية، ولكن يحتاج إلى نوايا صادقة من قبل السلطة، ومقدمات إجرائية تطمئن الناس بأن الحوار سيؤول إلى نتائج أفضل من نتائج الحوارات الماضية.

الصحيفة: كيف؟

د. السعدي:لأن الحوارات الماضية وصلت إلى اتفاقات ثم هذه الإتفاقات أصبحت في مهب الريح، وتعاملت معها السلطة وكأن شيئا لم يكن، وكان آخر هذه الإتفاقات تأجيل الإنتخابات التي وقعت عليها الأحزاب الممثلة في البرلمان، وللأسف السلطة انتهكت هذا الاتفاق وتعاملت معه وكأنه لم يكن فالإتفاق أبرز أهم قضية وهي قضية الانتخابات واعترف الجميع بأن اللجنة العليا القائمة لجنة غير شرعية وأنه لا بد من إعادة تشكيلها، وتم التوقيع على هذا الاتفاق، ثم انتهكت السلطة هذا الاتفاق وتعاملت معه بنوع من السخرية والاستهزاء والتطاول على الحقوق القانونية والدستورية التي ينبغي أن تكون مراجع لأبناء اليمن.

الصحيفة: نعود إلى مشروع رؤية الإنقاذ، هناك من يقول أنكم قدمتم هذه الرؤية كبراءة للذمة لا أكثر؟

د. السعدي:لا ليست براءة ذمة، بل برنامجا في متناول الكثير من المعنيين، ونحن قادمون على برنامج أوسع على المستويات المحلية، وندعو كل جماهير أبناء الشعب إلى أن تساهم في إثراء هذه الرؤية، لأننا نريد أن نخرج بأدوات تمنع وقوع أخطاء في المستقبل وتخرج البلد من الحالة التي يعيشها وصراع بعضه مسلح وبعضه مأزوم، وبالتالي هذه الرؤية مطروحة للجميع لأن تتحول إلى برنامج عمل أو وثيقة شعبية يناضل من أجلها كل الأطراف.

الصحيفة: في ظل هذا الصراع المأزوم والمسلح، ألا ترى أنه يتوجب على السلطة والمعارضة العودة للحوار والإقلاع عن المكايدات السياسية؟

د. السعدي:المشكلة أن البعض يعتقد أن الأزمة الراهنة محصورة بين طرفي السلطة والمعارضة، وهذا غير صحيح، الأزمة أصبحت أكبر من حجم الطرفين، بل أصبحت السلطة في طرف والقوى السياسية والشعب في طرف آخر، وخصوصاً بعدما تضرر الناس حتى في مصالحهم الشخصية، وكبرت هوة الفقر والجوع وفقدان الأمن، وتردي الخدمات وغيابها، وبالتالي ليست العملية محصورة في اتفاق السلطة والمعارضة لإنهاء كل شيء، هذا غير صحيح، ولا بد من أن يتفق الجميع على تغيير الواقع وتغيير النهج، وليس عبر مسكنات الواقع.

الصحيفة: ألا تعتقد أن رئيس الجمهورية مازال قادرا على حل كل هذه الإشكاليات وبمهاتفة تلفونية للمعارضة؟

د. السعدي:والله هذه النظرة كانت إلى قبل فترة، لكن بسبب التعقيدات لم تعد تجدي الإتصالات التلفونية أو الكلمات المهدئة، لأن الأزمة أكبر من ذلك بكثير.

الصحيفة: هل ستقبلون دعوة الرئيس للحوار الذي وصفه بأنه جاد وشامل لجميع القوى السياسية؟

د. السعدي:المهم بالنسبة لنا كيف سيكون هذا الحوار، وماذا سينتج، وما هي الصورة التي يريدونها، أحياناً يدعون للحوار من أجل إيصال الآخرين للنتائج التي يبغونها، وهذا لم يعد حلاً.

الصحيفة: وما النتائج التي يريدونها؟

د. السعدي:يريدون تعديلات دستورية، واصطفافا وطنيا وراءهم وليس معهم، يريدون أن ينظر إلى كل هذه الأحداث على أن السلطة ليست متسببة فيها، وأشياء كثيرة.

الصحيفة: وأنتم ماذا تريدون؟

د. السعدي:نحن نريد الحقائق كما هي، نريد حوارا يؤول إلى نتائج في مراحله المختلفة تبدأ بتشخيص الوضع الراهن وابداء وجهات النظر من كل الأطراف لتأتي الحلول ومن ثم تطبيقها.

الصحيفة: كيف؟

د. السعدي:من خلال إيجاد آليات تنفيذية مشتركة من كل الأطراف وليس طرفا واحدا، وعمل أوعية وآليات لمنع تكرار مثل هذه المشاكل، وعلى رأسها" أي الآليات " مسيرة ديمقراطية تقوم على حلٍ عبر صندوق الإقتراع بطريقة سلمية ونزيهة.

الصحيفة: وهذا أيضاً ما نسمعه من السلطة ؟

د. السعدي:ينبغي على السلطة إتخاذ إجراءات عملية لتهيئة أجواء الحوار.

الصحيفة: مثل ماذا؟

د. السعدي:مثل إطلاق سراح المعتقلين، وإيقاف الحملة الإعلامية الظالمة التي تمارس عبر وسائل الإعلام الرسمية والحزبية، وتعطي تطمينات للمستقبل يمكن أن يبنى عليها نتائج الحوارات المغايرة للنتائج والحوارات السابقة.

زر الذهاب إلى الأعلى