دشنت مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة اليوم برنامجها الثقافي للنصف الأول من العام 2010م بندوة خاصة عن المبدع العربي الكبير عبد العزيز المقالح تمحورت حول المقالح شاعرا وناقدا ومبدعا شارك فيها كل من
أستاذ النقد الأدبي بكلية الآداب بجامعة تعز الدكتور ثابت بداري وأستاذ الأدب العربي بجامعة صنعاء الدكتور حاتم الصكر .
حيث تناول الدكتور بداري في ورقته المقالح ناقدا مشيرا إلى أن منهج المقالح في النقد انطلق من التجديد والتغيير والتطوير ولذلك ذهب يجاهد التقليد والمقلدين باعتبار ان التجديد سمة الأمم الحية فبداء بمنازلة الجامدين الرافضين للحداثة فناقشهم حول الأصالة والشعر واللغة فهو يرى ان الأصالة تعني التميز والخصوصية و يرى اللغة كأي كائن حي يحتاج إلى تنميه وتطوير بما يواكب الحضارة ويواكب العصر ويرى ان الشعر ليس تمثيل للوقائع وإنما تعبيرعن قيم متنوعة مثل قيم الحرية والتطور ومقارعة الاستبداد وكذلك الأمر فيما يتعلق بالموسيقى والقصيدة العمودية والتي هي من وجهة نظره نظام موسيقي ثابت ينتفي معها التوقع ومن ثم يصبح نظما وليس شعرا و أن الإبداع ليس تقليدا للقديم أو محاكاة للآخرين و ليس هناك وجود قائم بذاته يسمى الشعر إنما الموجود الحقيقي هو القصيدة .
فالمقالح يرى ان الشاعر ليس هو اللغة بل حرارة الإبداع والتجربة وأشار بداري إلى ان المقالح ركز في نقده للشعر من حيث وطنيته وطبيعته ولغته وموسيقاه . وبعد ان أرسى بعض التقاليد النقدية التفت إلى القصة والمسرحية .
وتناول الدكتور الصكر في ورقته المقالح شاعرا ومبدعا فقال ان المقالح يمثل نموذجا للشعرية العربية اليمنية وهو من مثل بداية الانتقال إلى القصيدة الحديثة وقيم جيل الستينات من القرن الماضي من خلال شعره وارائه وأفكاره والاعتراض السائد وصولا إلى القصيدة الملحمية . وأشار الصكر إلى ان فوز المقالح بجائزة البابطين لمجموعته الشعرية الكاملة وهو ما ينظر إليه عربيا فالمقالح دعا القارئ إلى تغيير نظرته إلى القصيدة في كتاب الأصدقاء وغيره من الكتب . وأضاف الصكر ان الشعراء الحقيقيين هم من سجلوا خلافاتهم مع الخارج والمقالح واحد من أولئك الشعراء وذلك من خلال قراءاته لثلاث قصائد متباعدة الزمن هن القصيدة والقصيدة والصعود إلى القصيدة . فالمقالح جسد القصيدة حقيقة من أين أتت و إلى أين تذهب وعن النثر أوضح الصكر ان المقالح لم يكتب قصيدة النثر ولم يهاجمه وليس لديه مانع على نوع معين من القصائد أي انه ليس لديه موقف معارض من النثر الشعري .
وكان مدير عام مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة الأستاذ فيصل سعيد فارع قد ألقى كلمة في تدشين البرنامج الثقافي للمؤسسة استعرض فيها مجمل فعاليات البرنامج من ندوات ومحاضرات وصباحيات شعرية ومعارض فنية ومعرض للكتاب وتقنية المعلومات والتي بلغت أكثر من ثلاثين فعالية شملت مختلف المجالات الاجتماعية والثقافية والأدبية الإبداعية والعلمية والاقتصادية والبيئية والفنون وبمشاركة نخبة من المثقفين والمبدعين اليمنيين والعرب والأجانب .
يتخللها مهرجان السعيد الثقافي الذي سيشارك فيه متحف التاريخ بمدينة مارسيليا الفرنسية وإعلان نتائج جائزة المرحوم هائل سعيد انعم للعلوم والآداب في دورتها الثالثة عشره. مشيرا إلى ان البرنامج يمثل دعوة للمثقفين اليمنيين في ان يكونوا حاضرين في المشهد الثقافي اليمني بفعالية، طالبا من الجهات التي ترصد المشهد الثقافي اليمني وعاتب فارع المقالح على عدم ذكره تكريم مؤسسة السعيد له ومنحه درع المؤسسة العام1999م ، مؤكداً أن المؤسسة ومنتداها الثقافي سينظمان فعاليات ثقافية أخرى عن المقالح الإنسان والمبدع في جوانب عديدة متصلة به .
وقد رجى فارع المقالح أن يستجيب لدعوة محبيه زيارة تعز كاسراً حاجز السفر الذي حال دونه وذلك .