[esi views ttl="1"]
arpo37

نتنياهو مفتاح النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط

يعرف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، جيدا، أن أي تصعيد من جانب حكومته في الشرق الأوسط، لاسيما ما يتعلق بتغيير واقع القدس المحتلة، لن يصب إلا في صالح النفوذ الإيراني في المنطقة، والتي تمتلك يوما بعد آخر شرعية أكبر في الشرق الأوسط، بفضل الممارسات الإسرائيلية المتهورة والمستفزة،

ورغم ذلك، يصر نتنياهو على المضي قدما في تحركاته الاستفزازية، لمشاعر الفلسطينيين بشكل خاص، والمسلمين بشكل عام، فيما يتعلق بقضية القدس، الأكثر حساسية للمسلمين والفلسطينيين، وهو ما يطرح تساؤلا عن الدافع وراء استمرار نتنياهو في منح الشرعية لإيران؟.

ربما تكون الإجابة على هذا التساؤل، هى الأكثر خطورة على مستقبل المنطقة، لاسيما إذا كان نتنياهو يسعى من محاولاته الاستفزازية، إلى تصعيد التوتر في المنطقة إلى أقصى مدى، لتصفية القضية الفلسطينية نهائيا، وهو أمر لا يبدو مستبعدا، في ظل الاستعدادات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة، فقد أجرى الجيش الإسرائيلي عددا غير مسبوق من المناورات العسكرية، خلال الأشهر القليلة الماضية، من التدريب على التصدي لصواريخ باليستية إيرانية، إلى التصدي لصواريخ حزب الله وحماس قصيرة المدى، إلى مواجهة هجوم كيماوي أو بيولوجي من سورية، وأخيرا إلى مواجهة عمليات انتحارية محتملة داخل المدن الإسرائيلية والمستوطنات، من جانب الفلسطينيين في الضفة الغربية.

لقد تركت المناورات الإسرائيلية الأخيرة والمتكررة، الكثير من علامات الاستفهام، حول أهميتها في وقت تتصاعد فيه نذر الحرب الإقليمية بين إيران وإسرائيل، مما يشير إلى وجود مساع حثيثة من جانب نتنياهو لقيادة بلاده والمنطقة بأسرها، إلى ما يعرف في العلوم السياسية، بنظرية "حافة الهاوية"، والتي يتم فيها تصعيد الخلافات إقليميا ودوليا إلى ذروتها، حتى يتم تصفيتها، مع الحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب السياسية، وهو تصور يبدو الأقرب إلى الحدوث في المنطقة حاليا، رغم ما توحي به شخصية نتنياهو من تصورات معاكسة، حيث تبدو شخصيته "المترددة" والضعيفة، انه غير قادر على اتخاذ موقف قوي على صعيد السياسة المحلي والدولية.

ومع تصاعد الضغوط الداخلية على رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي يبدو ائتلافه الحكومي مهددا بالانفجار في أية لحظة، وسط هجمات قوى المعارضة، قد يكون التصعيد على الجبهتين الإيرانية والفلسطينية في مصلحته سياسيا، فالحروب والأزمات وحدها يمكنها أن تجمع الإسرائيلين صفا واحدا، مهما كانت الخلافات الداخلية، فعندما يعلو صوت المعركة، لا صوت يعلو في إسرائيل فوق صوتها، وهو ما حدث من قبل مرات عديدة، آخرها في العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي أعلنت فيه قوى المعارضة الإسرائيلية، وقوفها جنبا إلى جنب، مع الحكومة برئاسة إيهود أولمرت.

زر الذهاب إلى الأعلى