[esi views ttl="1"]
arpo27

نص مقابلة الرئيس علي عبدالله صالح مع جريدة الحياة

أعرب الرئيس علي عبدالله صالح عن ثقته بقدرة اليمن على مواجهة التحديات الأربعة المطروحة وهي مشروع الحوثيين وعمليات «القاعدة» ودعوات الانفصال في الجنوب، والملف الاقتصادي. وانتقد «اسطوانة الفساد» التي تتكرر، لافتاً إلى أن اليمن لا تملك عائدات مالية كبيرة، من ثروة غاز استثنائية ليكون الفساد فيها كبيراً.

إلى نص الحوار:

الحياة : هل ستشاركون في القمة العربية في ليبيا ؟

الرئيس: إن شاء الله.

جريدة الحياة: كم قمة شاركت فيها فخامة الرئيس؟

الرئيس: أكثر من 95بالمئة من القمم العربية شاركت فيها منذ توليت الرئاسة.

جريدة الحياة: كيف يكون شعورك عندما تشارك في قمة عربية هل تتوقع فعلاً نتائج منها ؟

الرئيس: بالتأكيد الإنسان يكون متفائلاً أن تحقق القمة نتائج ولكن في حقيقة الأمر هذه القمة ستكون مثل سابقاتها من القمم العربية ولا اعتقد أن هناك شيئاً جديداً سيكون أكثر مما خرجت به القمم السابقة.

جريدة الحياة: هل هناك خصوصية للقمة القادمة في ليبيا وبضيافة العقيد القذافي ،و يقال أن هناك شيء من التهيؤ أن تحدث مفاجآت بهذه القمة؟

الرئيس: لا أعتقد انه يحدث شيء في قمة خليج سرت ، بل ستكون مثل قمة الدوحة أو قمة لبنان أو قمة تونس أو قمة الجزائر ولن تفرق كثيراً.

جريدة الحياة: هل سيطرح في القمة موضوع الاتحاد العربي؟

الرئيس: هي ضمن جدول أعمال القمة وقد رفعت من إتحاد البرلمان العربي.

جريدة الحياة: من الملاحظ أنه في كل قمة بدلاً من أن تحل مشكلة تخلق مشكلة جديدة؟

الرئيس: إذا لم نحل المشاكل القائمة فعلينا على الأقل أن نعمل علي إيقاف المشاكل القائمة حيث ما هي.

جريدة الحياة: لأنه من الملاحظ أن بدلاً من حل المشكلة تحصل مشاكل جانبيه؟

الرئيس: تستطيع تقول أن هذه القمة ليس لديها مشاكل كبيرة مثل القمة السابقة والتي جاءت بعد أحداث غزة وكان الجو مكهرباً قليلاً وان كان يبدو أن الجو بدأ يتصاعد في غزة من قبل الإسرائيليين وربما تأتي القمة والجو ملتهب أو متصاعد بسبب التصعيد الإسرائيلي ضد غزة.

جريدة الحياة: هل هناك احتمال أن القمة سوف تساهم في مصالحة فلسطينية فلسطينية؟

الرئيس: هذا يعتمد على رئاسة القمة وأعني بهم الأخوة في طرابلس ومدى استجابة الأطراف الأخرى لتلبية دعوة المصالحة وليس هناك قائد عربي أو قًَطر عربي إلا وهو يسعى إلى رأب الصدع بين الفصائل الفلسطينية من اجل خلق وحدة حقيقية بين الفصائل الفلسطينية لأن قوتهم ووجودهم على المسرح السياسي في تضامنهم ، ومن المؤلم أن نرى حكومة في غزة وحكومة في رام الله ، هذه مشكلة ومطلوب من إخواننا الفلسطينيين جميعهم أن يتحركوا باتجاه القضية وليس باتجاه الصراع على السلطة ونحن نتمنى أن يتحرك الملف الفلسطيني في اتجاه قضية الشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال وإيقاف المستوطنات وايقاف الجدار العازل وهذا يأتي في ظل مصالحة فلسطينية لكن إذا كان السباق يجري على حكومة في رام الله وحكومة في غزة فإن هذا هو ما تتمناه وتخطط له إسرائيل.

جريدة الحياة:هل يعني ذلك أن الوضع الفلسطيني الحالي هو ما تتمناه إسرائيل؟

الرئيس: هذا بالتأكيد والوضع سيء للفلسططينيين ومريح للإسرائيليين دون شك ؟

جريدة الحياة: سيادة الرئيس إذا جئنا على اليمن متى سيكون موعد الجولة السابعة من الحرب مع الحوثيين؟

الرئيس: إن شاء الله لن تكون هناك جولة سابعة بل قل إن الجولة السادسة هي نهاية الجولات والحروب.

جريدة الحياة: أعداد الحوثيين الكبيرة والتسلح الذي لديهم والتنفيذ والتدريب ألم يكن ذلك مفاجئاً لكم ؟

الرئيس: أولا ينبغي أن نعرف بان السوق اليمنية كانت مملوءة بالأسلحة نتيجة مخلفات الحروب السابقة سواء في السبعينيات مع العناصر الإمامية وكانت مخزونة لدى بعض تجار السلاح أو مخلفات حرب صيف 94م وكان هناك مخزون من الأسلحة أخذته القبائل أثناء حرب الانفصال وكانت هناك أموال لدى الحوثيين جمعت من تبرعات من عناصر وجهات محلية أو إقليمية ومن شخصيات متعاطفة معهم اشتروا بها أسلحة وتستطيع أن تقول أن دعمهم جاء من أصحاب المشروع الجديد ما يسمى بالترويج لمذهب جديد هو ألاثنى عشرية في اليمن بدلاً عن المذهب الزيدي أو الشافعي, حيث استلموا تبرعات من أحزاب أو من منظمات أو من جمعيات في دول في المنطقة واشتروا بها أسلحة ، إضافة إلى أن أسلحة تسربت للحوثيين عن طريق البحر.

جريدة الحياة: من جاء بالسلاح من البحر هل هم تجار السلاح؟

الرئيس: تجار سلاح وقوى إقليمية أيضا كانت تساعدهم للترويج لأجندتها الخاصة .

جريدة الحياة: هل افهم من هذا أن مشكلة الحوثيين كانت جزء من نزاع سني شيعي بالمنطقة ؟

الرئيس: لا .. ليس نزاعاً شيعياً سنياً بل يمكن أن نقول بأنه ترويج لمذهب جديد في المنطقة لإشغال المنطقة أو إشغال اليمن أو إشغال المملكة العربية السعودية تحديداً وإيصال رسائل موجهة من بعض دول إقليمية صغيرة أو كبيرة كان لها دور في هذا الجانب.

جريدة الحياة: فخامة الرئيس ما هو حجم التمرد الحوثي ؟ وهل هناك تقصير من جانب الدولة في مواجهته؟

الرئيس: لا لم يكن هناك أي تقصير من أجهزة الدولة فالدولة ظلت حريصة على عدم إراقة الدماء لان الدماء يمنية ولكن كان هناك مماطلة من جانب الحوثيين لإضاعة الوقت وعدم الالتزام بشروط الدولة لإيقاف الحرب وإنهاء حالة التمرد فكان هناك مراوغة في كل مرة تتوقف فيها الحرب بغية إنهاء فتنة التمرد والتخريب وإحلال السلام , وكان الحوثيون يستغلون ذلك لإعادة ترتيب أوضاعهم واستقطاب أنصار و اقتناء الأسلحة والمعدات والذخائر التي واجهوا بها الدولة.

جريدة الحياة: فخامة الرئيس تحدثت عن التمويل الذي حصل عليه الحوثيون واشتروا به سلاحاً قبل عام وفي هذا المكان قلتم لي لقد حصلوا على نوع من التدريب من عناصر من حزب الله في لبنان وبدون علم قيادته ؟

الرئيس: ما قلته أن حركتهم أو ما يتبعونه من تكتيكات في هذه الحرب هو تقليد لحزب الله وليس شرطاً أن يأتي مدرب من حزب الله ليقوم بذلك ولكن اليوم القنوات الفضائية والانترنت هي تقوم بعمل المدربين ومثل هؤلاء يقتدون بما يشاهدونه في بعض القنوات الفضائية أو الانترنت .

جريدة الحياة: هل تقصد بأن تكتيكاتهم مشابهة لتكتيكات حزب الله؟

الرئيس: نعم مشابهة نوعاً ما.

جريدة الحياة: دعنا فخامة الرئيس نتحدث عما يجري في جنوب اليمن هل تعتقد فخامة الرئيس أن دولة الوحدة تتحمل جزءاً من المسئولية في ارتفاع بعض الأصوات التي تطالب بالانفصال مثلما قلت فخامتك؟

الرئيس: هذا ليس جديداً وهذه الأصوات هي لعناصر ارتدت عن الوحدة عامي 93-94م وأعلنت الحرب وقد انتصرت الشرعية على قوى الانفصال واندحر الانفصال وانتهى والآن عادت من جديد نفس تلك العناصر تدعو إلى الانفصال وهي عناصر فقدت مصالحها وهي من بقايا المعسكر القديم لتي خسرت السلطة والجاه وقد استولت على مال كثير جداً في حرب صيف 94م نهبته من الخزائن ومن مؤسسات الدولة الشطرية في جنوب الوطن سابقا, حيث استبقت رفع علم الوحدة وقامت بسحب كل الأموال والمدخرات والاحتياطي النقدي من هذه المؤسسات ووردتها لحساب مجموعة من العناصر كانت تخطط أنها ستنقض على الوطن وتكون هي المهيمن الأول على دولة الوحدة لكنها عندما فشلت ولم تنجح في مخططها ارتدت عن الوحدة .

جريدة الحياة: أليس هناك أي تقصير في التنمية؟

الرئيس: لا .. باستطاعتك وباستطاعة المتابع أن يعمل جولة في المحافظات الجنوبية والشرقية ويشاهد عبر الصور الفوتوغرافية والصور التلفزيونية كيف كانت أحوال تلك المحافظات قبل عام 1990م من حيث التنمية وكيف وضعها الآن بعد الوحدة .. هناك تنمية هائلة حدثت وتم ترتيب وظائف للمواطنين في تلك المحافظات أكثر مما كان عليه الحال قبل الوحدة رغم أن موظفي الخدمة المدنية ومنتسبي الجيش والشرطة قبل الوحدة في هذه المحافظات كان ضعفي ما كان عليه الحال في المحافظات الشمالية والغربية, وبعد الوحدة ازدادت الوظائف الجديدة التي وجدت في المحافظات الجنوبية والشرقية لأن الدولة سعت إلى توفير فرص عمل لكل الناس , ولكن هناك بعض الناس نظرته للأمور قاصرة ويحصرها في نطاق مصالحه الشخصية, فإذا لم يحصل على مرتب أو ما تعطي له منحة لأبنه أو تلبي له طلباته حتى وان

كانت غير مشروعة يقول سأذهب إلى ما يسمى ب"الحراك " أي الانفصاليين, فأصبحت بعض هذه المطالب بمثابة ابتزاز لكن لما تأتي تتحدث عن جمهور المواطنين في المحافظات الجنوبية والشرقية فهو جمهور وحدوي تربى على الوحدة وثقافته وحدوية وهذه الدعوات الانفصالية هي لعناصر محدودة معزولة ومنبوذة وهي عناصر من بقايا المعسكر القديم معسكر النظام الشطري الماركسي وهذه ثقافتهم وطبعاً قد تخلق ثقافات وتكسب أنصار من البعض الذين لم يعانوا من النظام الشمولي السابق ولم يكن لديهم معرفة مما عاناه الناس في ظل التشطير وعموماً الدولة الشطرية انتهت وعاد بعض هؤلاء لا ليقول فقط بأنه يريد دولة جنوبية يمنية بل يتبنى مشروعا استعماريا قديما يسمى دولة الجنوب العربي بمعنى انه يريد أن يجرد اليمنيين في هذه المحافظات من انتمائهم إلى اليمن وهويتهم الوطنية التي عرفوا بها على مر الأزمان وهذه الدعاوي الباطلة والمشاريع الإستعمارية تكشف حقيقة أهداف العناصر التي تدعو إلى الانفصال, وتدفع بالمواطن في المحافظات الجنوبية والشرقية إلى الإبتعاد عنهم لأن المواطن يقول لهؤلاء .. لماذا تتبنى مشروعا استعماريا لتجردني من يمنيتي وهويتي الوطنية؟.

جريدة الحياة: ما مدى صحة ما يقال بان هناك فساد كبير في اليمن؟

الرئيس: كلمة الفساد هذه اسطوانة مشروخة أصبحت تردد عالميا, وموضة عند البعض, ومنطقيا ليس هناك مجال في اليمن لأن يكون هناك ما يمكن أن نقول عليه تسمية فساد كبير لأن اليمن لا يملك مدخرات أو موارد مالية كبيرة يمكن أن يكون هناك فساد بالصورة المهولة كما تزعمه بعض وسائل الأعلام, لأنه ليس لدينا مال كثير فمواردنا محدودة ولو كان لدينا مثلاً انتاج نفطي وغازي كبير يحقق لنا عائدات مالية كبيرة ممكن أن يكون هناك فساد كبير اما الآن فكم دخلنا .. نحن لدينا كميات قليلة من النفط لا تزيد عن 280 ألف برميل يومياً نقتسمها مع شركائنا والباقي يذهب للاستهلاك المحلي فمن أين سيأتي الفساد بالصورة التي يضخمها البعض, فإذا وجد فساد فهو محدود ولكن للأسف المعارضة ليس لديها أي برنامج تروج له ويكون مقبولاً سوى ترديد الاسطوانة المشروخة عن الفساد, فكيف سيأتي فساد كبير في بلد إنتاجه النفطي 280 ألف برميل معظمه للاستهلاك المحلي وللشركاء ، ثانياً بالنسبة للمساعدات التي تأتي إلى اليمن نحن تحدثنا مع الدول المانحة والدول التي تقوم بتمويل مشاريع في اليمن نحن لا نريد مال يورد مباشرة إلى الخزينة العامة للدولة,بل نقول لهم مولوا تنفيذ أي مشروع تنموي أو خدمي وبإمكانكم حتى أن تعدوا له المناقصة بأنفسكم وتتابعوا تنفيذه لان ما يهمنا هو النتيجة التي تصب لخدمة التنمية، وعلى الرغم أن لدينا فسادا محدودا إلا أننا حرصنا على تعزيز جهود الدولة في مكافحة الفساد, وأنشأنا هيئة عليا لمكافحة الفساد وهناك عدد من قضايا الفساد منظورة أمام محاكم الأموال العامة وأية قضايا فساد سواء فساد إداري أو مالي, يحال من يثبت تورطه فيها إلى محاكم الأموال العامة, وكلمة الفساد مصطلح سياسي يستخدم من البعض ضد البعض فعندما يتخاصم معك طرف سواء كان صحفياً أو حزباً سياسياً أو حتى دولة يقوم يروج ضدك تهمة الفساد.ولا ينبغي أن يرمى الآخرين بالفساد ممن كان هو فاسد أصلاً ومشهور بالفساد.

جريدة الحياة: فخامة الرئيس في الأسابيع أو الشهور الماضية كان على السلطة في اليمن أن تواجه ثلاثة تحديات ، تحدي القاعدة وتحدي الحوثيين وتحدي الحراك؟

الرئيس: أنا أصحح لك أربعة تحديات.

جريدة الحياة: أربعة ما هي؟

الرئيس: القاعدة ، الحوثيون ، دعاة الانفصال والرابع هو التحدي التنموي أو الاقتصادي يعني أربع محطات تفضل أكمل.

جريدة الحياة: هل شعرت أنت بالقلق من هذه التحديات ؟

الرئيس: كنظام؟

جريدة الحياة: نعم كنظام .. فعليك أن تواجه عدة تحديات ، دعاة الانفصال في الجنوب ، تنة صعده وتواجه تحدي إرهاب القاعدة؟

الرئيس: بالنسبة لي لم اشعر بالقلق بل استطيع أن أقول كان ذلك مبعث راحة.

جريدة الحياة: كيف مبعث راحة ؟!

الرئيس: مبعث راحة لأنك كانسان تواجه كل هذه التحديات المفروضة عليك وتثبت قدرتك وفن قيادتك في مواجهتها كيف تكون قائداً إذا لم تواجه التحديات وتتغلب عليها .. لقد واجهنا الحوثيين وحسمنا الموضوع وواجهنا الانفصال وتحديناه ، ونواجه القاعدة وضربناها .. لكن عندنا المشكلة الكبرى هو الجانب الاقتصادي والتنموي فهذا ما نبذل الجهود الآن للتغلب عليه.

جريدة الحياة: هل هذا يعني بأن لديك جلداً لمواجهة كل هذه التحديات مجتمعة؟

الرئيس: ليست المسألة مسألة جلّد اليمن كله جلد وليس الرئيس.. فالرئيس لا يواجه لوحده والرئيس ليس كل شيء الرئيس في اليمن لديه مؤسسات دولة ومسؤولين وقيادات في مختلف أجهزة الدولة والمحافظات إلى جانب قوى سياسية ناضجة وقوى فاعلة وصامدة وقوى مثقفة وقوية لا تهتز من مثل هذه التحديات .

جريدة الحياة: فخامة الرئيس السنة الماضية قلت لي أن حكم اليمن يشبه الرقص على رؤوس الثعابين وهذه العبارة أعجبتني.. هل استيقظت الثعابين في اليمن؟

الرئيس: إذا تريد ممكن نغيّر العبارة بدلاً من الثعابين أفاعي.

جريدة الحياة: إذاً هو رقص على رؤوس الأفاعي ألا تخاف من لدغ الأفاعي؟

الرئيس: الثعابين كبرت وأصبحت أفاعي ونحن وشعبنا قادرون بإذن الله تع إلى على التعامل معها وترويضها نحن لا نخاف.. !

جريدة الحياة: ما هو حجم القاعدة باليمن؟

الرئيس: ليس بالصورة التي تضخمها بعض وسائل الإعلام وقد وجهنا لها ضربات موجعة وهناك تعاون دولي بيننا وبين دول الجوار وفي المقدمة المملكة العربية السعودية وبقية دول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية ، هناك تعاون قائم مع هذه الدول لتبادل المعلومات ومن خلال التنسيق الايجابي في إطار الشراكة الدولية لمكافحة الإرهاب حققنا نتائج جيدة .. وأجهزتنا الأمنية تقوم بضربات استباقية وحققت نجاحات ضد عناصر تنظيم القاعدة وقبل أن تقوم بتنفيذ مخططاتها الإرهابية.

جريدة الحياة: هل هذا هو العهد الذهبي للعلاقات السعودية اليمنية منذ قيام الثورة في اليمن ؟

الرئيس: أنا اعتقد أن ما طرحته هو صحيح فهذا هو العهد الذهبي للعلاقات اليمنية السعودية منذ أن تم التوقيع على معاهدة جدة بيننا وبين الأشقاء في المملكة.

جريدة الحياة: العلاقات اليمنية الخارجية .. هل هناك دول متعاونة في الحرب على القاعدة أو دول تعاونت مع القاعدة ؟

الرئيس: صراحة لم أر أو أسمع بان هناك دولة تؤيد القاعدة لكن بعض الأنظمة ترتاح ربما للقلاقل الأمنية وتبدي ارتياحها لكن أن يصل الأمر إلى تأييد للقاعدة أعتقد انه لا.

جريدة الحياة: والحوثيون؟

الرئيس: وكذلك الحوثيون لا احد يؤيدهم إلا ربما أشخاص أو بعض الجهات في بعض الدول الإقليمية ولكن لا نستطيع أن نقول النظام الإيراني بالمفتوح ولكن نقول بعض الحوزات في إيران.

جريدة الحياة: أو المرجعيات؟

الرئيس: نعم وبعض المرجعيات في إيران ولم يثبت لدينا بصورة قاطعة بأن الحكومة الإيرانية قد واجهت الأمر وأفصحت أنها تقف إلى جانب الحوثيين .

جريدة الحياة: فخامة الرئيس كم هو ممتع لك أن تكون رئيساً؟

الرئيس: عندما يتغلب الإنسان على الأحداث ويواجه التحديات ويتغلب عليها لأن أي رئيس جمهورية ليس لديه تحديات لا يشعر بمتعة الرئاسة أو القيادة.

جريدة الحياة: هل ممكن مثلاً ان آتي إلى اليمن ذات يوم وتقبل فيه أنت ان يكون هناك رئيس غيرك بالقصر؟

الرئيس: رئيس يمني بالطبع؟

جريدة الحياة: أود أسألك كيف كانت علاقتك بالرئيس صدام حسين؟

الرئيس: علاقات ممتازة.

جريدة الحياة: جداً.

الرئيس: علاقات ممتازة وكل العرب أو كل قائد عربي كانت له علاقة ممتازة بالرئيس صدام حسين.

جريدة الحياة: طيب هل صحيح إنكم نصحتم صدام حسين أن ينسحب من الكويت؟

الرئيس: نعم هذا صحيح.

جريدة الحياة: متى وكيف ؟

الرئيس: بعد الغزو العراقي للكويت مباشرة واعتقد انه كان اليوم الثاني للغزو وتحدثت معه وكان معي وفد على مستوى رفيع منهم نائب رئيس الجمهورية حينذاك علي البيض ورئيس مجلس النواب حينذاك الدكتور ياسين سعيد نعمان ووزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء مجاهد أبو شوارب وعدد من الشخصيات وتحدثنا معه بالحرف الواحد وقلنا له يجب عليك أن تنسحب من الكويت لانك سببت لنا حرجاً دولياً بغزوك الكويت وبسبب وجودنا في مجلس التعاون العربي فان هذه مسألة خطيرة سببت لنا حرجاً كبيراً.. وعليك كصحفي أن تتأكد من هذا الكلام وربما يكون مدوناً في محاضر العراقيين وتوجد الآن هذه المحاضر اما مع الأمريكان أو مع الحكومة العراقية الموجودة حالياً وقلنا لصدام لن يسمح لك المجتمع الدولي أن تبتلع دولة مستقلة ذات سيادة.

جريدة الحياة: ماذا كان رده عليك؟

الرئيس: قال لي بالحرف الواحد إنا مستعد انسحب فقط يحكي معي أبو عبدالعزيز ويقصد الملك فهد , وأيضاً عندما جاء طه ياسين رمضان إلى صنعاء قلنا له لقد سببتم لنا حرجاً كبيراً بغزوكم للكويت وقلنا له لن نقبل إن نستقبلك إذا لم تعلن الانسحاب وأعلن ذلك بالفعل عبر تصريح مذاع عبر التلفزيون والإذاعة هنا في صنعاء وقال أنهم سينسحبون والتسجيل موجود في التلفزيون اليمني ولكن يبدو انه كان هناك مخططاً في المنطقة للتواجد الأجنبي وإيجاد ذرائع ومبررات للاستيلاء على النفط والتواجد في المنطقة وهو مخطط ليس بجديد وكان مرسوماً من أيام الرئيس كارتر عندما انشأ قوات التدخل السريع على أثر ما حدث للسفارة الأمريكية في طهران.

جريدة الحياة: فخامة الرئيس أيهما أفضل في نظرك أن الرئيس يستمع لمستشاريه وإلا الأفضل انه لا يستمع لهم؟

الرئيس: لا يوجد أي نظام في العالم لا يكون لديه مساعدين ومستشارين هم جزء من المؤسسات ونحن نعتمد على العمل المؤسسي لا أحد يستطيع أن يأخذ قراراً لوحده ولكن هناك عمل مؤسسي ولكن كيف ؟ هل هذه المؤسسات ناضجة ؟ وهل المنتمين إلى هذه المؤسسات على مستوى عالي من التعليم أو التثقيف أو الخبرة أو الكفاءة أو المسؤولية والحرية, بحيث لا يكون المستشار أو المعاون يردد فقط حاضر يا فندم أو يا صاحب الفخامة وكلمة تمام .. بالنسبة لنا منذ نشأت هذه الدولة أو منذ أن توليت أنا زمام الأمور نعتمد على العمل المؤسسي وعلى المتعاونين والمساعدين للرئيس في تنفيذ برامجه السياسية وعلى مختلف المستويات ثقافياً وسياسياً واجتماعياً وعسكرياً وأمنياً وغيرها.

جريدة الحياة: أريد أسال كيف نجحت في البقاء في السلطة كل هذا الوقت وانتم على خط الزلزال وأقصد به اليمن قبلك كانت العهود سريعاً تنطوي كيف نجحت أنت في البقاء في السلطة كل هذا الوقت وما هو السر؟

الرئيس: والله السر يكمن في تعاون كل أبناء الشعب مع الرئيس علي عبدالله صالح لان الناس متعاونين والرئيس يلبي طموحات واحتياجات المواطن اليمني فلماذا يبقوا على الرئيس أو يعيدوا انتخابه لأنه يلبي لهم طموحاتهم المواطن اليمني همه الطريق والكهرباء والاتصالات والصحة والتربية والمياه وعند المواطن تطلعات أيضاً ..حرية الصحافة حرية التعبير وعندما

يجد المواطن أن هذه التطلعات والهموم تلبى وتتحقق على ارض الواقع فإنه يتعاون ويعيد انتخاب علي عبدالله صالح رئيسا للجمهورية.

جريدة الحياة: هل صالحت بين فكرة الدولة و القبيلة ؟

الرئيس: ليس هناك صدام بينهما نحن مجتمع يجمع بين القبيلة والمدنية, و القبيلة موجودة وهي جزء من نسيج المجتمع ونحن عندما نتجه نحو القبيلة أحياناً إنما هو من أجل إنهاء التعصب القبلي أي أن الناس يذوبون في الأطر الحزبية بمعنى أن تحل الحزبية محل القبيلة.. لأن الحزب مكون من كل الناس ومن عدة مناطق ليس من قرية واحدة أو من قبيلة إذاً الاتجاه هو نحو الحزبية لكي تذوب القبيلة في الإطار الحزبي.

جريدة الحياة: ما هي آمالك التي تحلم بها وما هي توقعاتك بالنسبة للمشاكل الموجودة في المجتمع العربي ؟

الرئيس: طموحاتي أن يتعزز الأمن والاستقرار ويتحقق السلام الشامل والعادل في المنطقة وأن تتحقق مصالحه في إطار المصارحة لأنه لا يمكن أن تكون هناك مصالحة بدون مصارحة فالمصارحة تأتي بالمصالحة والمصالحة توجد الأمن والاستقرار في المنطقة وتكفل تضامناً عربياً حقيقياَ لمواجهة كل أنواع التحديات ، والمخرج الوحيد من هذا الوضع هو أن ننتقل من نظام الجامعة إلى إقامة اتحاد عربي كوننا امة واحدة لغتنا العربية واحدة وتاريخنا واحد وأرضنا واحدة ومصيرنا واحد ولدينا خيارات كثيرة نستطيع أن نكون فيها اتحاداً قوياً ويكون لنا وجوداً دولياً فاعلاً.

جريدة الحياة: فخامة الرئيس هذه طموحاتك ولكن ما هي توقعاتك ؟

الرئيس: الصبر .. بالصبر سيتحقق هذا الطموح والذي هو طموح كلإنسان عربي.

جريدة الحياة: هل هناك مخاوف من التطرف الديني في المدارس؟

الرئيس: نحن للأسف في معظم الأحيان نربط التطرف بالدين وهذا خطأ التطرف يأتي من الجهل ولو تبحث في حقيقة الأمر فان هؤلاء المتطرفين الذين ينتمون إلى تنظيم القاعدة أو إلى الحوثيين وغيرهم هؤلاء عادةً غير متعلمين ومثقفين ولا يزيد مستواهم التعليمي عن التعليم الأساسي وإذا زاد فهو إلى أول أو ثاني ثانوي هذا أكثر شيء بالنسبة لمستواهم التعليمي فالجهل هو الأساس للتطرف والمشكلة أن هؤلاء المتطرفين نمت ثقافتهم عبر القنوات الفضائية أو عبر الانترنت التي خلقت ثقافة كبيرة جداً لدى هؤلاء وحتى لدى الأميّين كما أن ظروف الفقر والبطالة عوامل مشجعة على تنامي ظاهرة التطرف.

جريدة الحياة: تقصد أن تلك الرسائل الإعلامية حرضتهم على العنف؟

الرئيس: نعم حرضتهم على العنف والتطرف.

جريدة الحياة: أريد أن أسأل سؤالاً كم عدد ضحايا الجيش اليمني لهذه الجولات المتكررة مع الحوثيين هل هناك رقماً معيناًَ ؟

الرئيس: هناك أعداد كثيرة من القتلى والجرحى من جانب الجيش والمتعاونين معه من المواطنين من ناحية ومن جانب الحوثيين أيضا ونحن نعبر عن أسفنا لذلك لأن الدم الذي سال هو يمني والدفع للأسف خارجي أو داخلي وعلى حساب الدم اليمني.

جريدة الحياة: فخامة الرئيس إذا رن التليفون الآن وقالو لك أن الذي يطلبك هو علي سالم البيض مثلاُ هل ترد على التلفون ؟

الرئيس: أنا عادة أردً على كل التليفونات.

جريدة الحياة: وعلي ناصر محمد؟

الرئيس: ليس هناك أي مشكلة مع علي ناصر نحن نتواصل معه وكل من يريد أن يتحدث معي في إطار اليمن الموحد يا أهلا وسهلاً لكن في إطار خارج عن يمن موحد لن نتحدث معه ولن نتحدث مع أي انفصالي أو أي شخص يريد أن يساوم على يمن غير موحد لن نتحدث معه أبداً.

جريدة الحياة: فخامة الرئيس نشكرك ونهنئك بعيد ميلادك وان شاء الله عمر مديد ونلتقي معك في مقابلة قادمة .

الرئيس:شكراً..

زر الذهاب إلى الأعلى