[esi views ttl="1"]
رئيسية

البيان الختامي لندوة مستقبل الصحافة والإعلام في اليمن- الواقع ومتطلبات العصر

عقد ملتقى الرقي والتقدم ندوة موسعة حول مستقبل الصحافة والإعلام في اليمن، خلال يومي الأحد، والاثنين، الموافق التاسع، والعاشر من مايو ( أيار) لعام 2010، في قاعة فندق حدة بالعاصمة صنعاء..

شارك فيها ممثلون عن نقابة الصحافيين، وحشد من الأخوات والأخوة الصحافيين والإعلاميين، وممثلو منظمات المجتمع المدني، وعدد من النواب والشخصيات الأكاديمية والمتخصصة في مجال الصحافة والإعلام، والمهتمين بقضايا الحقوق والحريات، بالإضافة إلى كوكبة من الشخصيات الإعلامية اليمنية المخضرمة والمجربة، ممن كان –ولا يزال- لهم بصمات مؤثرة على الساحة الإعلامية اليمنية والدفاع عن حرية الرأي والتعبير وتعزيز المفاهيم والقيم النبيلة، التي تقوم عليها المسؤولية المهنية عبر مختلف الظروف والمتغيرات التي يشهدها الوطن اليمني.

وفي هذا السياق أكد رئيس ملتقى الرقي والتقدم الأستاذ/ يحيى محمد عبدالله صالح في كلمته الافتتاحية، أمام المشاركين، بأن تبني الملتقى لعقد هذه الندوة الموسعة والمهمة يأتي انطلاقاً من الأهداف التي قام عليها الملتقى كإحدى مؤسسات المجتمع المدني، باعتبارها الشريك الأساسي في المضي بالوطن اليمني قدماً نحو التقدم والرقي والازدهار، مشيراً إلى أن انعقاد هذه الندوة يهدف إلى تحقيق شراكة حقيقية وتضامنية لتعزيز حرية الصحافة واستقلال وسائل الإعلام وتعدديتها، بما يمكنها من أداء رسالتها النبيلة في أجواء سليمة وخالية من القيود والتبعية، وبما يواكب العصر بكل معطياته ومخرجاته وتحدياته، من خلال بناء هذه الوسائل بناء مؤسسياً يمكنها من المنافسة في فضاء إعلامي عالمي مفتوح، ومواجهة تحديات العصر، وتمكينها من التعامل مع ثورة تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات باقتدار.

وأعلن رئيس الملتقى في كلمته الافتتاحية عن تبني الملتقى لمشروع قانون الصحافة والإعلام بهدف الخروج من شرنقة التشريعات الصحافية والإعلامية المتخلفة عن العصر والمشاريع الموازية لها، التي بلا شك تثير قلقاً عاماً لدى مختلف الأوساط اليمنية المستنيرة، وخصوصاً بين أوساط الصحافيين والإعلاميين الذين هم حملة مشاعل الكلمة الحرة، والمسؤولية الأخلاقية والإنسانية لرسالة الإعلام بكل صنوفه وأنواعه.

بعد ذلك تم عرض أوراق الندوة من قبل مقدميها، واستعراض التعقيبات من قبل المعقبين عليها وفقاً لبرنامج فعاليات الندوة، وبعدها تم توزيع مشروع قانون الصحافة والإعلام المقدم من ملتقى الرقي والتقدم على المشاركين في الندوة، بحيث يتم مناقشته بصورة موسعة من قبل المشاركين في جلسة اليوم التالي، بالإضافة إلى مناقشة ما تضمنته أوراق العمل والتعقيبات.. واختتمت فعاليات اليوم الأول لهذه الندوة بتكريم عدد من رواد ورموز العمل الصحافي والإعلامي في اليمن من قبل رئيس الملتقى، كبادرة امتنان وتقدير وعرفان بدورهم في تأصيل المهنية الصحافية والإعلامية، وتفانيهم في خدمة الإعلام اليمني وتطويره، حيث قدر المشاركون في الندوة تقديراً عالياً لرئيس الملتقى هذه اللفتة التكريمية بكل ما تحمله من مدلولات إنسانية رائعة.

وفي اليوم الثاني والأخير افتتح الأستاذ يحيى محمد عبدالله صالح فعاليات الندوة صباح يوم الاثنين، الموافق العاشر من مايو (أيار) 2010، بفتح المجال أمام المتحدثين الرئيسيين في الندوة حول مشروع قانون الصحافة والإعلام، والأوراق المقدمة للندوة، والتعقيبات عليها، ومن ثم إتاحة المجال أمام المشاركين في الندوة للمداخلة وإبداء رأيهم بروح المسؤولية والديمقراطية، وبشفافية كاملة.

وفي ضوء المناقشات والمداخلات التي أثيرت خلال فعاليات الندوة وما حملته من آراء مسؤولة ومقترحات جوهرية، اتفق المشاركون في ندوة ملتقى الرقي والتقدم حول مستقبل الصحافة والإعلام في اليمن، على إصدار التوصيات التالية:-

أولاً: ثمن المشاركون تثميناً عالياً مبادرة ملتقى الرقي والتقدم وتبنيه لعقد هذه الندوة، واعتبروها دعماً قوياً لحرية الصحافة والإعلام وتطوير وسائلها، بما يواكب العصر وتحدياته.

ثانياً: أكد المشاركون في الندوة بأن مشروع قانون الصحافة والإعلام الذي قدمه الملتقى يحمل بين مضامينه الكثير من آمال وتطلعات الأسرة الصحافية والإعلامية اليمنية، في تعزيز حرية الصحافة ومأسسة وسائل الإعلام وتعدديتها، وبأنه يتوافق مع متطلبات العصر ويؤسس رؤية تشريعية للأجيال القادمة، تقترن فيها الحرية بالمسؤولية وتتجاوز القيود والنصوص العقابية والمحاذير المتخلفة عن العصر، في التشريعات الصحافية والإعلامية النافذة، وفي المشاريع المماثلة والمثارة على أكثر من جهة، بما في ذلك إلغاء عقوبة حبس الصحافي والعقوبات المتعددة في القوانين الأخرى ذات الصلة بقضايا النشر وحرية التعبير.

ثالثاً: أكد المشاركون في الندوة على أن يتبنى ملتقى الرقي والتقدم المضي قدماً في تقديم المشروع بعد تعديله، وتضمينه بالملاحظات التي أسفرت عنها المناقشات والمداخلات من قبل المشاركين في الندوة، إلى الجهات ذات العلاقة، وفقاً للإجراءات الدستورية المتبعة بهدف إصداره، كما يؤكد المشاركون دعمهم الكامل لهذا المشروع والاستعداد للتعاون مع ملتقى الرقي والتقدم في مختلف مراحل إجراءات تقديمه إلى الجهات ذات العلاقة وحتى إصداره.

رابعاً: يؤكد المشاركون رفضهم المطلق لكل أشكال وصور القهر، والملاحقات، والعقوبات المتعسفة والجائرة التي يتعرض لها الصحافيون في اليمن، بسبب آرائهم أو انتمائهم المهني أو الحزبي، أو تقديمهم لمحاكمات تعسفية أو ممارسة ضغوط بقصد إثنائهم عن أداء دورهم المهني ورسالتهم الإعلامية في خدمة مجتمعهم، والتعبير عن قضايا أمتهم ووطنهم.. ويطالب المشاركون السلطات المعنية في الحكومة بوقف الإجراءات العقابية ضد الصحف والصحافيين وطالب المشاركون السلطات الحكومية بسرعة الإفراج عن جميع الصحفيين المسجونين فوراً.

خامساً: أكد المشاركون في الندوة رفضهم الكامل لوجود هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو ما يسميه البعض ( بهيئة الفضيلة ) تفتش في ضمائر الناس وتشكك في معتقداتهم بالإضافة إلى رفض كل توجهات التكفير والتفسيق والتخوين .

سادساً : طالب المشاركون في الندوة باعتبار ما يكتبه الصحفي بلاغاً للنائب العام يجري التحقيق فيه فإما أن يدان الفاسد واما أن يدان الصحفي إن كان بلاغه كاذباً

سابعاً: يؤكد المشاركون على أن حرية الصحافة ورسالة الإعلام لا تعني بأي حال من الأحوال ممارسة الابتزاز أو التعريض بالأشخاص أو انتهاك الحرمات أو الإساءة لسمعة الوطن، أو الترويج للفتن والثقافات المتخلفة أو التمترس الحزبي، وإنما هي مسؤولية أخلاقية وإنسانية ومهنية نبيلة ينبغي على الجميع تحملها، باعتبار الصحافة والإعلام مهنة تدافع عن قيم الخير والحق والعدل والمساواة، وتحارب الظواهر والممارسات السلبية والمضرة بالمجتمع، وتكرس مبادئ الوئام والمحبة والوحدة الوطنية، انطلاقاً من التزامها المهني ومسؤولياتها الوطنية والإنسانية والأخلاقية.

ثامناً: يؤكد المشاركون في الندوة على أن مسؤولية كل منظمات ومؤسسات المجتمع المدني تضامنية مع مختلف القضايا، وفي مقدمتها قضايا الحريات الصحافية والإعلامية، بعيداً عن التبعية الحزبية، والتمترس السياسي أو المصالح الضيقة، كما يدعو المشاركون في الندوة الحكومة ومجلس النواب وكافة الجهات الرسمية إلى التعاطي الإيجابي مع القضايا التي تتبناها منظمات المجتمع المدني، وفي مقدمتها الحريات الصحافية وتحرير وسائل الإعلام العامة والخاصة من القيود والمحاذير التي تقف عثرة أمام تطورها وتقدمها، وتحويلها إلى مؤسسات منافسة غير محتكرة.

صدر عن ندوة ملتقى الرقي والتقدم حول: "مستقبل الصحافة والإعلام في اليمن"

صنعاء- الاثنين/ 10/ مايو/ 2010

زر الذهاب إلى الأعلى