[esi views ttl="1"]
arpo37

خادم الحرمين: نسعى لتأسيس مركز عالمي للحوار يضم كل الأديان

أكد العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز على وجود جهود تبذل لتأسيس مركز عالمي للحوار يضم ممثلين عن جميع الأديان الأساسية، ويعمل بكل استقلالية بمعزل عن أي تدخلات سياسية.

وأكد أن السعودية تواصل سياسة نشر الثقافة الحوارية وقد أخذت على نفسها التواصل بين الحضارات والثقافات "لتعزيز التعايش والتفاهم وإشاعة القيم الإنسانية كمدخل لإحلال الوئام محل الصدام، وهو ما يساعد على تخفيف حدة التوترات ونزع فتيل النزاعات وتحقيق الأمن والسلام المنشودين".

وأشار خادم الحرمين الشريفين من خلال الكلمة التي ألقاها نيابة عنه وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل الذي ترأس وفد المملكة في منتدى تحالف الحضارات الثالث، الذي انطلق الجمعة في العاصمة البرازيلية؛ أن هذا المنتدى الذي يأتي تحت عنوان "التواصل الثقافي لإرساء السلام" يكتسب أهمية خاصة في ضوء ما يواجهه العالم من تحديات وأزمات تستوجب التعاون والانطلاق من تعاليم الإسلام، دين الاعتدال والوسطية والتسامح في مواجهة الإرهاب والتطرف.

كاوست وثورة الابتعاث

وأوضح أن السعودية أنشأت مركزاً وطنياً للحوار تشارك فيه جميع مكونات المجتمع السعودي، مولية عناية خاصة بتطوير برامج التعليم ومحو الأمية وتوفير فرص التدريب والتأهيل للعمل. واستشهد الخطاب بابتعاث قرابة 90 ألف طالب وطالبة للدراسة الجامعية في 14 دولة في القارات الخمس في انفتاح غير مسبوق. "هذا بالإضافة لافتتاح جامعة العلوم والتقنية" كاوست" لتحتضن طلاباً وطالبات من كافة أرجاء العالم يتعاونون سوياً على توظيف العلوم والتقنية لما فيه خير الإنسانية".

واستعرض الخطاب حرص المملكة على ترسيخ مبادئ حقوق الإنسان في القطاعين الحكومي والمدني ونشر ثقافة حقوق الإنسان في المدارس والجامعات. ودعم كل ما يقف ضد انحراف الشباب واستقطابهم من قبل مروجي الأفكار المتطرفة، إضافة إلى اعتماد برامج ومشاريع للنهوض بالمرأة السعودية وتمكينها من المشاركة الفعالة في جميع مجالات الحياة.

وكذلك الإشارة إلى التأكيد على المبادرة السعودية للحوار بين الأديان وأهدافها الداعية لإزالة سوء الفهم ونبذ مظاهر الخلاف والعداء والكراهية والتركيز على مجالات التعاون الرحبة دون المساس بأصول المعتقد.

دعم مبادرات الحوار

وفيما يخص المسار السياسي، أشار خطاب العاهل السعودي إلى أن انعقاد القمة الإسلامية الاستثنائية في مكة المكرمة في ديسمبر 2005م كان تأكيداً على نبذ العنف والتطرف والإرهاب، ونشر قيم الحوار والتسامح والاحترام المتبادل، وصولا للاجتماع رفيع المستوى الذي دعت له الجمعية العامة للأمم المتحدة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2008م لتوفير أوسع وأعلى دعم سياسي ممكن لجميع مبادرات الحوار والتفاهم ونشر ثقافة السلام.

ونوّه بمحطات ثقافية هامة، منها اجتماع العلماء المسلمين في مكة المكرمة في 30 آيار (مايو) 2008م لترسيخ حقيقة الدين الإسلامي ورسالته القائمة على الحوار والسلام، ثم انعقاد مؤتمر مدريد العالمي للحواربين في الـ16 وال18 من تموز (يوليو) من نفس العام، والذي ضم ممثلين عن جميع الأديان الرئيسية.

واعتبر الخطاب أن إيمان المملكة العربية السعودية بأن التعدد الثقافي يثري الحضارة الإنسانية قد دفعها لتعزيز جهود التواصل الحضاري والثقافي مع الدول الصديقة، مشيراً إلى أن آخر حضور عالمي على ذلك الصعيد كان في بلاط "اليونسكو" الذي شهد تدشين احتفالية توزيع جائزة الملك عبد الله العالمية للترجمة.

وفي الوقت الذي تشارك فيه السعودية في المنظمات العربية والإسلامية المختلفة، ودعم المؤسسات التابعة للمجتمع المدني مثل جائزة الملك فيصل العالمية ومؤسستي "البيت العربي" و"المعهد الدولي للدراسات العربية والإسلامية" في أسبانيا ومؤسسة "الفكر العربي" وغيرها، فإنها تدعم كذلك تأسيس كراسي للدراسات في العديد من الجامعات العالمية، ومنح جوائز تقديرية محلياً وعالمياً لتشجيع البحث العلمي والإنساني.

زر الذهاب إلى الأعلى