[esi views ttl="1"]
arpo28

حملة هولندية لمكافحة التطرف باليمن

وضعت دوائر وقوى سياسية مختلفة في اليمن علامات استفهام متزايدة حول الحملة التي تمولها الحكومة الهولندية "لمحاربة التطرف الديني". كما عبرت أوساط سياسية وحزبية يمنية عن معارضتها للحملة واعتبرتها تدخلا في الشأن اليمني, ودعت إلى محاربة الأسباب الحقيقية للتطرف مثل غياب العدل والمساواة.

ويتحفظ رئيس حزب الحق حسن زيد على قصر الحملة في المساجد وتساءل "هل باتت هولندا دولة إسلامية حتى تمول حملات ضد التطرف؟".

وقال زيد للجزيرة نت "من الغريب أن ترفض وزارة الأوقاف والإرشاد توزيع مصاحف مقدمة من جمهورية إيران الإسلامية على المساجد وترد هدية أخرى لبناء مصنع للسجاد خاص بالمساجد وفي المقابل تقبل دعما هولنديا لمحاربة التطرف في دور العبادة".

وأضاف أنه "لا مانع من الاستفادة من أي دعم لمكافحة التطرف والغلو الفكري على اعتبار أن التطرف مرض يجب أن يتعاون العالم على معالجته، لكن بشرط ألا يمس سيادة اليمن", حسب قوله.

جهد ضائع
ويرى الأمين العام المساعد لحزب اتحاد القوى الشعبية محمد عبد الملك المتوكل أن الحملة الهولندية جهد ضائع.

وقال "إذا كان المقصود من الحملة التوعية لمحاربة التطرف المقصود به الإرهاب فهناك ما هو أهم من ذلك وهو عملية إصلاح المناخ الذي يولد التطرف في مقدمتها غياب العدل والحرية والمساواة".

كما يرى المتوكل خطأ تعميم مصطلح "التطرف" على كل اليمنيين, قائلا إن التطرف بمعنى التفجير والقتل والتدمير محدود جدا في اليمن "وليس ظاهرة تتطلب التدخل من دول خارجية لمحاربتها".

وكانت منظمة دار السلام الاجتماعي أعلنت عن تدشين "حملة توعوية كبرى في عموم المحافظات اليمنية لمناهضة ثقافة التطرف والإرهاب والدعوة للتسامح الديني بدعم مالي من الحكومة الهولندية".

وتستهدف الحملة التي تستمر حتى نهاية العام الجاري نحو عشرة آلاف مسجد في عموم المحافظات اليمنية بالتعاون مع وزارة الأوقاف والإرشاد وجمعية علماء اليمن ودار المصطفى للدراسات الإسلامية.

وتتضمن الحملة -التي تعد الأكبر من نوعها للتصدي لما يسمى الإرهاب في اليمن- توزيع قرابة ثمانية آلاف نسخة من كتاب "التعايش الإنساني والتسامح الديني في الإسلام" لمؤلفه الدكتور عبد الفتاح اليافعي الذي سيكون دليلا للخطباء والمرشدين بالإضافة إلى توزيع آلاف الشرائط والأقراص المدمجة التي تتناول قضايا السلام المجتمعي والإنساني من خطب الداعيتين زين العابدين بن علي الجفري وعمر بن حفيظ.

غير صائب
أما الكاتب والمحلل السياسي عبد الباري طاهر فيرى أن اقتصار الحملة الهولندية على المساجد أمر جانبه الصواب.

واعتبر طاهر في حديث للجزيرة نت أن معالجة الظاهرة لا تبدأ من المسجد "ولكن برسم السياسات الناجحة في الاقتصاد والتربية والثقافة والتعليم والإرشاد والتوجيه".

واتهم الولايات المتحدة وبعض الحكومات العربية بشن حروب على الشعوب "وهذا ما ولد بؤرا للإرهاب لا تنتهي سواء في اليمن أو أفغانستان أو العراق أو فلسطين أو الصومال".

وطالب بمعالجات حقيقية وشاملة لظاهرة التطرف من قبل الدولة وليس بحملة ممولة خارجيا ميدانها ساحات المساجد.

ليست ظاهرة
وتعقيبا منه على اقتصار الحملة الهولندية على المساجد وخطبائها نفى عضو مجلس النواب وخطيب جامع الرحمن بالعاصمة صنعاء الشيخ محمد الحزمي تهمة التطرف عن أئمة وخطباء المساجد.

ووصف هؤلاء الخطباء بالوسطية والاعتدال والبعد عن "التطرف والإرهاب والغلو". ودعا الحزمي الحكومة اليمنية لدراسة الأسباب الحقيقية التي تقف وراء التطرف وإيجاد حلول للمشاكل التي "أصبحت أمراضا مزمنة أدت إلى ظهور الإرهاب".

نفي وتأكيد
في مقابل ذلك يرى رئيس منظمة دار السلام الاجتماعي عبد الرحمن المروني أن الحكومة الهولندية لم تتدخل بطريقة مباشرة في الحملة ودورها مقصور على الدعم المالي, بينما تتولى المنظمة الإشراف والتنظيم للحملة.

واستبعد المروني أن يكون التمويل الهولندي تدخلا في الشؤون اليمنية موضحا أن السفارة الهولندية تدعم المصاريف التشغيلية وعددا من البرامج للمنظمة "إدراكا منها لخطورة ظاهرة التطرف الديني والقبلي التي يعاني منها المجتمع اليمني".

وبين المروني للجزيرة نت أن الحملة شملت حتى الآن تسعة آلاف ومائتي مسجد وبدأت في المناطق التي قال إنها "موبوءة بالتطرف", قائلا "تم التواصل مع أناس مغرر بهم وتم تغيير مفاهيمهم المغلوطة وأصبحوا الآن يفهمون أن الدين محبة وصفاء وتسامح وأخوة".

وأشار إلى أن المنظمة عقدت دورات تدريبية لخطباء المساجد "لتغيير خطابهم الديني من خلال التركيز على الأحاديث النبوية التي تخاطب الناس بالعموم مثل "أيها الناس قولوا للناس حسنا".

زر الذهاب إلى الأعلى