أحيا المركز اليمني للدراسات الإستراتيجية يوم الاثنين بصنعاء الذكرى الثالثة لرحيل الشخصية الاعتبارية الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر الذي شغل منصب رئيسا للبرلمان اليمني منذ العام 1993 حتى وفاته في ديسمبر عام 2007.
وفي افتتاحية الندوة التي نظمها المركز بالمناسبة بعنوان "حكيم اليمن الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر" أكد الدكتور محمد الأفندي رئيس المركز اليمني للدراسات الإستراتيجية الأحمر كان علماً ساطعاً في سماء اليمن ورجلاً استراتيجياً أكدته وقائع الأحداث وسابقت كلماته وتعبيراته العفوية والمباشرة مقولات المنظرين والمفكرين.
وقال "لا غرابة في ذلك، فالرجل تربى في مدرسة التضحية والفداء من أجل الحرية وتخرج من جامعة مقاومة الظلم والاستبداد والطغيان وتشرب فكر الثورة الإصلاحية اليمنية على أيدي أحرار اليمن كأبي الأحرار الشهيد محمد الزبيري والأستاذ النعمان وغيرهم من أحرار ورجالات اليمن ".
وأضاف" لم ننس بعد عبارته المشهورة "النفق المظلم" وهو يشخص ما آلة اليه الأوضاع اليمنية الراهنة.
وأشار الأفندي إلى أن الرجال يعرفون بالمواقف التي تصنع بالقوة والحكمة، وأن حكيم اليمن كان قوياً بحكمته وخلقه وكان موقفه قوياً في القضايا الوطنية وكان سيره حكيماً في التأليف بين الاجتهادات المتباينة.
ونوه الأفندي إلى أن هدف المركز اليمني من إقامة الندوة هو السعي إلى ترسيخ قيم الوفاء والعرفان لأولئك الرجال الذين صنعوا تاريخ اليمن وفي مقدمتهم الشيخ الأحمر وعرض وتحليل بعض الجوانب المشرفة في الحياة السياسية.
من جانبه عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي محمد غالب احمد قال بان مرحلة الأحمر السياسية اتسمت بالنجاح والعمل على خلق وئام وتماسك داخل مجلس النواب بين أبناء شطري اليمن حينها.
وأشار إلى رفض الشيخ الأحمر توجيه الاهانات لأي من أعضاء الحزب الاشتراكي خصوصا ممن أعلنوا إدانتهم للحرب والانفصال آنذاك خلاف لغيره.
و لفت غالب إلى إيمان الأحمر بان الحوار الوسيلة الوحيدة لإنهاء أزمات البلد وأن اليمنيين لم يجتمعوا إلا في يوم موته ويوم الـ22 من مايو .
كما أكد الرئيس الدوري للمجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك الدكتور محمد عبدالملك المتوكل، أن الشيخ الاحمر كان يتعامل مع السياسة من منطلق وثوابت قيمية، وأنه تصدر رجالات اليمن في الدفاع عن الثورة والجمهورية الذين تمكنوا من إيقاف الزحف الملكي على الجمهورية، كما انه عارض تسليم الحكم للعسكريين إدراكاً منه بخطورة ما ستؤول إليه الأوضاع.
وأشار المتوكل إلى أن الأحمر كان يسعى لأن تكون الوحدة تدريجية بحيث يتقبلها الجميع، معتبراً مواقف الأحمر بأنها تدل على القيم الأخلاقية، ومؤكداً أن الأحمر لم يكن طائفياً أو مناطقياً.
من جهته اعتبر عضو مجلس الشورى الدكتور عبد الوهاب الروحاني، أن النضال الوطني ارتبط باسم الشيخ الأحمر ذلك بحكم ثقله في الحضور الجماهيري القبلي والإرث التاريخي لنضاله الذي ساعده في استقطاب القوى السياسية.
وأشار عضو مجلس الشورى، في ورقته "الدور البرلماني للشيخ الأحمر" إلى أن مسيرة الاحمر انطلقت من رفضه للديكتاتورية وحكم الفرد، وأنه عمل على إنشاء مجلس النواب من مفهومه لدولة المؤسسات وانطلاقه من مبدأ أن حياة الإنسان لن تتحسن إلا بمفهوم المشاركة في صنع القرار. معتبراً إدارته للبرلمان بأنها ميزة جيدة في إدارة التنوع السياسي بعيداً عن التعصب، وأنه عمل على إشاعة روح التسامح بين الأحزاب، وتحقيق توازن بين المجلس والحكومة ناهيك عن كونه رجل دولة.
وقال الروحاني: "لقد اعتمد الشيخ عبدالله الاحمر في إدارته للبرلمان منهجاً علمياً يتمثل في الإدارة بالناس، وكان أسلوب إدارته للمجلس يتسم بالحيادية، وهو الأمر الذي جعل كل عضو من أعضاء البرلمان يشعر أن الشيخ هو الأقرب إليه من غيره".
وفي ورقته عن "الدور البرلماني للشيخ الأحمر" أكد نائب رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع اليمني للإصلاح زيد الشامي، أن الشيخ الأحمر ترأس البرلمانات اليمنية قبل وبعد التعددية بجدارة واقتدار، وأنه عمل على أن يحتفظ البرلمان بهيبته وصلاحياته تشريعاً ورقابةً، وأنه ثبت لأعضاء المجلس من الحصانة والحقوق ما يمكنهم من أداء واجبهم دون خوف أو حاجة أو ضرورة أو رغبة أو رهبة.
حضر الندوة عددا من الأكاديميين والباحثين وأعضاء السلك الدبلوماسي وبرلمانيين وأعضاء مجلس الشورى وقادة أحزاب وممثلين عن منظمات المجتمع المدني وقادة رأي وممثلي وسائل إعلام مختلفة .