قتل 23 شخصا على الأقل يوم الاثنين في منطقة أبيي المتنازع عليها بين شمال السودان وجنوبه، في ثاني أيام الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب.
وقال زعماء القبائل في المنطقة إن اشتباكات وقعت مع بدو عرب قرب الحدود أسفرت عن سقوط القتلى. وقال زعيم المسيرية مختار بابو نمر إن 13 من رجاله قتلوا في اشتباك وقع أمس الأحد واتهم جنوبيين ببدء القتال.
وأضاف أنهم هاجموا رجاله لأنهم لا يريدون أن يذهب العرب إلى الجنوب ليرووا قطعانهم، مضيفا أن الماشية كانت بحاجة إلى الماء وأنهم سيذهبون وإذا استمر الجنوبيون في منعهم من الذهاب إلى الجنوب فسيستمر القتال.
وبالمقابل، اتهم زعماء قبيلة الدنكا نقوق المرتبطة بالجنوب الخرطوم بتسليح عرب المسيرية بالمنطقة في اشتباكات وقعت أيام الجمعة والسبت والأحد وقالوا إنهم يتوقعون المزيد من الهجمات في الأيام القادمة.
ونفى متحدث باسم جيش الشمال يوم الأحد أي ضلوع في الاشتباكات.
وتحصل قبائل الدنكا على دعم كبير من الجنوب كا تتلقى المال والأسلحة والتدريبات العسكرية من "إسرائيل".
ويشير محللون إلى أن أبيي هي المكان الذي يرجح أن تتحول فيه التوترات بين الشمال والجنوب إلى أعمال عنف أثناء التصويت الذي يستمر أسبوعا وبعده. والاستفتاء هو ذروة اتفاق السلام الذي أنهى عقودا من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب.
ومن المتوقع أن يصوت الجنوبيون لصالح الانفصال عن الشمال مما سيحرم الخرطوم من معظم احتياطيات النفط.
وكان من المقرر أن يجرى هذا الاستفتاء بالتوازي مع استفتاء آخر في منطقة أبيي لتقرير ما إذا كانت المنطقة ستنضم إلى الشمال أم إلى الجنوب. لكن استفتاء أبيي تم إرجاؤه لأجل غير مسمى، وحصل سكان المنطقة على وعد بإجرائه لكن الزعماء لم يتمكنوا من الاتفاق على كيفيته.
وتتزايد اتهامات الجنوبيين للشمال بالسعي إلى تعطيل الاستفتاء والاشتباك مع المليشيات أثناء الاستفتاء.
واتهم جيش جنوب السودان الشمال بدعم مقاتلين منشقين شاركوا في اشتباكات وقعت في الآونة الأخيرة في ولاية الوحدة المنتجة للنفط في الجنوب.
كما قال مصدر في الأمم المتحدة طلب عدم نشر اسمه إن هناك تقارير تفيد بأن مقاتلي المسيرية يعيدون تنظيم أنفسهم في مستوطنة جوليه لانجار يوم الاثنين على بعد 25 كيلومترا شمالي بلدة أبيي مقر قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وجماعات الإغاثة الدولية في المنطقة.