[esi views ttl="1"]
أرشيف محلي

المعارضة اليمنية: المواطن أدرك مصدر الداء وأساس الاستبداد وماحدث بتونس له ما بعده

وصف سياسيون وبرلمانيون يمنيون الأحداث التي شهدتها تونس والتي أسفرت عن الإطاحة بنظام الرئيس بن علي بالأمر الطبيعي الذي نتج عن مصادرة الحقوق وعدم الإصغاء لمطالب الشعب واحتكار الثروة والسلطة في شخص الرئيس وأقاربه وأفراد اسرته.

وقال الشيخ حميد الاحمر الأمين العام للجنة الحوار الوطني في حوار مع قناة سهيل ضم أيضا الدكتور محمد عبدالملك المتوكل الرئيس الدوري للقاء المشترك والدكتور عيدروس النقيب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الإشتراكي والدكتور صالح سميع الاستاذ بجامعة صنعاء ووزير المغتربين السابق اعتبر مصادرة الحقوق والحريات وعندما يراد للإنسان أن يكون عبداً لغيره والكذب على الشعب وتغول حكم الفرد وتملك الدولة من قبل شخص هو نتيجة طبيعية للثورة السلمية في تونس وفي بقية البلدان التي تمضي في نفس الطريق.
وأكد الأحمر بأن نجاح الثورة السلمية في تونس يكمن في أن الشعب توجه بنضالاته ضد الظالم الحقيقي، مضيفاً عندما يكون هناك حاكم ظالم ولا أفصح عنه هذا هو ما يؤخر وصول نضالات إلى نتائج، مشيراً إلى ان التونسيين رفعوا شعاراتهم ضد الحاكم لأنه هو الذي تسبب فيما هم فيه، ولأن الديكتاتوريات تصدر من رأس الدولة ولذا فقد خرجوا بإصرار على تحقيق ما يريدون وواجهوا القمع، وصبروا وكان نتيجة صبرهم في الميدان هو انهيار النظام وهرب الطاغية.
وقال أمين عام تحضيرية الحوار الوطني بأن ماجرى في تونس يمثل تطلعات كثيرين في الشعوب العربية الذين يعيشون تحت أنظمة استبدادية وقال بأن أحداث تونس رسالة رسالة للقادة الذين صادروا الحريات بأن هذه الشعوب ستملك الوسيلة لإستعادة حريتها، وأن الشعوب لن تعدم الوسيلة في الوصول إلى حقوقها، مضيفاً بأن حركة الشعوب مثل السيل إذا وضعت أمامه الحواجز لن يقف وسيجرفها أمامه.
وقال الأحمر" لن نكون سعداء أن نرى اضطرابات في بلدان عربية أخرى وفي مقدمتها بلدنا الحبيب اليمن ولذا نقول لهم اعطوا الشعوب حقوقه.
وأكد الأحمر بأن الأوضاع في اليمن أشد سوءً مما هي في تونس مشيراً بأن الرئيس صالح عمد في السنوات الأخيرة من حكمة إلى الدفع بالمقربين و إلى تسليمهم مؤسسات الدولة بما فيها الجيش والأمن وهو ذات الخطر الذي أشعل الشرارة في تونس وجعل الشعب ينتفض ضد حكم الفر د والعائلة والأبناء والأقارب.
وقال القيادي المعارض حميد الأحمر بأن الظرف اليمني في الواقع يسير في خطى تونس بتولية الأسرة مفاصل الدولة ومحاولة إلغاء العداد كما تم في تونس في 2009م
مضيفاً بأن التونسيين صبروا سنة واحدة فقط بعد 2009 التي ألغى فيها بن علي العداد ونصب نفسه رئيساً مدى الحياة لتأتي الإنتفاضة التي أطاحت به وجعلته يتوسل شعبه فقط لإنهاء فترته الرئاسية.
وأكد الشيخ حميد الأحمر في هذا السياق بأن الانتخابات المزورة لا تمنح الشرعية ، وأن التهديد بالصوملة والعرقنة من قبل النظام يأتي نتيجة لما يعده النظام من سيناريوهات مابعدى السقوط، لكنه قال ان تلك المحاولات لن تنجح والدليل على ذلك فشل محاولات الأمن الرئاسي الذي أعده بن علي لإثارة الفوضى في تونس بعد رحيله ليحبط الشعب التونسي تلك المؤامرات البائسة.
وعن الهبة الشعبية التي دعا لها المشترك قال الأحمر بأن المشترك يسير بخطى مدروسة وبأنه يعي بأن الهبة الشعبية اذا انطلقت لن يكون هناك من فرصة أخرى للنظام ليعود إلى رشده ويعيد الأمور إلى نصابها ويمنح الحقوق لشعبه .
وأضاف " الشعب يعيش أوضاع مماثلة لما حصل في تونس والنداء الذي وجهه المشترك وسعيه للحوار والتأخير في الخروج ليس ضعفا ولكن لإدراك أنهم لو خرجوا لن يعودوا إلا إذا أخذوا ما يريدون.

وقال الأحمر بأن الشارع قد انتظر كثيراً وننصح الأخ الرئيس ان يصغي لمطالب شعبه ، نريد حقوقنا كشعب يمني ونؤكد لك أن المعارضة ماضية فلا تتنكر لمطالب المعارضة لأنها تتكلم عن مطالب الشعب . وقال ننصح إخواننا في الحراك ان نسير سوياً نحو استرداد حقوقنا وان نتجه نحو من صادر الوحدة وليس صوب الوحدة، ، يجب ان نرفع شعارات ضد الظلم واستعادة حقوق أبناء المناطق الجنوبية وأن نخرج في حركة نضالية واحدة.
من جانبه أكد الدكتور محمد عبدالملك المتوكل ان الظلم هو الذي دفع باندلاع الثورة في تونس ، وأضاف لا يقع الظلم إلا على من يشعر به عندما لا تشعر الشعوب أنها مظلومة لا تتحرك وعندما بدأ الناس يشعرون بالظلم تحركوا ، واعتبر الرئيس الدوري للمشترك ماجرى في تونس مؤشراً إلى ان 2011 سيكون هو خريف سقوط الديكتاتوريات في الوطن العربي.
وعن الفرق بين الأضاع في تونس واليمن أضاف المتوكل في تونس هناك مؤسسات قوية وهناك احترام الحد الأدنى من القيم والقوانين، لكن في اليمن الدولة غائبة والسلطة تستخدم امكانيات الدولة هذا هو الفارق الخطير.
وقال "الناس سعداء بما جرى في تونس وينظرون إلى المبادرة على انها ستتبعها بوادر الآخر، ولذا أقول للأنظمة ان لا تستوعب متأخره، أريد أن أقول لحكامنا قدموا للناس ما يريدون اليوم قبل أن يصلوا إلى يوم لا يقبلون منكم ذلك.
وأقول للرئيس الذي نحن ندير حواراً معه اليوم قدم اليوم ما يريده الناس قبل أن يأتي اليوم الذي لا تقبل منك أي مبادرات للإصلاح كما حدث في السودان وتونس.
وارجع المتوكل نجاح الثورة في تونس إلى ان القمع يدفع الناس نحو النمو في الظل ويكون النمو في الظل بشكل أفضل وهو ما ساعد على سقوط النظام وأضاف ثبات المواطن التونسي وثبات المجتمع المدني وموقف الجيش ساعد على النجاح.
ودعا المتوكل الحكام إلى عدم الاستهانة بشعوبهم واسترخاص دمائهم لأن الله كرم بني آدم وحرم الظلم الذي سيدفع بالنهاية إلى ثورة المظلومين.
رئيس كتلة الإشتراكي عيدروس النقيب اعتبر مدلولات ما جرى في تونس مؤشر عن حالة غياب الدولة ومصادرة الدولة وغياب الحريات وقمعها وكبتها وتحول الدولة إلى ملك شخص الحاكم ، كما انه مؤشر مهم بان إرادة الشعوب دائما أقوى من إرادة الطغاه.
وحذر النقيب الحاكم العربي " هناك تحولات خفية تجري في الجسد الوطني والاجتماعي، تنامي الظلم والسخط الشعبي العارم الذي لايشعر به الحكام حتى تأتي لحظة التحول النوعي لحظة الإنعتاق، التي تنظرها الشعوب وانتظرها الشعب التونسي وجاءت عبر البوعزيزي الذي أطلق شرارة التحول وصنع اللحظة الحاسمة في تاريخ الشعب التونسي.
وأشار النقيب إلى انه لاتوجد مقارنة طبيعية بين الأوضاع في تونس واليمن وأضاف في تونس تجاوز دخل الفرد 300 دولار وفي اليمن لم يصل إلى 90 دولار ومعدل الأمية لم يصل 30% في تونس وفي اليمن تجاوز 70% بالإضافة إلى غياب الخدمات في اليمن .
وأكد رئيس كتلة الإشتراكي بأن الزمن آت وحركة التاريخ ماضية وإذا لم يعي القائمون على الحكم في اليمن الدرس سريعاً لن ينفعهم ان خطبوا متأخرا وقال الرئيس حينها لقد فهمتكم.
مشيراً إلى ان الصراع في اليمن ليس بين السلطة والمعارضة ولكنه بين نخبة استحوذت على كل شيء وبين شعب يعاني لوحده من هذا الاستحواذ، مؤكداً ان المعارضة اختارت صف الشعب .
وأضاف النقيب الكابوس لن ينزاح إلا بتوحد كل القوى المتضررة، ومن لا يتعض بما جرى وبما يجري في تونس إما أحمق أو مستكبر، وقال" لن نعالج مشاكلنا بالتجزأة ويجب ان نسعى لمواجهة المشكلة الكبرى في اليمن المتمثلة في النظام الاستبدادي وبعد إزاحته سنعالج بقية المشاكل التي أوجدها وتسبب فيها هذا النظام.
من جانبه قال الدكتور والوزير السابق صالح سميع بأن ما حدث في تونس له ما بعده وأعتبر ما حدث في تونس تاريخي بكل ما تعنيه الكلمة ، لأول مره في الوطن العربي تقوم ثورة شعبية ضد المستبد في التاريخ المعاصر.
وأضاف سميع : القهر يكون مصدر قوة، المجتمع التونسي والمغاربي قريب من أوروبا وهجرته إلى أوروبا النخبة ساعدت في تنمية الوعي لدى التونسيين لكني أقول وفي ظل ثورة الاتصالات صار كل مواطن عربي يقارن بين ما حوله وأحوال الآخرين وانه أدرك أن مصدر الداء وأساس الاستبداد وأن الاستبداد يتركز في شخص واحد وهو رأس الدولة.
ولذا انطلق المواطن التونسي صوب الصنم الذي يملك كل شيء ولا يسأل عن شيء وحقيقة واقعه هو أن هناك دلالة عظيمة ولها ما بعدها أن الشمس لمرحلة جديدة قد أشرقت من المغرب ولها ما بعدها، وان المواطن العربي سيتحرر قريباً وستصبح السلطة دولاً بين النخب.
وأكد بالقول المقدمات واحدة والمخرجات واحدة وستشمل مخرجات حتمية قادمة في هبة أقطار الوطن العربي ولن تستثني اليمن. وعلى قيادة المعارضة في اليمن والنظم العربية، أن تكون على مستوى الحدث وأن تكون على استعداد بذل التضحية وأن تكونوا في المقدمة وفي الصفوف الأولى بصدور عارية وتتحملوا ردة فعل المستبد والتي لن تستمر طويلاً وستسقط أمام ارادة الجماهير التواقة للإنعتاق والتغيير.

زر الذهاب إلى الأعلى