[esi views ttl="1"]
arpo28

نظام التقسيم الحتمي وثورة الحفاظ على الوحدة

الرئيس علي عبدالله صالح يصف حكم اليمن بأنه مثل الرقص بين الأفاعي. وهو أتقن هذا الرقص بكل فنونه على مدى 33 سنة: القمع، الرشوة، الوعود الكاذبة، اللعب على عصبية الأهل والأقارب في الجيش وأجهزة الأمن،

التلاعب بالقبائل، اللعب ضد أحزاب المعارضة في الشمال، والحروب ضد الجنوب وضد الحوثيين في صعدة وعمران. وأخيراً كان اللعب مع أميركا ومشاركتها في عمليات ضد منظمة القاعدة من دون التخلي عن اللعب بالقاعدة والتيارات الأصولية والسلفية. وحين دهمته ثورة الشعب المطالب بإسقاط النظام، فإنه استجار بالأفاعي التي رقص بينها لحمايته من السقوط.

في البدء راهن على تعب المتظاهرين وتخويفهم بتظاهرات مضادة إلى جانب القمع الرسمي. لكن صورة البلطجية والعصي والخناجر عجزت عن محو الصورة الحضارية للاعتصام السلمي أمام جامعة صنعاء. وتصور أن عادة تخزين القات التي دعا في السابق إلى التخلص منها سوف تنقذه هذه المرة، على أساس أن التظاهرات تنتهي عند الظهر حين تحل ساعة التخزين فيرجع كل متظاهر إلى بيته أو مجلس أصدقائه.

لكن مجالس القات تحولت ندوات للبحث في أفضل الوسائل لإسقاط النظام. وساعات التظاهر طالت بمقدار ما توسعت لتشمل كل المدن في الشمال والجنوب. وعلى عادة الكثير من الحكام العرب، لجأ الرئيس علي صالح إلى استخدام سلاحين في الاحتياط التقليدي.

السلاح الأول هو القول إن ما يحدث في اليمن والعالم العربي تصنعه غرفة عمليات في تل أبيب تُدار من واشنطن. وهذا سلاح مضحك، ليس فقط لأنه خادع وكاذب بل أيضاً لأن من يستخدمه هو حليف لأميركا الداعمة الأساسية لنظامه. فالبؤس السياسي يصل إلى قمة المهزلة حين يتبرع حاكم عربي بملايين العرب لأميركا والعدو الاسرائيلي. واذا كانت أميركا واسرائيل قادرتين على تحريك ملايين العرب للمطالبة بإسقاط أنظمة صديقة، فإن هذا حكم بعجز الأنظمة عن قيادة شعوبها، وسبب إضافي يحتم سقوطها.

والسلاح الثاني هو ادعاء الرئيس صالح أن رحيله سيقود إلى تقسيم اليمن وانقسامه، لا إلى يمنين بل إلى أربعة. والواقع أن ما يقود إلى التقسيم والانقسام هو بقاء النظام لا سقوطه. ففي ظلّ النظام وقمعه وكيديته ضد الجنوب وضد الحوثيين في الشمال، حدثت حربان مع الجنوب وست حروب مع الحوثيين، وارتفعت شعارات الانفصال في الجنوب. وفي وهج الثورة رفع جميع المتظاهرين شعار التمسك بوحدة اليمن.

ولن يحافظ على وحدة اليمن سوى سقوط النظام بانتصار الثورة لاقامة نظام ديمقراطي. ولا خطر على وحدة ليبيا سوى بقاء القذافي في طرابلس والهرب من السقوط إلى حرب أهلية.

زر الذهاب إلى الأعلى