[esi views ttl="1"]
أرشيف محلي

مصادر: أوامر إيرانية لأطراف في المشترك بإفشال المبادرة الخليجية

إلى الان لم يصدر عن المشترك بيان رسمي يعلن فيه موقفا واضحا من المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن بالقبول أو الرفض أو التحفظ أو الاستيضاح. وكل ما بدر حتى الآن تصريحان أحدهما في رويترز منسوب لمتحدث عن المشترك والآخر للدكتور محمد عبدالملك المتوكل لقناة الجزيرة.

تصريح المتحدث في رويترز تناقلته كل وسائل الاعلام الا مواقع المشترك نفسه وعلى رأسها الصحوة نت. وظل التصريح بلا هوية واضحة للمتحدث وحمل لهجة شديدة تحاول قطع الطريق تماما على المبادرة. وعبر مشوار الخبر في المواقع الاخبارية ارتقى من رتبة التصريح إلى رتبة البيان الذي لم يحصل أي موقع على نسخة منه.

ولاحقا، قبل دقائق، نشرت الشرق الأوسط تصريحا لمحمد قحطان (ناطق المشترك) يقول فيه إن "علينا الانتظار حتى يتم تسلم المبادرة بصورة رسمية حتى يتم تدارسها؛ ومن ثم تحديد الموقف". كما نفى قحطان وجود أي خلافات بين مكونات اللقاء المشترك، مشيرا إلى أنه قد يكون هناك "خلاف لفظي". بينما انتقد القيادي في اللقاء المشترك، محمد الصبري، بشدة صيغة المبادرة الخليجية التي أعلنت في الرياض، كما اعتبر أن بيان الرئاسة اليمنية حول الترحيب بالجهود الخليجية "مفخخ" ويهدف إلى "ربح الوقت".

وكان موقع "عدن الغد" المستقل نشر في ساعة مبكرة من صباح أمس الاثنين خبرا عن استقالة مفاجئة للدكتور ياسين سعيد نعمان من رئاسة المشترك تم عزوها إلى رفضه المبادرة الخليجية، ما ينم عن وجود خلاف شديد حول التعامل مع المبادرة. وفي ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء نشر موقع الاشتراكي نت تصريحا لمحمد المقالح (الحقي السابق الاشتراكي الحالي) ينفي فيه أنه السبب في نشر خبر كاذب عن استقالة ياسين!!

خبر الاستقالة لم تؤكده ولم تنفه أية مصادر مشتركية، واكتفوا بتصريح رويترز الذي كان ربما لثني الدكتور ياسين عن الاستقالة ان صحت، وكذا ان صح أن الموقف من المبادرة هو سببها الحقيقي.

وفي الوقت الذي رحب فيه بيان صادر عن مكتب الرئيس صالح بالمبادرة وبيان آخر صادر عن مكتب القائد العسكري علي محسن يرحب بها هو الآخر، بينما راج موقف الرفض للمبادرة في ساحات التغيير؛ الا ان موقف أحزاب المشترك يبدو إلى هذه اللحظة ضبابيا ويبدو أنه لازال محل خلاف. ولا أدل على ذلك من تصريح محمد عبدالملك المتوكل لقناة الجزيرة: "جميع" أطراف المعارضة متفقة على رفض المبادرة الخليجية الجديدة وتقبل القديمة.

في غضون ذلك أكدت مصادر مستقلة في تصريحات لنشوان نيوز أن المشترك عمليا لم يحسم أمره باتجاه الرفض وأن هناك اتجاها لطلب ايضاحات من الاخوة في الخليج حول بعض نقاط المبادرة. وذهبت هذه المصادر إلى وجود ما وصفتها إشارات إيرانية واضحة لأطراف في المشترك لإفشال المبادرة الخليجية، واعتبرت هذه الاشارات بمثابة الأوامر. وقالت أن الخلاف الذي افتعلته هذه الأطرف آلم الدكتور ياسين سعيد. وأضافت أن إيران ستعمل على إحباط أي دور خليجي في حل أزمة اليمن ولو أدى ذلك إلى دعمها بقاء صالح.

والواضح أن هناك اتجاهين في المشترك أحدها يسعى لتوريط التحالف المعارض بتصريحات مسبقة في وسائل الاعلام يقطع فيها دابر المبادرة من أساسها ويقطع على المشترك فرص التعاطي السياسي معها، كما هو حال متحدث رويترز والدكتور المتوكل. واتجاه آخر يسعى لعدم تفويت الفرصة في وجود ذراع دولية ضاغطة على النظام يمكن كسبها والتعاطي معها خصوصا وان المبادرة تحظى بمباركة البيت الأبيض وأوروبا.

وفي كل الأحوال فإن نظرة سلبية تتركها قصة المبادرة على صورة المشترك في الداخل والخارج، لأن الأسرة العربية والدولية تبحث الان هي الاخرى عن مخارج للأزمة كلها تصب في مسألة رحيل الرئيس صالح وتبحث هذه الاسرة عن طرف تتعاطى معه لتتعرف عليه، على الأقل، فلا تجده، بل ستعود بانطباع يجسده المثل القائل: "طبخة الشركاء لا تنضج".

اللواء علي محسن كان أكثر حصافة، ربما لمعرفته بطبيعة ادارة الشأن السياسي على نطاق الخارج وهو ما لم يجربه المشترك من قبل ولم ينجح فيه، لذا حرص محسن في ترحيبه بالمبادرة على دعوة المشترك للقبول بها، ومن غير المجدي تذرع المشترك بموقف الشباب الرافض للمبادرة ليس استهانة بموقفهم انما كلام كهذا يقال للفضائيات فحسب بينما في الواقع يفترض ان يسعى المشترك لتحقيق رغبة الشباب عن طريق القبول بالمبادرة من حيث المبدأ والسعي وراء تعديلات ممكنة تضمن مقاصد ثورة الشباب وسرعة انتقال اليمن إلى عهد ما بعد الرئيس صالح.

زر الذهاب إلى الأعلى