[esi views ttl="1"]
أرشيف محلي

خطاب صالح المضمّد: عودة إلى المربع الأول

إطلالة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح على جمهوره، بوجه محروق ويدين مضمدتين، وقدرة بطيئة على الحركة، وخطاب مسجل بثه التلفزيون الرسمي، أعاد الوضع في اليمن إلى ما كان عليه قبل تفجير المسجد، وربما إلى ما هو أسوأ.

وقد أعلن صالح، الذي بدا غير قادر على القيام بأي حركة خلال جلوسه، أنه خضع لثماني عمليات جراحية ناجحة، مؤكدا دعمه للجهود السياسية التي يبذلها نائبه في صنعاء، وشكره للسعودية.

وفور ظهوره، أطلقت الأعيرة النارية والألعاب النارية بكثافة في صنعاء، وباقي المدن الكبرى، ابتهاجا بظهور الرئيس، والذي أتى بعد أكثر من شهر من الصمت، في ظل سيل من التكهنات والمعلومات المتضاربة حول مدى خطورة وضعه الصحي، وعودته المفترضة إلى اليمن. لكن صالح لم يعلن موعدا لعودته إلى صنعاء، علما أنه غادر بلاده إلى السعودية في الرابع من حزيران (يونيو) الفائت، غداة إصابته في هجوم استهدفه في مسجد القصر الرئاسي.

وقال صالح في الكلمة التي بثها التلفزيون الرسمي: إن شعبنا اليمني صامد وسيظل صامدا، متحديا كل أنواع التحديات التي تستهدف أمنه، واستقراره، وتستهدف الحرية، والديمقراطية، والأمن والاستقرار. وأضاف: لقد فهم البعض الديمقراطية فهمًا خاطئا من خلال ممارسات خاطئة مثل... قطع الطريق، قطع البترول والمازوت، والديزل، والغاز، وإقلاق الحالة الأمنية، الذين يطالبون فيها من أجل الشراكة. وأضاف: نرحب بالشراكة في إطار الدستور والقانون. نرحب بالشراكة على أسس ديمقراطية، دستور الجمهورية اليمنية الذي قام على التعددية السياسية، والحزبية، وحرية الرأي والرأي الآخر... لكن هذا هو الرأي والرأي الآخر... هو الذي يقومون به من قطع الطرقات لإخافة... وإقلاق عامة الناس.

وبدا صالح محروق الوجه تماما، وكان يرتدي جلبابا أبيض بدت يداه من تحته مضمدة بشكل كامل، كما اعتمر كوفية حمراء لفّت على رأسه لإخفاء حروق فروة الرأس. وفي تقدير العارفين ان الاطلالة المضمدة زادت الوضع غموضاً وأعادت الأزمة بكاملها إلى المربع الاول، في الوقت الذي تهيمن أجواء من الترقب على معظم المديريات اليمنية وتنشط جماعات متشددة وأخرى قبلية في الإعداد لمواجهات مسلحة.

وفي معلومات صحفية من مصادر في النيابة العامة اليمنية، أن نحو 500 شخصية معارضة وعسكرية، كقائمة أولية، ممنوعة من السفر من قبل النائب العام والأمن القومي، لاتهامهم في عدد من القضايا الجنائية، والتعاون مع تنظيم القاعدة والجماعات المسلحة القبلية ومحاولة اغتيال الرئيس علي عبدالله صالح وعدد من قيادات حكومته في جامع النهدين في الثالث من الشهر الماضي.

ووفقا للمصدر، فإن من بين تلك الأسماء الشيخ عبد المجيد الزنداني، الشيخ صادق الأحمر وأولاده هاشم وحميد، اللواء المنشق علي محسن الأحمر، وقيادات عسكرية أخرى منشقة وعددا من قيادات أحزاب "اللقاء المشترك" المعارضة خصوصا عددا من قيادات حزب الإصلاح" (إخوان اليمن) الذين تم تسجيل تصريحاتهم بمحاولة اغتيال علي صالح، ورجال أعمال، إضافة إلى عدد من الصحفيين الذين يُعتقد أنهم متورطون في عمليات التحريض ضد أعضاء حزب "المؤتمر الشعبي العام" الحاكم، ويقدمون معلومات مغلوطة، وناصروا جماعات متهمة بقتل الأبرياء من الجنود في أرحب ونهم وتعز وعدن وزنجبار وأبين والحميمة.

زر الذهاب إلى الأعلى