أرشيف محلي

حرب الفتاوى في اليمن: صالح يشق العلماء ب "العلماء"

دخل اليمن مرحلة حرب الفتاوى الدينية المؤيدة للحاكم والمعارضة له، بعدما أصدر عدد من العلماء المقربين من السلطة بياناً حرموا فيه التظاهرات والاحتجاجات واعتبروها “خروجاً على ولي الأمر”، وهو ما يتناقض مع الدستور اليمني الذي يكفل حق التظاهر والاحتجاجات باعتبار النظام السياسي مبنياً على التعددية السياسية والحزبية .

وحصل صالح على ما يريده من العلماء كغطاء لقمع الثورة التي تطالبه بالرحيل عن السلطة، وذلك بعد إصدار جمعية علماء اليمن المرتبطة بالنظام، فتوى بحرمة التظاهرات الاحتجاجية السلمية، داعين السلطات القيام بمسؤوليتها في تأمين المرافق والأحياء وإخلاء المدارس والجامعات لأن ذلك يعد “جهاداً في سبيل الله” .

وأكد علماء اليمن في بيان في ختام مؤتمر لهم، بمباركة الرئيس صالح ودعمه، أن المظاهرات والاعتصامات التي ينظمها شباب الثورة ومعارضو النظام “محرمة شرعاً وقانوناً لما يترتب عليها من مفاسد ولما تحمل من شعارات مخالفة للشرع” .

ووجه العلماء الدعوة إلى الشعب ل “الالتزام بالبيعة المنعقدة في ذمتهم والوفاء بها”، في إشارة إلى انتخاب الرئيس صالح العام 2006 وعدم الخروج على ولي الأمر، واعتبروا أن “الخروج بالسلاح على ولي الأمر من أعلى درجات الخروج” .

وفي لغة تتناغم مع خطاب السلطة، طالب العلماء ب “سرعة كشف نتائج التحقيقات في جريمة الاغتيال التي استهدفت الرئيس وأركان نظامه في القصر الجمهوري وتقديم الجناة للعدالة” .

والتقى صالح رئيس جمعية علماء اليمن محمد إسماعيل الحجي، وجدد التأكيد على أن “الوصول إلى السلطة يأتي بالطرق الدستورية، حيث إن الدستور هو الذي يوضح آلية وطرق انتقال السلطة سلمياً وليس عبر طريق العنف وأعمال التخريب والعنف والانقلابات”، على حد قوله .

ويخشى مراقبون أن تطلق هذه الفتوى شرارة العنف بشكل أكبر وتقود البلاد إلى حرب أهلية، في ظل انقسام العلماء بعد انقسام الجيش والقوى السياسية والقبائل بين مؤيد ومعارض للنظام في مشهد يكرس المخاوف من انزلاق البلاد إلى حرب شاملة .

وكان الناطق باسم هيئة علماء اليمن، التي يترأسها الشيخ عبدالمجيد الزنداني، قد انتقد بيان جمعية العلماء، وقال محمد الحزمي إن بيان نظرائهم في الجمعية “عبارة عن بيان عسكري صادر عن قيادة الأمن المركزي والحرس الجمهوري، تم إلباسه لباس العلماء كي يبرروا للرئيس علي عبدالله صالح سفك المزيد من الدماء، وإعلان الحرب الشاملة على أبناء شعبه” .

وأكد أن الدليل على ذلك هو أن “الرئيس صالح يقتل ويسفك دماء الأبرياء خلال الفترة الماضية بدون أي فتوى دينية”، قائلاً إنه سعى إلى استصدار هذه الفتوى لتبرير التدمير الشامل والحرب الشاملة في البلاد .

وسبق صدور الفتوى عودة للمواجهات بين القوات الحكومية وأنصار الشيخ صادق الأحمر في منطقة الحصبة، والتي أدت إلى مقتل شخصين وجرح عدد آخر، في خرق للهدنة التي سبق، أن أعلن عنها الرئيس صالح بعد عودته إلى البلاد قبل أسبوع .

ويخرج اليوم المعارضون والمؤيدون للنظام في مسيرات تعقب صلاة الجمعة، حيث اختار المعارضون أن تحمل جمعتهم عنوان: “قادمون”، فيما اختار أنصار الحزب الحاكم لجمعتهم عنوان: “الحوار والاحتكام لصناديق الاقتراع” .

زر الذهاب إلى الأعلى