استيقظ سكان العاصمة اليمنية صنعاء صباح السبت على صور الدعاية الانتخابية لمرشح التوافق الوطني عبدربه منصور هادي الأمر الذي أعطى انطباعا ايجابيا عاما بجدية الخطوات نحو استحقاق الـ21 من فبراير الوشيك الذي يدخل به اليمن عهدا جديدا بكل أشواقه وأشواكه.
وامتلأت الشوارع الرئيسية في العاصمة بأشكال وأحجام متعددة من دعاية المرشح هادي حاملة الشعار الرئيسي الذي اختاره هادي لحملته: "معاً نبني اليمن الجديد". وشعارات أخرى.
وبإنجاز الموعد المنتظر 21 فبراير يكون اليمنيون قد وضعوا اللمسات الأخيرة على الجزء الأهم من الاتفاق الذي وقعوا عليه في العاصمة السعودية الرياض في 23 من نوفمبر في العام المنقضي، وهو الاتفاق المنبثق عن مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي التي حظيت بتأييد يمني وعربي وأممي.
ورغم بعض المآخذ والمخاوف التي شابت بعض إجراءات استحقاق 21 فبراير إلا أن ما سيرسخ في ذاكرة اليمنيين ووجدان التاريخ هو أن اليمنيين، (ولأول مرة منذ وقت طويل) نفذوا ما اتفقوا عليه، بلا التفاف ولا مماطلة، موقنين ان عهداً يبدأ بالالتزام الاخلاقي والعملي لما تم الاتفاق عليه هو عهد جدير بالاعتزاز والاحتفاء وباعث على الأمل. فضلا عن هذا الالتزام سيعيد الاعتبار كثيرا في نظر الاشقاء والأصدقاء للمجموع السياسي اليمني الذي اهتزت صورته في الماضي جراء عيشه على هامش الخلاف فترة ليست باليسيرة.
وبطبيعة الحال فإن المضي إلى هذا الاستحقاق ليس معبدا بالورود بسبب وجود أطراف قادرة على التشويش عاجزة عن الاعاقة.. تعمل لصالح قوى اقليمية لا تريد لليمن أن يخرج من عنق الزجاجة ولا تريد أن يكون لأشقائه وجيرانه فضل في هذا الخروج، لكن المشهد الأقوى حضورا هو إصرار المجموع الشعبي اليمني على تجاوز المرحلة والدخول إلى ما بعدها، وأجلى تجليات هذا الاصرار هو حالة التواصي بين المواطنين على ضرورة المشاركة وعدم الالتفات لدعوات التثبيط.